إلي وعد
إلي وعد
سوزان عاشور
جلسا يترقب كلا منهما الأخر بلهفة ، كل فى مخدعه ، فى مدينته ، فى بلاد باعدت بينهما مسالك الزمن المطموس
وأتاه صوتها يرتعش برغم قوته وهي تبوح :
لم تنل شرف استحقاقي أنا الجانحة علي عمر
انتصار أول أسجله في غيابك.
فقررت أن أكتب أي شيء .. ربما رواية ، أو قصة .. لا يهم
رغبتي في الكتابة جامحة ، وعنيدة ، ومتسلطة .. تطارد قلمي منذ البارحة
– ولكنك .. لست بكاتبة وإن فعلت ستحرقين كل مابيننا .. وكل ما لم يكن
ليكن . سأغامر بك .. ربما هذه المرة
– – ستغامرين بعمر زرعناه معا” حتي أينع .
وأنت ؟
– – ماذا بي ؟
هل ستكتب أنت الأخر
يضحك .. ها ها ها
– لقد طلقتها منذ زمن من قبل أن تتمخض بك
– أوجعتني قساوة امتدادها ، وميوعة حروفها ، روضتها مرات ولم تكبح .. قررت ببساطة طلاقها .
– فهل ستواصلين العبث معي طوال الليل ؟
نعم .. ليكن عبث لذيذ وشهي كلقاء أول معه
– – من تقصدين ؟
أنت . أتذكر ذات مرة وأنا أنتفض تحت صلابة عضلاتك ؟
ليلتها كتبت لك .. ( معك وحدك أكون أنثي ) .
لا أعرف ليلتها .. فيما إذا جادت به شياطين إلهامي أم استحضرته ذاكرتي في لحضه صدق
لا يهم .. المهم أنه صادق كحبي لك أوعلي الأقل كخوفي عليك وارتباطي بك .
ـ لازالت ذاكرة حبنا مزهرة إذا” ؟
ربما سقطاتك ووجعي ، هما من أينعاها .. حتي توحشت داخل جسدي ، وعبثا” أحاول اجتثاثها
فمع كل لقاء، حميمي بيننا ، (وما أقلها في عمر وجعي معك ) ..
كنت أعد قهوتك الصباحية باعتداد وفخر، بفرحة صبية يوم زفافها ، وبمتعة جائع لبائعة هوي
، يجتاحني إحساس جامح بأنني أنثي ، أنثي من دم ولحم وأنني في محراب حبك لازلت طفلة
تحبو بخطواتها الأولي نحوك وباتجاهك .
هل تذكر عندما كنت طفلة .. كم كان عمرك حينها ؟
ـ لا أعرف .. لم يكن لي عمر قبل أن أعرفك . عمري من عمرك المزروع في حلقي كشوكة ندم .
إذا” لازلت تحبني ؟
ـ لا .. لازلت أكرهك .
ليكن . الكره هو الصورة الأكثر صدقا” في عواطفنا ، هو الوجه الأخر لما نسميه حب وربما لما يسميه الآخرون عشرة .
ـ لقد فاجأتني بكلماتك الطافية ، علي بحر من الفلسفة .
بعد عمر
ـ بعد أكثر ياحبيبتي .
