أين نواب الشعب من أضرار الحرب ؟
مناطق كثيرة ومعروفة ومحددة بالأمتار المربعة هي التي شهدت حربا مدمرة أصابت ضواحي طرابلس في إطار الصراع على السلطة والنفوذ وفرض الإرادة كل على طريقته الخاصة وعلى هواه، لكن المتضررين منها لا ناقة لهم فيها ولاجمل ، هم سكان أبرياء لاحول لهم ولا قوة أجبروا على مغادرة بيوتهم ومزارعهم وكل ممتلكاتهم بعد أن تركوها على أمل أن الحرب قد لاتكون إلا مجرد مناوشات تعود الليبيون عليها في كل مكان ليعيشوا رعبها بين حين وآخر، لكنهم لم يتمكنوا فيما بعد من العودة إليها لإنقاذ مايمكن إنقاذه، فدمرت الحرب مادمرت وانتشل مجهولون وغيرهم من السراق بقية ماتبقى وظل الفاعل في علم الغيب ،البيوت إما دمرت وأقلها أضرارا ما يكون إعادة بنائه أهون من صيانته، ولم يكن ذلك كل شيء، فقد تكبد المهجرون قسرا دفع إيجار بيوت أووا إليها لفترة طويلة ومنهم من بقي لاجئا عند أهل الإحسان، وفي بعض المؤسسات الحكومية لعدم قدرتهم على الإيجار في ظروف حالكة، ولطالما ترددوا على الهلال الأحمر من أجل تقديم بيانات خاصة بالظروف التي تعرضوا لها، لكن ذلك ذهب أدراج الرياح . لقد توقفت الحرب وندعو الله أن يكفينا شرها وشر من أوقد نارها وقد تسوى الأمور بين المتحاربين وهو أمر لامناص منه، وتابعنا ما تم من مفاوضات وتقلبات نأمل أن تكون الخاتمة لصالح الوطن لينهض من كبوته وليلحق بركب دول العالم في رحلة استقرار وبناء لصالح الشعب .
المتضررون من الحرب لا أحد التفت إليهم، فهل يعقل أن يدفعوا ثمن الحرب، أين الحكومة وأين نواب الشعب ألم يخرجوا على اكتاف هذا الشعب وهم أدرى بما حصل في مناطق الحرب، أليس التعويض حق من حقوقهم؟ فهم ضحايا جريمة لم يرتكبوها وإذا تجاهلت الحكومات المتعاقبة التعويض فإن نواب الشعب كان عليهم أن يكونوا أكثر حرصا على ذلك أما وقد عميت بصائرهم فقد انشغلوا بأنفسهم وتجاهلوا من كان سببا في وصولهم إلى كراسي السيطرة على القرار وهو عار ما بعده عار !!