النظام الصحي في بلادنا يركز على الصحة البدنية دون الاهتمام بالرعاية الصحية العقلية والنفسية بل تكاد تكون منعدمة ، رغم الأزمات والكوارث المتتالية التي نمر بها وآخرها الأعاصير والسيول المدمرة في درنة ومدن وقرى الجبل الأخضر التي راح ضحيتها الالاف من الأرواح البريئة واختفت أحياء ودُمرت ممتلكات المواطنين في المدن والقرى والارياف ..
مع إنعدام التغطية الصحية في رعاية الصحة النفسية والعقلية . وان توفرت تتركز التغطية على بعض المستشفيات النفسية والعقلية التي لا تتوفر في معظمها بنى تحتية متكاملة حديثة ومتطورة ( تذكرنا بعضها بالبيمارستانات لقدمها ) ، ومعظمها تعاني من الوصمة للأسف ، وتعاني في مجملها من النقص الحاد في القوى العاملة الصحية المؤهلة والكافية ، ومقصور في مجملها على بعض المدن الكبرى أو بعض العيادات الخاصة ..
مع النقص الحاد جدا في الأطباء والممارسين المتخصصين في الصحة العقلية والنفسية ..مما يتطلب إعادة النظر في توفير خدمات رعاية الصحة النفسية والعقلية بإمكانيات أفضل بكثير ، مع انها تعاني من تدني الإنفاق الحكومي على الصحة العقلية والنفسية بشكل واضح ..
ولا وجود للرعاية الأولية في الوقت الذي تنتشر وتتزايد الاضطرابات العقلية والنفسية المسؤولة عن معاناة كبيرة وهائلة للناس ، وكثير منها مرتبط أو مشترك ومتشابك بمشاكل صحية بدنية ..
ومشاكل الصحة العقلية تجعل الحياة لا تطاق للأشخاص الذين يعانون منها ولذويهم والمجتمع .
ومن المؤسف إنه يتم التقليل من شدة أعباء المرض النفسي على الصحة والإنتاجية ، في الوقت الذي تعاني كل الفئات من الاضطرابات النفسية والعقلية غنيها وفقيرها ، ونسائها ورجالها ، وجميع الفئات العمرية ، والريف والحضر ، وفي الأوساط المتعلمة والمثقفة والأمية والجاهلة . مع الوضع في الاعتبار أن الفقر والبطالة والصراعات والنزاعات والحروب ، والأزمات والكوارث الطبيعية كالزلازل والاعاصير والفيضانات ، وما يترتب عنها من فقد في الأهل والممتلكات والهجرة واللجوء والنزوح ، وأوضاع الحياة المجهدة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ، وعدم الاستقرار ، تزيد جميعها من الاضطرابات النفسية والعقلية ، والتي بدورها تؤدي الى العديد من الأمراض الجسدية مع ارتباط العديد من الأمراض الجسدية بالأمراض النفسية ،
وجسم الإنسان كما هو اعضاء ملموسة لها أنظمتها وأمراضها هو جسم عاطفي كذلك ..
والمفهوم الشامل للصحة النفسية والعقلية هو حالة من الرفاه يكون فيها الفرد قادرًا على إستخدام مهاراته الخاصة ، والتعافي من الإجهاد الروتيني والقدرة على الإنتاجية ، والمساهمة في بيئته .
والصحة العقلية هي الرفاه العاطفي والنفسي والاجتماعي الذي يؤثر على كيفية التفكير ، والشعور والتصرفات ، وتساعد على كيفية التعامل مع التوترات ، والتواصل مع الآخرين واتخاذ خيارات صحية أخرى ،
وصحة الفرد هي في سلامته العقلية.
. والصحة العقلية مهمة في كل المراحل العمرية
ولذلك يتطلب تصحيح المفاهيم بأن الاضطرابات النفسية والعقلية هي مشاكل صحية صريحة ، ويمكن علاجها ، ولها أدويتها وبرتوكولاتها الوقائية والعلاجية والتأهيلية .
ولا توجد خدمات صحية كاملة دون الاهتمام باحتياجات الصحة النفسية والعقلية للسكان ، وضرورة العمل على بناء مفاهيم لكيفية دمج وتوسيع نطاق الوصول الى الرعاية الصحية العقلية والنفسية اللائقة في البنية التحتية الصحية الحالية في بلادنا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة ، وتمكين الجميع دون إستثناء للوصول إلى أعلى معايير الصحة التي يمكن بلوغها دون المعاناة من ضائقة مالية ، او تنقل لمسافات بعيدة ترهق الناس .
ولا ينبغي أن تكون الصحة العقلية فقط جزء من التغطية الصحية الشاملة ، ولكن التغطية الصحية الشاملة لن تكون ناجحة دون دمج الصحة العقلية والنفسية .
والدمج هو وسيلة لتحسين الصحة العقلية للسكان وتخفف عبء الاضطرابات النفسية والمنتشرة في كل المجتمعات ، والتي تخلق أعباء ومصاعب إقتصادية وإجتماعية على المتضررين وأسرهم ..
إن دمج الخدمات يضمن الحصول على الرعاية الصحية العقلية والنفسية مبكرًا من بداية الاضطرابات مع ضمان رعاية مستمرة دون إنقطاع ،
ويدعم تقديم الرعاية الصحية البدنية بشكلٍ فعال والذي بدوره يساهم في تحسين الصحة العامة ..
ولأن الرعاية الصحية الأولية شاملة وغير مرتبطة بحالات محددة مما يقلل من الوصم لحالات الطب النفسي ..
والعديد من الاضطرابات العقلية والنفسية لكافة الفئات العمرية يمكن ان تقدم لها رعاية صحية من خلال منظومة الرعاية الصحية الاولية وبشكل أفضل من ما يقدم بمستشفيات الأمراض النفسية ، وبالإمكان تشخيص الاكتئاب الخفيف والمتوسط والشديد وعلاجه والكثير من الأمراض النفسية الأخرى في مراكز الرعاية الصحية الأولية .
وغالبية الأمراض مشتركة ومتشابكة بين العضوي والنفسي ،
ولتوفير ذلك ضرورة تعزيز السياسات والاستراتيجيات والخطط والقوانين والقرارات للصحة والصحة العقلية والنفسية ، وتطوير نظام الرعاية الصحية الأولية ، ودمج الصحة العقلية داخل هذا النظام الذي يجب أن يكون فعال مبني على نظم صحيحة ، وبنى تحتية متكاملة ، وكوادر مؤهلة ومدربة ، مع نظام إحالة جيد بين الرعاية الأولية ومرافق الصحة العقلية والنفسية التي يجب ان تكون مختلفة تماما عن ماهو عليه المستشفيات القائمة رغم قلتها ، ويتطلب أعادة هيكلة النظام الصحي ، وإعادة النظر في مناهج التعليم والتدريب الطبي والصحي ليغطي القوى العاملة الصحية المؤهلة المطلوبة للقيام بأعمالها من خلال منظومة الرعاية الصحية الأولية وسلسة الخدمات العلاجية ..
لضمان حياة كريمة تنعم بالرفاه وتتحقق التغطية الصحية الشاملة لكل الناس في كل الاماكن دون أعباء
ويسعد الجميع في وقت دمرت فيه الأعاصير البشرية الصحة والتعليم والحماية والعدالة الاجتماعية .
.*لا لتفتيت النظام الصحي*
.*ولا لتسليع الصحة*
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…