ـ أعطني يدك .. لننام
ولكنه لم يعد يطاردني مع جسدك ، صار كبالونه هواء منفوخة في أيدي طفلة
.. أقضي ليلي وأنا في لهو بريء معه .. حينا” أطارده وأخر يطاردني .. مرة أمسك به ، وأخري يخربشني
ـ ومن قال بأننا سننام ؟
وهل هنالك ما نفعله داخل حجرة نومنا .. غير سنة النوم ؟
ـ نعم .. سنلهو ؟
لقد كسرت ألعابي ، مذ عرفتك
بما سنلهو ؟
ـ بشيء أخر أجمل؟
ولكنه لم يعد كذلك
ـ عرفته ؟
منذ احتياج لم تسقني أقداري إليه ، ومنذ عشق لم أشتاقه
– – لم تشأ أن تخبره أن عشقها الأخر، هو من دلها عليه فواصلت
.. قلت لك سأكتب ؟
– باغتها
– – مجنونة . تهربين دائما” .. سأبحث عن ابنة الجيران لأعبث معها ..ها ها ها
.. أعمارنا كاملة نقضيها في الكلام ، طاقة مهدور أكثرها ( علي مافيش ) ياالله .. تعبت من الكلام
لابد أن ( البكاكيش ) أكثر صدقا” وحميمة في علاقاتهم ، ولابد أنهم الأكثر عطاء
الكلمات تختصر انفعالاتنا والبكم يحررها .. يكثفها في نظرة ، أو لمسة ، أو ربما حضن
نحن نصبح أجمل عندما نسكت ، وأروع عندما نمارس عواء الطبيعة الأول .
لما لا نحتفل بعيد للصمت ؟
نعم
.. ماذا سأكتب
ربما عني .. وعني
وربما عنك
ماذا سأكتب ؟
عن ذكورتك الهاربة .. مني إليها ، أم شهوتي المتفتحة .. علي شفاه الليل .
ذات سهر ..
سألتك علي خجل عاري لتورية مستحية .. أني أتعذب .
أجبتني وأنت متكيء علي جنب ..
هذا أنا .. بالليبي ( خوذي وإلا خلي ) .
لا . البداية غير موفقة
سأختار خاتمة أخري أكثر شغفا” ورومانسية .. سأصيدها هذه المرة ، وسأنصب بها فخا” للكلمات واللغة لتتعثر فيه .
أتذكر ليلة ( الفتح ) ..
لم أقاسمك جنونك ، تماما” كما لم أهديك فتوحاتك، فبين إغفاءة رمش وأخر، سجل السرير أخر إنتصارتي
، ودونت عذريتي أخر هزيمة لها ولي
وإثر بوح ندي ، بطراوة غير معتادة .
باغتتك مسرعة أصيح :
دم
همست : لا وقت لدي الجمعية بانتظاري .. سأشتري مؤنه البيت
كنت أعرف حينها أن خروجك المسائي مبرمج علي كذبة صغيرة تهمس بها جهرا” لزوجتك بعد أن تكون قد نقضت وضوءك !!
*******************
لا
لن لن أختار لبداياتي الفواصل ، ولن ألوع النهايات بمواسم ، فبين اشتهاء وغفلة هنالك طفلان وأكثر من خريف
سأبدأ من رغبة جمحت، وسكبت علي عجل في محطة عابرة ، أيقظني ساكنها علي لمسة عابثة ، أشعلت غابات جنوني ، ومواسم قحطي، وصحاري عطشي .. فراودتني علي خوف ، إنني أنا .
أنعشني هاتفه المتأني علي شبق ، تذكرت زوجته , فأرعبتني سنين وجعي .
قبلت ..
جلست علي ( الفوتيه ) الجلد الملازم للانتظار.. وقهوة ، عصير ، ماء .. أعتدل في جلستي ، وأفكر في الهرب
ولكن لما ؟
لاشيء يستوجب الفرار، سوي مد وجزر لعواصف وأمواج يلاطم بعضها الأخر
أبدد خوفي بإطلالة علي وجهي .. حمد لله لازال في مكانه
يدخل كخطيئة أتلبسها وتعريني
أفتح زري علي وشم للذة زرعته قبل موعده بقليل .
ألبس الردة وأغامر بك في فتح مهزوم لنشوة غائبة .
لا وهج سواي لا وهج سواي
تبدد الخوف شهوة اللقاء وتجازف برماد الحرائق الخامدة منذ وعد .. أقرر العبث
نظرة أولي .. ثانية .. لمسة أولي .. تالثة أمشط طولك المغتر بكعب حذائي وأسقط في فراغ الشفاه
صاعدة نحو الأسفل في مصافحة أولي لنفس محموم ومجنون ..
ييييييييييييييييياه
الدخان يستفق من تحت الرماد وللمرة الأولي أشتم رائحة جسدي .