الأمين التنفيذي بالإنابة للجنة الاقتصادية لأفريقيا: عدم اتخاذ إجراءات مالية ومناخية جريئة، سيوقع أفريقيا في فخ الفقر
في الاجتماع الحادي والأربعين للجنة الخبراء الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي باديس ابابا، قبيل انعقاد مؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفارقة بأيام في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا.
أشار الأمين التنفيذي بالإنابة للجنة الاقتصادية لأفريقيا، أنطونيو بيدرو، إلى أنه يجب أن تقود أفريقيا مهمة تعبئة الموارد المحلية للتعافي من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتعددة التي فاقمت من الفقر وزادت من عدم المساواة في القارة، محذراً من أن أفريقيا تخاطر بفقدان أهداف التنمية المستدامة.
بيدرو الذي وصف الوضع الحالي بالقول “تقود أفريقيا حالياً الفقر العالمي”، و “يجب أن تقود أفريقيا مهمة معالجة الفقر. حذر من أنه في حالة عدم اتخاذ إجراءات مالية ومناخية جريئة، ستقع أفريقيا في فخ الفقر. ومع تواجد أكثر من نصف فقراء العالم – 54.8 % في عام 2022 في أفريقيا، تجاوزت القارة جنوب آسيا بنسبة 37.6 في المائة، في حين أدى تفشي جائحة كوفيد- 19 إلى الدفع بحوالي 62 مليون شخص إلى الفقر في عام واحد فقط، مع وجود تقديرات بانضمام 18 مليون شخصاً إضافياً إلى صفوف الفقراء بحلول نهاية عام 2022.
وأشار السيد بيدرو إلى أن ما يصل إلى 149 مليون من غير الفقراء لا يزالون عرضة لخطر الوقوع في براثن الفقر، موضحاً أن 695 مليون شخص في أفريقيا إما يعانون بالفعل من الفقر أو يواجهون خطر الوقوع في براثنه.
وقال السيد بيردو: “لا تزال النساء والفتيات معرضات للخطر بشكلٍ خاص، ونحن نواجه انعكاساً محتملاً للمكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مجال المساواة بين الجنسين”. وأضاف: ” لا يمكن لقارة أفريقيا الاكتفاء بمواصلة مسارها على أمل أن تتحسن الأحوال، بل يجب عليها أن تقود المهمة “.
مشيرا إلى أنه بالإمكان التغلب على التحديات إذا تمكنت أفريقيا من تنفيذ تغيير منهجي، وبناء أنظمة مرنة ومستدامة، والتوقف عن التركيز بشكلٍ أساسي على الكفاءة الذي سيطر عليها في العقود الماضية.
وأضاف السيد بيدرو أن الاستثمارات في بناء رأس المال المستدام في الأصول الحيوية – بما في ذلك الموارد البشرية والبنية التحتية والموارد الطبيعية – تعد أمراً ضرورياً لتوفير بيئة يمكن أن تسهل تحقيق طموحات أجندة 2030 وأجندة 2063. لذلك، يجب على الحكومات تصميم استراتيجيات تضم الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في وقت واحد.
وأوضح السيد بيردو قائلاً:-
= نحتاج إلى مصادر تمويل للتنمية”، مشدداً على أن الحصول على أساسيات الاقتصاد الكلي بشكلٍ صحيح يمكن أن يطلق العنان لإمكانات الحلول المحلية.
= ينبغي على أفريقيا أن تسعى بقوة إلى التصنيع المستدام والتنويع الاقتصادي لتحويل مواردها الطبيعية إلى فوائد ملموسة لشعوبها.
= لابد من استغلال الثروات من الموارد الطبيعية لصالح الأغلبية وليس القلة، وللوصول إلى هذه الغاية، يجب أن يكون لنا هدف محدد في نهجنا”، مشيراً إلى أنه يمكن لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية أن تعمل على زيادة التجارة البينية في أفريقيا، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تحقق الغابات المطيرة في إفريقيا وتطوير أسواق الكربون بها دخلاً تقدر بنحو 82 مليار دولار سنوياً بقيمة 120 دولاراً لكل طن من ثاني أكسيد الكربون وتوفير 167 مليون وظيفة إضافية.