تحقيقات ولقاءاتليبيا

استمرار تدفق قوارب الموت نحو الشمال :

ليبيا لاتزال أهم نقطة عبور للمهاجرين لأوروبا !

 

تقرير :

استمرار تدفق قوارب الموت نحو الشمال :

أكثر من 800 مهاجر غرقوا في المتوسط  هذا العام

ليبيا لاتزال أهم نقطة عبور للمهاجرين لأوروبا !

قالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها اليوم إن عدد الوفيات المسجلة في البحر المتوسط بلغ 686 شخصا منذ مطلع العام، موضحة أن هذا العدد لا يشمل ضحايا السفينة التي غرقت قبالة ليبيا الخميس الماضي .

وأضافت المنظمة في تقريرها أن عدد المهاجرين الذين دخلوا أوروبا عبر المتوسط، بلغ حوالي 36 ألفا و670 مهاجرا، بانخفاض نسبته 35% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مؤكدة أن أعدادا قليلة من المهاجرين وصلت إلى إيطاليا ومالطا وقبرص على عكس السواحل الأوروبية الأخرى.

وأشارت المنظمة إلى أنه في حال تأكد عدد الوفيات في حادث الغرق قبالة ليبيا فقد تصل وفيات هذا العام إلى أكثر من ثمان مئة شخص.

القره بوللي

من جهة ثانية أعلنت القوات البحرية الليبية ، أن إحدى دوريات حرس السواحل تمكنت من إنقاذ 87 مهاجرًا غير شرعي كانوا على متن قاربين «مطاطيين»، على بعد حوالي 70 ميلًا شمال بلدة القره بوللي غرب ليبيا.

وأوضح مكتب الإعلام والثقافة البحرية أن عملية الإنقاذ نفذها عناصر حرس السواحل بالزورق «أوباري» التابع لدورية للقطاع الأوسط.

وأكد مكتب الإعلام تسليم المهاجرين إلى نقطة الخمس لحرس السواحل بعد تقديم المساعدة الإنسانية والطبية لهم فور وصولهم.

غرق !

واعتُبر أكثر من مئة مهاجر في عداد المفقودين الخميس الماضي بعد غرق زورق كانوا يستقلونه قبالة ليبيا، وفق ما أفادت وكالة للأمم المتحدة والبحرية الليبية.

وكتب المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي على «تويتر» الجمعة «اسوأ مأساة في البحر المتوسط هذا العام حصلت للتوّ، لقد فقدنا  أكثر من 100 مهاجر بعد غرق زورقهم قبالة ليبيا».

وقالت  مسئولة الإعلام في مكتب منظمة الهجرة الدولية في ليبيا صفاء المسهلي لـ«فرانس برس» إن حادث الغرق حصل «قبالة مدينة الخمس الليبية على بعد 120 كلم شرق العاصمة طرابلس».

وأوضحت أن «خفر السواحل الليبيين أنقذوا 145 مهاجرا وأعادوهم إلى الخُمس، ناقلة عن بعض الناجين أن مركبهم غرق وكان لا يزال على متنه نحو 150 مهاجراً».

لكنّ الناطق باسم البحرية الليبية أيوب قاسم أوضح في بيان له أنّه جرى «إنقاذ 134 مهاجرا وانتشال جثة واحدة، مقابل فقدان 115 مهاجراً».

وأضاف ان «مركبا خشبيا ينقل نحو 250 مهاجراً بينهم نساء وأطفال غرق على بعد اقل من خمسة أميال بحرية من الساحل بحسب أفادت مهاجرين ناجين».

وبحسب قاسم فإن الناجين هم إريتريون في قسمهم الأكبر، لكن هناك أيضاً في عدادهم فلسطينيون وسودانيون، وقد نقلوا إلى مركز خفر السواحل في الخُمس و«لا يزالون هناك إذ لم يتسنّ نقلهم إلى مراكز الإيواء».

وأضاف: «ننتظر وزارة الداخلية وبالتحديد إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية كي يتولوا أمرهم».

400 مهاجر على ثلاثة زوارق !

من ناحيته قال المسؤول عن بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» في ليبيا جوليان ريكمان إنّ حوالى 400 مهاجر كانوا على متن الزوارق التي تم إنقاذ بعض من ركابها الخميس.

وقال ريكمان المقيم في تونس في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس من باريس إنّه «على ما يبدو لا يزال هناك أناس في البحر»، مشيراً إلى أنّ هذه الأعداد استقتها المنظّمة من ناجين أسعفتهم طواقمها في ليبيا.

وأضاف: «المهاجرين أبحروا من ليبيا الأربعاء الماضي، عند المغيب، على الأرجح على متن ثلاثة زوارق مربوطة ببعضها البعض، وهذا ما يفسّر تفكّكها، بحسب إفادات شهود عيان وناجين».

وأوضح أنّ طواقم المنظمة «أسعفت في ليبيا ظهر الخميس مجموعتين من الناحين من 53 و85 مهاجراً، أي 135 ناجياً في الإجمال، بينهم سبعة نقلوا إلى مستشفى محلي». حيث كان «هناك 400 شخص بحاجة لإنقاذهم في البحر، أقلّ من ثلثهم جرى إنقاذهم»، وفقًا لقاسم.

اما الفرق التابعة للهلال الأحمر الليبي فقد أعلنت أنها انتشلت الجمعة جثث 62 مهاجرا قبالة الساحل شرق طرابلس، في أكثر مأساة غرق شهدها العام الجاري بالبحر المتوسط.

