استطلاع :تسول الأطفال في غياب المؤسسات والقانون
= حقوق ضائعة وطفولة منتهكة
= عدم توفر مراكز توعية وتنمية مهارات أفرز شريحة متساوية
= المؤسسات الاجتماعية مسئولة عن الأطفال المتسولين
الحديث عن ظاهرة التسول ليس بالجديد فالتسول ظاهرة قديمة ابتليت بها المجتمعات وأصبح التسول سلوك ينتهجه مجموعة من الأفراد لطلب المساعدة والعون ماديا من ملبس أو مآكل أو مال دون مقابل .
يعتبر التسوّل ظاهرة سلبية منتشرة انتشاراً كبيرا بين المجتمعات العربية والغربية وبمختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن أهم أسباب انتشاره هو أنّ التسوّل يمثل الطريق الأسهل للحصول على الكثير من المال من غير أي عمل صعب أو عمل متعب، لكنه بنفس الوقت يُفقد المتسوّل احترامه بين الناس، كما قد يعرّضه للسخرية أو لأقوال وأفعال تنتهك مشاعره ، كما أنّ المتسوّل قد يقف في مكان معيّن ويمد يده أمام الآخرين للدلالة على حاجته للمساعدة دون أن يتحرك من موضعه، وهو ما يعُرف بالتسوّل السلبي، وأحياناً قد يُمارس أساليب عدوانية كالإلحاح في طلب المساعدة، أو قد يتبع المتسوّل الشخص لمسافة قصيرة، أو غيرها من السلوكيات، وهذا ما يُعرف بالتسوّل النشط .
والأخطر من كل ذلك أن يكون الطفل هو ضحية هذه الظاهرة وأن يصبح عامل مشتغل وممارستها تجاوزا لكل المواثيق لحقوق الطفل والقوانين التي تحرم استغلاله والعبث بطفولته .
مرض بشع
سالم الباشا يقول أن التسول مرض بشع ومؤدي للمجتمع وخطير واستغلال الأطفال أكثر خطورة لانه يفضي إلى جماعات إجرامية وعصابات تشتغل غير التسول بالأطفال وهذا الأخطر في غياب الرقابة والمتابعة .
آمال الظروف .. تقول لا شيء يؤلمني بشدة أكثر من رؤية طفل في الشوارع وبين السيارات يمد يده وطفولته ضائعة التسول سلوك سلبي ومريض والأطفال جريمة لابد أن تحارب بكل السبل والوسائل وتمنع منها باتا .
مشاكل نفسية وصحية
سعاد الدهماني .. تقول التسوق ليس ظاهرة اعتدنا عليها فنسأل الأطفال يؤثر على نفسيتها وصحتها ، إذ يعد إحدى الظواهر الخطيرة التي لها عواقب سلبية على كلٍ من الشخص المتسوّل نفسه الذي قد تُنتهك كرامته، وصورة المجتمع ككلّ أمام غيره من المجتمعات، كما قد ينتج عن هذه الظاهرة مشاكل نفسية، واجتماعية وصحية على المتسوّل الآثار النفسيّة يُعد تقدير الذات من السّمات الشخصية التي يحتاج الإنسان أن يتحلّى بها كي يعيش حياة طبيعيّة وكريمة، وليتصرّف بشكلٍ إيجابي في مجتمعه فهذه السِّمة ترتبط بمدى احترام الشخص لنفسه، لذا يُمكن اعتبار تقدير الذات عاملاً مهماً يؤثر بالصحة النفسية للأشخاص، فعند ممارسة التسوّل والاعتياد على مشاكله وعلى مقدار الإهانة التي يتعرّض لها المتسوّل إضافةً للصدمات النفسية التي يتعرض لها معظم المتسوّلون الاطفال سيقل مدى تقدير المتسوّل لذاته مما يؤثر اجتماعياً فيه،كما يقل تفاعله مع المجتمع بسبب فقدان كرامته واحترامه لذاته وبتالي تقل ثقته بنفسه .
