اراغون / الزا الحب الاستثنائي (1)
محمد ابوالقاسم الككلي
ولد لوي اندريوا (اراغون ) عام 1897 من علاقة غير شرعية وقد حاولت والدته إخفاء هذه الولادة عن الآخرين لذلك يقول ( أمي كانت اسما سريا، وراء الأبواب الموصدة ) ‘ التقى اراغون بزوجته( الزا تريوليه) الأدبية الروسية في مقهى ( لاكوبول ) في مونبارنس يوم 6 نوفمبر عام 1928 م ولم يفارقها إلا يوم 14 يونيو عام 1970 م عندما توفيت فجأة في شارع فارين بالقرب من مقر رئيس الوزراء الفرنسي ‘ يقول اراغون ( عشت مع الزا حتى عام 1960 م في حجرتين وضعيتين وسط اهرامات من الكتب الأمر الذي جعلنا نعتذر عن استقبال أي صديق ) وحضور الزا في حياة اراغون لا يختزل إلى علاقة عاطفية عادية بين رجل وامرأة، انها تلعب مع اراغون دور بياتريس مع دانتي، والفيرا مع لامارتين، وجورج صاند مع فريدريك شوبان، وربما أعمق بكثير معها صرخ (المراة مستقبل الرجل ) ويكتب لها : ابتدأت حياتي فعلا يوم التقيت بك فاغلقت بذراعيك طريق جنوني الرهيب انا ولدت حقا من شفتيك وحياتي ابتدأت منك لقد كانت الزا امرأة كل اشعاره وهو المجنون بها في كل دواوينه (الزا ) 1959 م و (الشعراء ) 1960 م و ( مجنون الزا ) 1963 م و ( لا أرى باريس من دون الزا ) 1964 م وخلال فترة زواجهما بلغ انتاجهما الأدبي 45 رواية منها 22 لاراغون و23 لالزا ( مع الزا ضاقت المسافة بين السياسة والأدب ‘وبين الحب والايديولوجيا، خصوصا انها عرفت كيف تعطي معنى لاروع التجارب الفكرية في أدب القرن العشرين )’ عندما صدرت الأعمال المشتركة ( اراغون الزا ) في 45 مجلد عن دار ( البير لافون ) تحت اسم ( النتاج المتزواج ) كتبت الزا في المقدمة تقول ( عندما نرقد في الموت جنبا إلى جنب، سوف يجمعنا اتحاد كتبنا، من أجل الأصلح والأسوأ، في مستقبل كان حلمنا وهمنا الأكبر، قد يدفع اخصاما للتفريق بيننا، قد يساعدهم غيابنا على إنجاح محاولتهم فالموتى عزل، عندئذ تنبري كتبنا المتعانقة، اسود على ابيض، اليد في اليد، في مواجهة من يحاول فصلنا أو سلخ أحدنا عن الآخر )