 

جثث على سطح البحر !

ونقلت وسائل إعلام ، عن عبد المنعم أبو صبيع، مسؤول فريق انتشال الجثث بالهلال الأحمر في الخمس، قوله: إن “فرقنا قامت بانتشال 62 جثة لمهاجرين من مساء الخميس حتى ظهر الجمعة”.

وأضاف أبو صبيع أن” العملية ستتواصل لاستكمال عمليات انتشال جثث المهاجرين” التي يطفوا على السطح البحر بين الفينة والأخرى .

وقبل حادث الغرق الخميس، أفادت مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية ان « 426 شخصا قضوا غرقا على الأقل خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط منذ بداية العام».

ورغم الفوضى التي تسودها، لا تزال ليبيا نقطة عبور مهمة للمهاجرين الفارين من من مناطق أخرى من إفريقيا والشرق الأوسط، سعيا إلى فرصة عمل في ليبيا او للتوجه إلى أوروبا.

ولفتت وكالة «فرانس برس» إلى أنه في الثاني من يوليو، قتل 53 مهاجراً في غارة جوية على مركز لإيواء المهاجرين تديره قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني  المعترف بها من الأمم المتحدة في تاجوراء في شرق طرابلس».

تنديد !

وتندّد المنظمات الإنسانية أيضاً بالأوضاع في مخيمات احتجاز المهاجرين في ليبيا، كما أنّ بعض المهاجرين يتعرضون للتعذيب والعمل القسري والاستغلال الجنسي وأشكال أخرى من سوء المعاملة.

وكانت منظمة «اس او اس ميديترانيه» غير الحكومية بالاشتراك مع منظمة «أطباء بلا حدود» قد أعلنت عن إطلاق حملة جديدة لإنقاذ المهاجرين قبالة سواحل ليبيا، وذلك بعد سبعة أشهر على منع سفينتها «أكواريوس» من الإبحار وحرمانها من رفع أي علم.

وبعد حملة استمرت ثلاث سنوات أنقذت خلالها ثلاثين ألف مهاجر مهددين بالغرق، اضطرت «اكواريوس» السفينة السابقة للمنظمة لوقف نشاطها في كانون ديسمبر 2018 وحرمت من علم جبل طارق ثم بنما.

وتقول إيطاليا إن أحد الأسباب الرئيسية لإغلاقها موانئها أمام السفن الإنسانية هو عدم «تقاسم أعباء» استقبال المهاجرين داخل دول الاتحاد الأوروبي.

 

خلاف أوروبي !

ولا تزال أوروبا حتى الآن غير قادرة على الاتفاق على «آلية تضامن» تتيح بديلاً لسفن الإنقاذ.

ولم يتمكن وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في هلسنكي الخميس من الاتفاق حول المسألة. ومن المقرر أن يجتمع الاثنين في باريس وزراء خارجية وداخلية «نحو 15 دولةً» لمناقشة الموضوع.

من جهتها دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، إلى ضرورة «وضع حد لنظام ليبيا الحالي لإدارة الهجرة غير القانونية» في غضون تحطم قارب يقل مهاجرين، بعد جنوحها قبالة السواحل الليبية حيث فقد أكثر من 100 شخص حياتهم.

“فيديريكا موغريني” ،قالت في بيان شاركها فيه المفوضان يوهانس هان، وديميتريس أفراموبولوس، إن «هذا التطور هو تذكير رهيب بالمخاطر التي لا يزال يواجهها أولئك الذين يقومون بهذه الرحلة الخطيرة إلى أوروبا ، لقد كان هدفنا دائمًا هو منع فقدان الأرواح في البحر وسنواصل عملنا لمنع حدوث هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر في المقام الأول».

وقال البيان إن وفد الاتحاد الأوروبي في ليبيا على اتصال بالسلطات الليبية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية للتأكد من أن الذين تم إنقاذهم يتلقون الحماية والمساعدة الطارئة المباشرة، مشيرا إلى ضرورة «توفير بدائل آمنة وكريمة لعبور البحر إلى الاتحاد الأوروبي  لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح ويجب تسريعها».

وشدد البيان الثلاثي على ضرورة «وضع حد لنظام ليبيا الحالي لإدارة الهجرة غير القانونية واحتجاز اللاجئين والمهاجرين تعسفا، ويجب أن يتم التقيد التام بالمعايير الدولية»

وتابع بأن «الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم السلطات الليبية في تطوير حلول لإيجاد بدائل آمنة وكريمة للاحتجاز مع الامتثال التام للمعايير الإنسانية الدولية وفيما يتعلق بحقوق الإنسان».

ودعا البيان إلى «تعزيز قدرة خفر السواحل الليبي على إنقاذ الأرواح في البحر، وأن يكون حاضرا عند نقاط النزوح ومعظم مراكز الاحتجاز الرسمية»، داعيا أيضا إلى ضرورة «وضع آليات لتحسين معاملة الأشخاص الذين أنقذهم خفر السواحل الليبي، لا سيما من خلال السماح لوكالات الأمم المتحدة بإجراء الفحص والتسجيل وتقديم المساعدة والحماية الطارئة المباشرة».

وقال المفوضون الأوروبيون الثلاث «سنواصل العمل مع المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سياق فرقة العمل التابعة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لدعم وحماية المهاجرين واللاجئين في ليبيا. نتوقع من الأطراف تسريع الإجلاء الإنساني وإعادة التوطين من ليبيا إلى دول ثالثة».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button