بكل الألوان
في النصف الأول من القرن العشرين أخذت لغة الإنسانية أشكالاً ومضامين مختلفة وأكثر شمولية وأعم مما كانت عليه في الفلسفات القديمة والثقافات الإيمانية التي تلبس الإنسانية أغطية عقائدية ودينية وتجعلها محصورة في فعل الخير بما يتماشى مع الخطاب الديني والرؤى الفلسفية والعقائدية للرسائل السماوية في القرن العشرين مع ارتفاع صوت الحروب ومعاناة الشعوب من نتائج الدمار زدت الدوافع والرغبات للإحساس بأهمية السلم والتعاون في المجتمعات الإنسانية والاهتمام بالتفكير الإنساني والوحداني في تلك الفترة أعطت للإنسان حقوقه في إطار من الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية كما أصبح قادراً على حل مشكلاته وتجسّدت في تيارات اعتنقها الكثير من المفكرين في تلك القرارات والعديد من الحركات الإنسانية ،أمثال كارل يوبر وبرنارد شو وشيلر هد أما هجينة الفلسفات الغربية ونتيجه التحول الفكري والزمني ولكن ظل في المجتمعات الأخرى العربية مؤطر بكونه ذلك العمل الذي ينضوي في سلوكه ونهجه تحت الغطاء الديني ما هو ملفت فعلاً ويحدث ربكة صادمة كيف مع وجود كل تشريعات الكتب المقدسة والقرآن والمسلمين والمؤمنين تظل هناك ممارسات لا إنسانية تعم البشرية وتحدث الخراب المقيت وتسفر عن فجور في المعاملات بين البشر بعيدة كل البعد عن الالتزام أو مراعاة الدعوات الإنسانية للأديان وهي احترام كينونة الفرد ومنحه الحق في الحياة الآمنة الرحيمة وفق القيمة العقائدية .
لغة الحرب كانت أقوى من اللغة الإنسانية الشره الربحي والثراء الاقتصادي والتنازع على السلاح والتملك للأرض والممتلكات والخيرات فاز على دعوات الإنسانية الحقة ورسائل الأديان أصبح الموت بديلاً عن حياة كريمة وأصبح الظلم والقتل والسطور الفوقية والتعنت بديلاً عن التحاور والتسامح والعفو .
الإنسانية قيم ومجموعة صفات تنشأ تكبر مع الفرد ضمن بيئة معينة صغيرة كانت أو كبيرة وازعها الفرد ذاته ومرجعها قدرته في التواصل مع الآخرين ومد يد العون وهذا إما ينجلي في العمل الإنساني الذي ينبع دون توجيه ولا يخضع لدين بعينه دون الآخر، الإنسانية قيمة أرفع من العبث الحاصل ضد البشر والإنسان ذاته ،الإنسانية منافية أخلاقياً وفلسفياً لكل ما يحدث من دمار وحروب ونزوح وتهجير وقضاء على طفولة ووأد الأحلام أجيال وأمم تظل طالما وجدت قيم إنسانية تعمل على الإنسان والغاية الحقه الإنسانية من خلال العمل الجمعي المشترك والفائدة الشمولية العامة سيختفي الطبل الأجوف للدعوات المغلفة بأكاذيب الاهتمام بالإنسان قيمة وسلوكاً ومكوناً وتبقى لغة كل الأمم وشركة كل المناهج والأديان بعيدة عن وهم الماضي وخيبات الانجرار وراء الوجود القيلي أو الإثنى أو القومي أو حتى الديني .