طفولة منتهكة صحيا
محمد قويدر .. يقول من أخطر الظواهر والتي تفاعلت بشكل كبير هي تسول الأطفال والذي أفرز أطفال منتهكين صحيا ، وذلك بسبب القيام بعددٍ من الممارسات غير الصحية مثل تناول الطعام والشراب في الشوارع ومن دون غسل اليدين أو التأكد من نظافة وسلامة الطعام، ممّا يُشكّل خطراً على صحة المعدة، إذ إنّ أمراض المعدة من الأمراض المُنتشرة بين المتسولين، كما أنّ وجودهم ضمن ظروف معيشية سيئة لا تتوفر فيها المعايير الصحية الملائمة للعيش بصحة وسلامة تسبب لهم أمراضاً متعددة منها: مرض الربو، والسل، والنقرس، والروماتيزم، إضافةً إلى مشاكل العيون الصحية من الأمراض الخطيرة التي قد يتعرّض لها المتسوّل نتيجة البيئة غير الصحية مرض نقص المناعة البشرية أو ما يُعرف بمرض “الإيدز”، إذ بيّنت النتائج عند فحص عدد من المتسولين أنّ أربعة منهم مصابون بمرض بأمراض من بينها الإيدز والتلوث والمعدة من أصل أربعة وعشرين متسوّلاً أي بنسبة 16,67%، كما أنّ التسوّل قد يُشكّل خطراً على صحة المتسوّل بسبب زيادة إمكانية تعرُّضه لحوادث السيارت، وذلك بسبب ممارسة عملية التسوّل عند إشارات المرور، وبين المركبات المُتحرّكة، وفي الشوارع العامة .
الإهانة وكسر الذات
تقول حنان عبدالله .. أكثر شي مؤدي في تسول الأطفال كم الإهانة الذي يتعرضون له ، فالمتسوّل الطفل يتعرض للضرب من الآخرين لإبعاده عنهم خصوصاً عند إلحاحه في طلب الصدقة، ممّا يُشكّل خطراً على صحته الجسمية وعلى نفسيته ويحدث شرخ في داخله .
لا حقوق ولا إنسانية
زياد الرفاعي .. يقول ظاهرة التسول لدى الاطفال تَحُول دون استمتاعهم بمراحل طفولة طبيعية دون انتهاك لحقوقهم المُوَّثقة في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وذلك بسبب المشاكل التي تُسببها هذه الظاهرة للأطفال كالعيش في ظروفٍ صعبةٍ، وإمضاء معظم أوقاتهم في ممارسة التسوّل في الشوارع بدلاً من قضائها في ممارسة حياتهم الطبيعية والتمتع بمرحلة الطفولة ، حيث يستغل أطفال مجهولي النسب أو لدى أهاليهم مشاكل صحية أو نفسية ويوجد بهم في الشوارع دون مراعاة حقوقهم وما لهم ، إضافةً إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل والآثار التي تُسبّبها ظاهرة التسوّل على الأطفال ومنه مشاكل الاختطاف والبغاء نتيجة لممارسة التسوّل في الشوارع قد يتعرّض الأطفال والنساء والفتيات للتحرّش الجنسي .
آثار بشعة وجرائم لا إخلاقية
شهد ديكور .. تقول الأخطر في تسول الأطفال أنهم بعيدون عن الحماية ويعيشون في مجتمع مخيف بلا عقوبات ولا رادع فهم يتعرضون للاختطاف من أجل استغلالهم وإجبارهم على ممارسة أفعال غير أخلاقية مقابل المال، وقد يخضع البعض منهم لذلك بسبب الفقر والحاجة للمال، وهو ما يُمكن اعتباره من أكثر الأفعال غير الإنسانية والمُنافية للأخلاق .
أجيال ضائعة
وردة المحجوب .. تقول إنّ ممارسة التسوّل تؤثر على النواحي النفسية للطفل بالشكل الذي يفقد الطفل كرامته مع الوقت، كما يُصبح غير قادر على بناء شخصية مستقلة وبناء مهارات مختلفة تساعده على العيش بشكلٍ إيجابي في الحياة، وذلك بسبب الإهانات التي يتعرض لها أثناء ممارسته للتسوّل وبسبب اعتياده على ممارسة وسائل مُهينة لجلب المال ويتعرض الأطفال المتسولون لإساءات بأشكال مُختلفة؛ كالإساءات اللفظية، والاعتداء الجسدي، واللفظي، والجنسي ومضايقات من أولئك الذين يصادفونهم أثناء شعوبهم .
الضغوط الاجتماعية والاقتصادية
خالد جربوع .. يقول الأطفال ضحية في هذه الظاهرة البشعة ويقع عليهم حمل لا يطاق فهم يتعرضون للعديد من الضغوط الاجتماعية بسبب نظرة الآخرين لهم وقلّة احترامهم من قِبل الآخرين، إضافةً للضغوط الاقتصادية بسبب فقرهم، وهذا يُقلل من أهميتهم ومكانتهم في المجتمع و يتعرّض الأطفال المتسوّلون للمشاكل الصحيّة بسبب قضاء معظم أوقاتهم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فيُعانون من أمراض الجهاز التنفسي كالرشح القوي
الحوادث والإصابات
يقول رضا الرايس .. قد يضطّر الأطفال المتسوّلون للهروب من رجال الأمن، وذلك لأن ممارسة التسوّل أمر غير قانوني، كما قد يضطّرون للهروب من أصحاب المطاعم والمتاجر التي يدخلونها لممارسة التسوّل داخلها، ممّا يُعرضهم لحوادث السقوط والأصالة وهذا خطر ومناظر لقوانين حمايتهم .
التسرُّب من المدارس
خديجة الخميسي .. تقول إنّ الأطفال المتسوّلين عادةً لا يستطيعوا تنظيم وقتهم بين كلٍ من الذهاب للمدرسة والدّراسة وممارسة التسوّل، وهذا يؤثر في أدائهم الأكاديمي فيقل التحصيل الدراسي لهم، ممّا يُقلّل ما دافعيتهم للدراسة وللذهاب للمدرسة، فيبدأون بالهروب منها، أو يتركون المدرسة بشكلٍ نهائي للتفرغ لممارسة التسوّل، ومن جهةٍ أخرى فإن الأطفال الذين يهربون للمدرسة لأسبابٍ أخرى قد يبدأون بممارسة التسوّل حتى العودة للمنزل ومن هنا تنشأ مشاكل وسلوكيات انحرافية .
مشاكل الانحراف
يقول السيد أبوبكر مادي .. التسول من أخطر الظواهر المؤدية للمجتمع ويعطيها على الإطلاق وخصوصا تسول الأطفال والنساء فهو يبني قاعدة لشريحة منحرفة وخطرة ويؤثر التسوّل في الأطفال والنساء والفتيات من حيث جعلهم أكثر عُرضةً للانحراف بأشكاله المختلفة، كالتدخين، والإدمان، والسرقة، إضافة لتعلّم السلوك الإجرامي، فهو يوّفر فرصاً كثيرة لتعلّم السلوكيّات
السيئة .
آثار التسوُّل على المجتمع
يوجد لظاهرة التسوّل العديد من الآثار السلبيّة على المجتمع ومن هذه الآثار: انتشار السلوكيات السّلبية: تؤدي ممارسة التسوّل إلى انتشار سلوكيات غير أخلاقية بين أفراد المجتمع وتتنافى مع الدّين، ممّا يُشكّل خطراً على المجتمع وانتشار ظاهرة التشرّد بين المتسوّلين أثناء ممارسة التسوّل قد يلجأ المتسوّلون إلى الأماكن العامة كالحدائق لأخذ قسط من الراحة وللنوم وهذا السلوك يُشكّل مظهراً غير حضاري في الأماكن العامة
هكذا جاءت ردود وآراء الناس حول هذه الظاهرة الخطرة التي هي بحاجة لوقفة وردع لما لها من أخطار اجتماعية واقتصادية على المجتمع ونفسية والحيلولة أفراده بحاجة لردع صراع وتوعية كبيرة عبر وسائل الإعلام وتسخير كافة الطاقات من قبل الجهات المسئولة عن الطفل وحقوقه للاستفادة من مهاراته وتوعيتهم وتوفير بدائل أفضل لحياة حرة كريمة .