كتاب الرائ

الأيام بيننا !

بصريح العبارة

عامر جمعة

رسالة وصلتني كما وصلت غيري عبر جهازي النقال من جهاز الشرطة الزراعية تحذر الناس من المساس بالغابات والأراضي الزراعية وتتوعد بالمتابعة والملاحقة وتطبيق القانون على المخالفين .

الكلام ” ممتاز ” لأن الغابات تكاد تندثر وتحولت إلى مناطق قاحلة لا نبات فيها والأشجار إلى ” فحم ” لأن أسعاره مرتفعة وستزداد ارتفاعا مع دخول فصل الشتاء ، أما الأراضي وقد أزيلت منها الأشجار فإن مصيرها أن تصبح مبان خاصة تلك التي تطل على الطرق العامة لأن التجارة هي الشغل الشاغل لأصحاب الأموال مهما كانت المبررات !

ما نرجوه ألا يكون التحرك مجرد تحذير على الورق لا معنى له لأن مثل هذا العمل يحتاج إلى جهد ميداني ومتابعة مستمرة لا هوادة فيها .

وعلى العموم فإن التعدي على الغابات وأملاك الدولة عموما لا يتم من المواطن العادي المسكين الذي لا يكاد يتحصل على مسكن أو قطعة أرض إلا وقد رهن كل مايملك بل هو الآن وفي هذا الزمن لن يستطيع أن يقوم بأي عملية بناء أو شراء قطعة أرض في ظل الأسعار الخيالية التي لم يعد للغلابة أصحاب الرواتب الزهيدة قدرة عليها ولا حلول في الأفق .

أملاك الدولة من أراض ومبان سكنية ومحال تجارية سيطر عليها الأغنياء والحداق واحتكروها ، والأجهزة االمعنية تعرف ذلك لكن هل لديها القدرة والإرادة لوضع الأمور في نصابها لتسود العدالة بين الليبيين .. لا أظن ذلك والأيام بيننا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button