كتاب الرائ

الأورام وأسبابها وعوامل تفاقمها وعلاجها

د.علي المبروك أبوقرين

الأورام السرطانية من الأمراض الخطيرة والمعقدة ، وأسبابها متعددة ومتنوعة ، وكلما تمكن الطب من معرفة الأسباب كلما اتيحت الإمكانيات للوقاية منها وتجنبها ، وتتعدد وتتطور اليات وطرق وأساليب وبروتوكولات العلاج في الأعوام الاخيرة ،وأمراض الأورام السرطانية تحتاج لمسيرة طويلة ومعقدة من التشخيصات والعلاجات والبرامج التأهيلية، ، والأورام أنواع مختلفة ومتعددة ومتنوعة في طبيعتها ونشأتها وانتشارها ودرجتها ، ولكل منها اسبابها وبرنامجها العلاجي الخاص ، ونظرا لارتفاع معدلات الاصابات وتنوعها وغياب المنظومه الصحية المتكاملة المأمونة التي تمنع المرض ، او تقلل من مخاطره ، أو توفر الخدمات الصحية ذات الجودة العاليه ، مع النقص الحاد في الكوادر المتخصصة والمؤهلة ، وعدم توفر خدمات تشخيصية حديثة متكامله ، وغياب تام لأقسام العلاجات التلطيفية والرعايات الفائقة المجهزة ، ونظرا لعدم وجود سياسات صحية صارمة ومطبقة على كل ما له علاقة بصحة وحياة الناس ، وغياب البرامج الوقائية والرعاية الصحية الأولية ، وانهيار البنى التحتية الصحية في كل البلاد ، وانتفاء دور الجامعات والمراكز البحثية في خدمة المجتمع . تكالبت على الناس الأمراض وأسبابها التي استفحلت ، والأسواق التي قامت عليها مسببة ومعظمة للبلاء ، والدواء بما هو أشرس من الداء الذي أرهق المرضى وذويهم في الداخل والخارج ، مع تضارب البيانات والمعلومات عن أعداد وانواع الأمراض السرطانية وامكانيات العلاج الناجع محليا أو بدول أخرى تناسب ظروف المرضى ماديًا ، ومدى سهولة الحصول على العلاج والوصول اليه في سوق مجنونة لا ترحم متربصة ومتعاضة مع الأمراض ، والأسباب الخطيرة التي تتغول ، مع الجهد المبذول من الجهات الرقابية المختصة ولكن الواضح أن الضار يزيد وغالب عن النافع والصحي ، مع تزايد المخالفات والتجاوزات الجسيمة والضارة بصحة وحياة الناس والبيئة والعوامل التي تُفاقم من الوضع الصحي المتأزم ومنها على سبيل المثال: –

  • التلوت الذي طال كل مناحي الحياة برا وبحرأ وجوا
  • تكدس القمامة والنفايات والمخلفات المكتبية والمنزلية والصناعية ونفايات المستشفيات والمعامل والصيدليات بدون معالجات علمية وصحية..
  • تكدس الأدوية البشرية والبيطرية والمبيدات المنتهية الصلاحية بدون اليات صحية في التخلص منها
  • الاقتصاد الاستهلاكي المشوه والغير مقنن ساهم في مشروعات ضارة بالصحة والبيئة وحياة الناس .
  • ⁠غش وتزوير وتقليد وتدليس لمعظم السلع الغذائية والمنزلية والملابس وكل ما يستهكله ويستخدمه الناس وغير مطابق للمواصفات ، وصار بالصحة.
  • ⁠إستخدام جائر ومدمر مع تزوير وغش للمبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية والأدوية البيطرية والمنظفات الصناعية والمنزلية .
  • ⁠أنتشار ظاهرة التدخين واستعمال الشيشة والسجائر الإلكترونية والسجائر المغشوشة المهربة ، مع زيادة أنتشار المخدرات والمشروبات الكحولية المستوردة والمصنعة محليًا
  • ⁠انفلات سوق الدواء والتوسع المخالف في الصيدليات وصرف الأدوية بالمخالفة للقانون وانتشار غير الصيادلة المرخصين بالصيدليات مع غياب التتبع والرقابة الدوائية ..
  • ⁠أنتشار للادوية المغشوشة والمزورة والأدوية الموردة من بلدان لا تتوفر بها صناعات دوائية معتمدة .
  • ⁠تفتت النظام الصحي وغياب كامل للطب الوقائي والاستباقي والتنبؤي والرعاية الصحية الاولية .
  • ⁠النقص الحاد في الاخصائيين بطب الأورام وعلم الأمراض وطب الرعاية الحرجة والرعاية التلطيفية ، والمختصين بالتأهيل الجسدي والنفسي.
  • ⁠عدم وجود تمريض متخصص في كل مسيرة التشخيص والعلاج والتأهيل للامراض السرطانية .
  • ⁠النقص في معامل التحليل المتكاملة والمختبرات الجينية والباثولوجية .
  • ⁠النقص الحاد في اقسام ومراكز التشخيص والعلاج الاشعاعي مع النقص الحاد في الفنيين والفزيائين والأطباء المتخصصين في الاشعة التشخيصية والعلاجية والجراحية والتداخلية .
  • ⁠عدم وجود معايير معتمدة للخدمات الصحية وسلامة المرضى ومكافحة العدوى .
  • ⁠عدم وجود أدلة اكلينيكية ولا قياسات للاداء الطبي ولا بيانات ومعلومات دقيقة للمضاعفات والوفيات ومدد الاقامة بالمستشفيات واعادة الادخال وتكرار التدخلات الطبية للمرضى ،
  • ⁠عدم وجود رقم صحي وطني وعدم توفر خدمات صحية الكترونية ومرقمنة صاعب من تكامل الخدمات وتتبعها وتقييمها .
  • ⁠عدم وجود اليات محددة لتكامل الخدمات بين كل التخصصات ولا وجود لبروتوكولات تشخيصه وعلاجية ، ولا اليات لتحديثها وقياس نتائجها .
  • ⁠غياب التدريب السريري لطلبة الطب والدراسات العليا لتوقف معظم المستشفيات المنوطة بخدمات الأورام والنواقص التي تعانيها الأقسام الطبية المعنية .
  • ⁠عدم وجود أقسام أو مراكز للحالات الحرجة والعلاج التلطيفي والتأهيل الجسدي والنفسي .
  • ⁠عدم وجود اليات واضحة ومتبعة وسلسة في تكامل الاختصاصات وخطط وبرامج علاجات ناجعة بدل الخدمات المتقطعة والمتنافرة والتي تؤثر سلبا على المرضى .
  • أسباب السرطانات متعددة وبالإمكان تفاديها والوقاية من معظمهما ، وعلاج جلها متوفر وناجع ، وعوامل تفاقمها وتعقيدها وانتشارها والتقاعس والتأخر في علاجها يجب ازالتها ..
    .حفظ الله بلادنا وشعبنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى