حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر بشكل كبير على الخدمات الصحية ، ومبشر بإحداث تغيير جذري في الممارسات الطبية والمفاهيم الصحية ، والنظم والقوانين والآليات والخدمات ووظائفها المختلفة ، وتغيير في المهن الطبية والصحية ونوعية تخصصاتها وعلومها وتدريبها ، وقد تختفي بعض التخصصات المعتادة ، وقد تتداخل بعضها مع أخرى ، وقد تطغى تخصصات على تخصصات غيرها ، وبالتأكيد سوف تستحدث تخصصات ومهن كثيرة مختلفة تفرضها ثورات التطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي في الخدمات الصحية والعلوم الطبية ، المطالبة بتحقيق النتيجة ، وهذا يتطلب التماهي والاستعداد للتماشي مع التطورات التي بداءت منذ عقدين ، وليبيا أكثر حظًا من غيرها لقلة عدد السكان ووفرة الموارد وتوفر بنية تحتية صحية معقولة ومصنفة ، وقوى عاملة صحية محلية وطنية بأعداد تثماثل مع المؤشرات التي تحققها الدول المتوسطة الدخل وأعلى قليلًا من الدول الضعيفة .
وجيد التفكير والعمل على ميكنة ورقمنة القطاع الصحي ، واستخدام الذكاء الاصطناعي والتوسع في التأمين الصحي!!!!!!، كما تفعل الآن الجهات المسؤولة عن الصحة ، ولكن هذا يتطلب الكثير من الأعمال الإصلاحية في النظام الصحي والبنى التحتية ، وإلا سيكون كمن يسعى لشراء ربطه عنق جميلة وغالية تتناغم مع الموديلات الحديثة على جسم عاري أو على بدلة بالية تحتاج لرتق مابها من رقع كثيرة ..
ولهذا نرى التفكير الأمثل في الإسراع في إتخاذ القرارات التي تتبنى الإصلاح الصحي وتباشر فيه ، ويجب ان يكون إصلاح بنيوي يبداء من القاعدة ويتوسع أفقيًا وعموديًا في تطوير بناء النظام وأهدافه وسياساته وهياكله ووظائفه بالتحديد لأعدادها ومواصفاتها ، وتحديد مدخلات النظام ومخرجاته ومستوياته المختلفة ، والعلاقات المحددة بدقة بينها ، وكيفية التنقل داخلها من مدخل النظام إلى مخرجه ، بما يغطي دورة حياة الناس كاملة ومتصلة ومستمرة مع أستمرار الحياة ، نظام يعزز الصحة ويمكن الناس منها ويحسنها لهم ، يكافح الأمراض واسبابها ،ويدفع العلل عنهم ويخفف اثارها ، نظام مرتكز على الفرد والأسرة والمجتمع ، نظام صحي قوي وفعال ومنصف وعادل لكل الناس في كل الأماكن بنفس القدر والإمكانيات والجودة ، والمرافق الصحية موجودة لكن قديمة وتحتاج للكثير من التطوير والتحديث لتتناسب مع التقنيات الطبية الحديثة في التشخيص والعلاج والتأهيل ، والتعليم الطبي والتدريب السريري الراقي الذي يؤهل الأطباء حقًا والتمريض الذي يؤثمن على صحة وحياة الناس ، والفنيين الأكفاء والاداريين الصحيين القادرين ، وفي حاجة للتوسع في بناء مرافق صحية متكاملة تحقق توفير الخدمات الصحية كاملة وسهلة الوصول اليها والحصول عليها ، وتتناسب مع المجمعات السكانية وتوزيعاتها واعدادها وانماط الحياة والعمل بها ، مربوطة ببيانات السكان المنوطة بهم ، والقادرة على خدمتهم فرديا واسريا وجماعيًا ، وداخل المرافق الصحية وخارجها وبالمنازل واماكن العامل والتنقل معهم بما يتاح تقنيا في العالم للأجهزة الطبية المحمولة والأساليب الحديثة للتطبيب ، والقوى العاملة الصحية متوفرة اعداد فقط حسب الشهادات الممنوحة !!؟ ، ويحتاجون لبرامج تجسير وتطوير وتأهيل علمية متخصصة في الداخل والخارج بالتعاون مع مؤسسات التعليم والتدريب الطبي والصحي المعروفة عالميا والتي تمتلك المستشفيات التعليمية وتديرها ، والتخلص من ثقافة التعليم الطبي السائدة الان والتي تحتاج لتغيير جذري وعاجل وطي صفحتها ، وضرورة أن يكون بليبيا مستشفيات جامعية تتبع التعليم العالي والجامعات وكليات الطب وتتبعها إداريًا وماليًا وقانونيا ووظيفيًا وتلتزم بالهياكل التنظيمية للمستشفيات الجامعية ، وبالإمكان البدء بمركزي طرابلس وبنغازي الطبيين ، حيث انهما تتوفر بهما السعاة السريرية ، وبعض الإمكانيات الاخرى ، ويقعوا داخل حرم الجامعات ، ويُلحق بهما أعضاء التدريس الأكاديميين ، ويتم تغطية النواقص بالاستجلاب من الخارج ، والفصل التام بينهم وبين العمل العام بمرافق الصحة والعمل الخاص تعليم وخدمات ، وهذا يتطلب تسوية أوضاعهم المالية المجزية ، وعلى الصحة أن تحدد مجموعة من المستشفيات التي تتوفر فيها الشروط المطلوبة للمستشفيات التعليمية ، وتؤسس هيئة للتعليم الطبي والتدريب السريري تخصص لها ميزانياتها وتوضع لها الهياكل التنظيمية واللوائح الخاصة بها بما يجعلها قادرة على القيام بتدريب الأطباء والتمريض والفنيين وتقييمهم واجازتهم مع التطوير المستمر لكفاءات العاملين الصحيين ،
على أن تكون المستشفيات التعليمية داخل منظومة الخدمات الصحية يحدد مستوياتها وفق خدماتها ، وضرورة الفصل التام بين العمل العام والخاص في الخدمات والتدريب والتجارة الصحية ، ويجب أن تقوم الدولة من خلال مؤسساتها بتسعير جميع الخدمات الصحية وتطبيق حساباتها دفترياً حتى بالمرافق الصحية العامة المجانية ، وتخضع للمراجعة المالية الدقيقة ، ذاتيا ومن الديوان ، وتحدد تسعيرة الخدمات الصحية للقطاع الخاص ، وتخضع للمراجعة المالية والرقابية الحكومية ، وعلى الدولة أن تفرض تطبيق معايير جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى ومكافحة العدوى وتضع الاليات العلمية والمهنية والتدقيقية والاحصائية لمتابعة جميع النتائج الصحية لجميع المترددين والمنومين بكل منظومات الخدمات الصحية العامة والتعليمية والخاصة ، ولن تصعب بعد ذلك الرقمنة والميكنة والصحة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي ، والتأمين الصحي الاسواء نظام تمويلي ، وأي طموحات أخري .
وإن تكدس الهيئات والمراكز والأجسام الموازية تدمير مقنن للنظام الصحي ، والالتجاء للشركات للعلاج والادارة حجة العاجز واشياء أخرى ،
الإصلاح استراتجيات وخطط وبرامج ويبداء بنماذج قابلة للتنفيذ والتطوير ويتوسع الإصلاح وفق البرامج الزمنية حتى يكتمل بأكتمال النظام الصحي المنشود الذي يحقق التغطية الصحية الشاملة والعدالة والمساواة ، والصحة والعافية والرفاه للأمة .
البدلة قبل ربطه العنق ..
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…