■ عامر جمعة
وماذا بعد ؟
منذ فترة ماضية أعلن الإسرائيليون أن القدس بقسميها الشرقي والغربي هي عاصمة الدولة اليهودية ومن ثم فإن بعض دول العالم التى لا تقيم وزنا للعرب أعلنت اعترافها بذلك وإنها ستنقل سفاراتها إليها .
بالنظر إلى الواقع المزري الذي عليه العرب فإن فلسطين بكاملها وليس القدس ترزح تحت الاحتلال وإن ما تبقى من الشعب الفلسطيني بداخلها بما في ذلك الضفة والقطاع تطوقه العساكر الإسرائيلية بكامل عتادها من كل جانب وتفرض عليه حصاراً من كل مكان على الرغم من الحديث الدائم عن السلام وما يسمى بالمبادرات بل التنازلات العربية المتواصلة بداية من الأرض مقابل السلام إلى المبادرة العربية
ولأن تحقيق السلام في أي بقعة من العالم لا يتم إلا بتوازن القوة ويٌفرض فإن الإسرائيليين ضربوا عرض الحائط بكل القرارات الدولية وماضون قدماً في تحقيق مآربهم ليس في فلسطين بل وفي مناطق عربية أخرى مدعومين من أمريكا عسكريا وسياسياً ، ولذلك لا غرابة في طلبهم من أمريكا ودول العالم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان كجزء من صفقة الانسحاب من سوريا وإذا ما تم ذلك فإن الهضبة السورية بكاملها ستكون في حضن القوات الإسرائيلية وفي ظل بحث العرب عن “سراب” السلام دولاً منفردة وجامعة عربية فإن العدو لن يضم الجولان فقط فهي الآن تحت سيطرته ولن يتركها إلاّ بالقوة العسكرية وستصبح الجولان وفلسطين وجزء من لبنان ولواء الاسكندرونة وجزر سبتة ومليلة وجزيرتا طنب الكبرى والصغرى خارج السيادة العربية وهي أراض عربية محتلة من عدة دول مازال العرب يقيمون معها علاقات على أحسن ما يرام ومن يدري وفي زمن هذا الضعف العربي قد نشهد ضم أراضِ عربية جديدة ولن تكون ردات الفعل إلاَ كسابقاتها؟ لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة !!.