كتاب الرائ

مافيات !!

طابت أوقاتكم ..

علي شعيب

منذ أزمان موغلة في القدم، شهدت ايطاليا منشأ عصابات الجريمة المنظمة  والتي أطلق عليها تسمية ((مافيا)) أي عدم خضوعها للقوانين، وإعفاءها من أية مساءلة أو عقوبة نظرا لسطوة أعضائها وإقدامهم على ارتكاب جرائم السطو، والتصفيات الجسدية، لمن يعيق أنشطتها، أو حتى التفوه بكلمة تنتقد احد أفرادها، أو سلوكيات أعضائها !!

ومع الوقت، وتزايد الممتلكات والمقتنيات المستحوذ عليها من قبلهم بالإكراه والترهيب، اتسعت دائرة انتشار هذه العصابات لتصبح ظاهرة عابرة للحدود، ومغرية لمن يستعجلون الثراء غير الخاضع للضرائب، وتسديد أية التزامات، فيما خفت بريقها شيئا فشيئا إلى حد الاقتراب من الانقراض في منشأها بجزر الجنوب الايطالي !!

أما في بلدان جنوب البحر المتوسط وشرقه فقد انتعشت هذه الظاهرة خصوصا في غياب ((سلطة الدولة)) وانتشار السلاح في أيدي مجموعات لا يقدر على نزعه منها .. ولا حتى التوقف عن صرف الإتاوات إليها وبدون إذن صرف ولا إيصالات تسليم واستلام .

أخطر المافيات في بلدان جنوب المتوسط وشرقه، تلك الجماعات التي تتولى الاستيلاء على كوابل خطوط الضغط العالي، وجميع خطوط نقل الطاقة الكهربائية للمدن والقرى .. وسرقة ما تحتوي عليه من كميات نحاس لتصديره إلى خارج البلدان، دون أن يكون في مقدور السلطات أن تتخذ ضدهم أية إجراءات، أو محاسبة أقلها مصادرة ما بين أيديهم من هذه المادة التي بسرقتهم لها منعوا التيار الكهربائي عن المنازل وجمع المرافق التي لا عنى لها عن الكهرباء .. فتنشأ على هامش هذه الجماعة ((مافيا جديدة)) تتمثل في تجار المولدات التي يشكل انتشارها بكثافة تهديدا للبيئة بم تنفثه من أدخنة،  جراء احتراق وقودها سواء كان : ديزل أو بنزين، ناهيك عن ما تصدره من ضجيج مزعج !!

لقد أصبح من ضرورات ولوازم السكن والإقامة في أي مكان تقريبا اقتناء (المولد) استعدادا لانقطاع التيار الكهربائي الذي كانت تتولاه الشركة العامة للكهرباء دون غيرها، وهي الشركة المفترض إلا يتم استيراد المولدات الا عن طريقها حتى لا يتم إغراق السوق بنوعية رديئة من المولدات، واتي كانت أثمانها لا تتجاوز مئات الدينارات لا تعمل إلا لعشرات الساعات ثم تتوقف عن التوليد ، قبل ان يتناسل موردوا هذه المولدات ومن يقف وراءهم من جماعات الاعتمادات !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى