تستقبل الأمة المحمدية ضيفًا كريمًا وموسمًا عظيمًا، جعله الله ميدانًا يتنافس فيه المتنافسون، ومضمارًا يتسابق فيه الصالحون، ومجالاً لتهذيب النفوس وتزكية القلوب، إنه شهر رمضان شهر القرآن والصيام، شهر الجود والقيام، شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتسلسل فيه مردةُ الشيطان، ويعتق فيه العباد من النيران، شهر تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، فعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: « كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تبارك وتعالى: إلا الصوم فإنه لي؛ وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة ٌعند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخَلوفُ فِيهِ أطيب عند الله من ريح المسك » متفق عليه.
ففي الصيام تحقيقٌ للتقوى، وتربية على حسن الاستجابة لأوامر الله، وتعويد على الصبر والجهاد، وفي الصيام حث على الرحمة ودعوة ٌإلى المواساة، وقد قيل ليوسف عليه السلام: « أتجوع وأنت على خزائن الأرض؟! فقال: «إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع». كيف لا وشهر رمضان شهر الجود والعطاء والصدقة؟!
الصوم فريضة من فرائض الإسلام، وحصنٌ حصينٌ من الشهوات وجُنّةٌ من النار، فمن الناس من ينظر إلى رمضان على أنه حرمانٌ من اللّذات والشهوات، يصوم عن الطعام والشراب، وربما لا يتورع عن غيبةٍ ولا يتنزه عن نميمةٍ، قد سَئِمَ ذكرَ رمضان، فهو أثقل الشهور عليه، يكابد فيه العناء من الجوع والمشقة من العطش، لا يَرى في رمضان إلا وِثاقًا مشدودًا أمام رغباته وشهواته، ومن الناس من ينظر إلى رمضانَ على أنه موسمٌ للبطون، ومضمارٌ تتنافس فيه الموائدُ الزاخرة بأصناف الأطعمة وألوان الأشربة، فتراهم قبل دخول هلال رمضان يفزعون إلى الأسواق من كل فج عميق، ويتزودون من الكماليات، وكأن رمضانَ حفلةُ زفاف تُبسط فيها الموائدُ العريضة، وتنشر الأطعمة المتنوعة، ثم ترمى في النفايات، ناهيك عن جلب المأكولات من المطاعم ومحلات الوجبات السريعة.
ومن الناس من جعل رمضان فرصة سانحة للَّهو والسهر، ثم انطراح في الفراش كالموتى إلى الغروب، لا بصيام يتلذذون، ولا بقيام يعبدون، ليلهم ضياع، ونهارهم خسران، ومنهم من يعيشون في رمضان في الشوارع يتصيدون عثرات الناس، ويتتبعون عوراتهم، ويؤذونهم في الطرق والممرات، يعاكسون ويشاكسون، ومنهم من يجلس في مجالس الغيبة والنميمة، وبين المسلسلات التافهة والفوازير الضائعة، فسبحان الله! ماذا يستفيد هؤلاء من شهر الطاعة والمغفرة؟!
ومن الناس إذا جاء رمضان رأيتَهم ركعًا سُجدًا خاشعين ضارعين، قد صفدت شياطينهم وطابت نفوسهم، لا يعرفون الله إلا في رمضان، فرقوا بين رب الشهور وهو واحد، وحكموا على أنفسهم بالنفاق، وأشهدوا الناس على سوء صنيعهم، فإذا انسلخ رمضان ولوا على أدبارهم نفورًا، ونكصوا على أعقابهم، وعادوا لما نُهوا عنه من المعاصي والآثام، حتى إن السنة لتمضي ولم يُرَ أحدُهم في المساجد مع المصلين، }يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ{ [ النساء- 142 ].
إن خير الناس من ينتظرون رمضان بفارغ الصبر، وتزداد فرحتهم بدخوله، فيشمرون عن ساعد الجد، ويجتهدون في الطاعة بشتى أنواعها، من صيام وقيام وتلاوة وتسبيح واستغفار وذكر وتصدق وإحسان، فهكذا كان حال السلف، يستقبلون رمضان بالبكاء من خشية الله سبحانه وتعالى، يرجون رحمته ويخافون عذابه، ويسألون الله قبوله منهم والعفو عنهم فيه والتجاوز عن سيئاتهم.
فقوموا لرمضان كما أمر المولى عز وجل، واحذروا نهيه وسخطه، فيا من يريد الخير في الدنيا والآخرة، ها هو شهر الصوم قد حل، وها هو ذا باب الرحمة والجنة قد فتح، فادخُل بصومك من باب الريان؛ فإن في الجنة باب يقال له الريان لا يدخل منه إلا الصائمون.
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…