أحلام سبتمبرية و فبرايرية !!
الهادي شليق
لملم العام 2018 أيامه و لياليه بحلوها و مُرها و رحل بأيامه و سنينه لن يعود … نعم لن يعود و ستبقى ذكرياته بشرها و خيرها حديث نتسامر به و حوار على موائد الأطعمة و الأشربة نلوكه نتلذذ ببعضه و نتألم بآخر … نعم نحن من زرع بذور الألم و ننثر حبات الحب و نحصد الآن ما زرعناه … نعم كانت هناك أياد خفيه محلية و دولية حركت لها دمى على أرض الوطن فعاثث في الأرض فسادا و حولت لحظات الفرح إلى ألم و بخرت الأحلام الوردية و حالت دون ان تتحول طرابلس و المدن الليبية الأخرى إلي جنات عدن .
و لئن مضى و انقضى العام 2018 فإن ما يهم الآن هو الآتي و القادم هو عام 2019 و ما سنحقق فيه من خطوات على طريق بناء وطن يحتوى الجميع و بدون حقد و لا ازدرار و لا إقصاء لأي طرف سياسي على حساب الأخر … علينا فبرايريون و سبتمبريون و كل ألوان الطيف ان يكون ديدننا و هاجسنا هو ليبيا لتكون فوق الجميع … قبائلا و مدنا و أيديولوجيات و غيرها . ليبيا وطن لا تضاهيه الاوطان بشاطئه المترامي الأطراف و بتروله و غازه و صحرائه و بقية خيراته مما يجعل منه بيئة جاذبة و ليست طاردة فلماذا يجعل منه نَفَر منا بيئة طاردة و يفسدوا علينا حياتنا و يدفعوا أبناءه إلي ركوب القوارب المطاطية و الألواح الخشبية سعيا وراء آمال تبخرت في وطنهم .
في 2019 نحلم بوطن يضم الجميع تحت جناحه و نحلم بإنتخابات حره نزيهة لا يكسر الخاسرون فيها صناديق الاقتراع و لايدوسوا بأحذية العرضات على أصواتنا ..في 2019 نحلم بجنوبنا الحبيب يسوده الأمن و السلام و لا تعبث فيه العصابات التشادية و تقطع الطرق و تأسر الرجال و تذل النساء .
الليبيون أصحاب أحلام بسيطة .. أمن و رخاء و عدالة إجتماعية و قانون نزيه لا يسعون للوصول إلى القمر و لا دراسة أحوال المريخ و لا دخول السباق النووي … أحلام تتحقق إذا ما توفر حسن النية و الإرادة لدى السياسيين الذين يتصارعون و يتقاتلون على مكاسب مادية تتحقق لهم و أكثر لو استقر الأمن و صار القانون فوق القوة لا القوة فوق القانون .