تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير اتجاهات أسواق العمل

التغيير سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف، إذ سيكون هناك تركيز واستقلالية أكبر أثناء أدائها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

 تحمل التوقعات حول أسواق العمل العالمية خلال السنوات المقبلة في طياتها الكثير من التغييرات الجوهرية بالنظر إلى تأثير عالم التكنولوجيا المزدهر وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي على قطاع الأعمال.

ويتزايد قلق البعض من التأثيرات السلبية التي قد يخلفها تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي على أسواق العمل، ليس فقط من حيث الكم، بل قد يطال جودة الوظائف.

وتوقّع خبراء في ملتقى الذكاء الاصطناعي الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل أن تتطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة إلى منظومات ذكاء عالمية أشمل وأوسع، بحيث ستكون قادرة خلال 18 إلى 20 شهرا من الآن على حجز رحلات الطيران وإنجاز التقارير.

وأكدوا أن الذكاء الاصطناعي سيغير من طبيعة الوظائف في الكثير من القطاعات، لكنه لن يقضي عليها بشكل كامل.

وزاد الحديث عن مزاحمة الذكاء الاصطناعي للبشر واستبدالهم في مجالات مختلفة، بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة مع اتساع رقعة استخدام أدواته، خصوصا المجال التوليدي الذي بدأ يظهر بوضوح منذ العام 2020.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن ستيفن أندرسون شريك أول في شركة بي.دبليو.سي الاستشارية العالمية قوله إن “الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم سيتطور بسرعة لينتقل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام الذي ستكون تطبيقاته واستخداماته أوسع”.

وأضاف “ستكون هذه التكنولوجيا المتقدمة أكثر شمولاً على مستوى المجتمعات والحكومات والدول”.

وعن التخوف من استبدال الذكاء الاصطناعي للبشر، أكد أندرسون أن “هذا لن يحدث، فالبشر ومن خلال الذكاء الاصطناعي هم الذين سيحلون محل أقرانهم ممن لا يتبنون هذه التقنية”.

وأشار إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات التي تواجه العالم على صعيد تحقيق الاستدامة.

وفي أغسطس الماضي كشفت دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون سببا في القضاء على الوظائف، بل سيكون أداة مكملة للكثير منها.

وأوضحت المنظمة أن التغيير سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف، إذ سيكون هناك تركيز واستقلالية أكبر أثناء أدائها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأظهر تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي في مايو الماضي عن حالة “مستقبل الوظائف” أن ربع الوظائف الحالية، أي نحو 23 في المئة، ستشهد تغييرات عميقة في السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح المنتدى أن بعض المجالات والوظائف كأخصائي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأخصائي الاستدامة ومحلل ذكاء الأعمال وأمن المعلومات أكثر المجالات سرعة في النمو.

ورجح خبراء المنتدى من خلال دراستهم للعوامل التي ستعمل على التحول بحلول 2028 أن مجالات التعليم والزراعة والتجارة الرقمية تستأثر بالنصيب الأكبر من النمو.

وتبدو حداثة بيانات الذكاء التوليدي في تطبيقات حديثة مثل تطبيق تشات جي.بي.تي مهمة للغاية لأنها تساهم في تخيّل وتصميم وبناء منتجات رقمية مستقبلية.

واعتبر كوستي بيريكوس الشريك ومسؤول الذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة الاستشارات العالمية ديلويت أن على الشركات الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتبقى قادرة على المنافسة في السوق.

وقال في الملتقى إن “حجم التحول الاقتصادي العالمي على المدى القريب هائل بسبب الابتكار المتسارع”، داعياً إلى وضع الحلول الشاملة للصناعات لتمكين العمليات المستقلة، وتعزيز إنتاجية القوى العاملة.

وأفاد أن سوق الذكاء الاصطناعي ينمو بشكل متسارع، حيث يشمل العديد من التقنيات والميزات، ويقدم حلولا مبتكرة لتحويل المجتمع والأعمال بما فيها الأتمتة الذكية والتعرف على الكلام والتحليل والتنبؤ والمساعدة الافتراضية والتعلم الآلي وغيرها.

وتعتبر العديد من الشركات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد واحداً من التقنيات العديدة التي يمكن أن تحدث تغييرا جذريا وكبيرا في مسارات تفاعل المجتمع وإدارة الأعمال.

وتستند الشركات في ذلك على قدراته الكبيرة في إنتاج مجموعة واسعة من المخرجات بالاستناد إلى التطبيق المحدد ونوع البيانات المطلوبة، بما فيها النصوص والصور، والبرمجيات، والصوت المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

وفي وقت سابق هذا العام اعتبرت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (أو.إي.سي.دي) أنّ الذكاء الاصطناعي ستكون له انعكاسات ملحوظة على سوق العمل، ولكن حتى الآن يؤثّر بشكل أساسي على جودة الوظائف أكثر منها على معدلات التوظيف.

وأشارت المنظمة التي تضم 38 عضوا في “توقعات التوظيف 2023” إلى الشكوك الكبيرة المحيطة بالآثار الحالية والمستقبلية للذكاء الاصطناعي خاصةً على صعيد الوظائف.

ولفتت إلى أنّ “هذه التكنولوجيا ستؤثر على كافة قطاعات الخدمات تقريبًا وكلّ المهن” وأن “سرعة التطور المسجلة غير مسبوقة”.

وقالت إنّ “هناك القليل من الأدلة على التداعيات السلبية الكبيرة للذكاء الاصطناعي على التوظيف”، معتبرةً أنّ “الآثار السلبية المحتملة” قد “تستغرق وقتًا قبل أن تبدأ بالظهور” فعليا.

وأضافت “حتى الآن تظهر الأعمال المنشورة أن الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل أساسي على جودة الوظائف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى