البرامج المباشرة والتدخلات الباسرة!
البرامج المباشرة التي تُبث عبر الاذاعات والفضائيات بغرض التفاعل مع الناس دون قيود هي مهمة ولها إيجابيات لأنها تخلق حواراً من مختلف الثقافات والعقليات والميول والرغبات والاتجاهات، وتعطي فرصة لمن لايجدون مجالاً وبراحاً للتعبير عن أفكارهم ورغباتهم وتطلعاتهم ونظرتهم فيما يتعلق بمشاكل المجتمع وحركته ككل في مختلف المجالات.
هي فرصة لإثراء الحوارات، وكم هم المتصلون الذين يشدّون المشاهدين بأفكارهم النيرة واقتراحاتهم المميزة وأساليبهم الشيقة أكثر بكثير من المسؤولين احياناً ويفوق بريقهم المقدمين والمنشطين لأن قبول العاملين في وسائل الإعلام عموماً لم يعد يخضع لمعايير الكفاءة بفدر ما يتم بالعلاقات والاتجاهات والمجاملات – مع احترامنا للقلة المبدعة – مما يضفي مللا على المشاهد والمستمع المثقف الواعي لأنهم لا يملكون المقومات سواء في الثقافة أو الدراية بمواضيع النقاش والاستعداد المسبق والاطلاع وحسن التدخل في إدارة الحوار وأساليبه المتنوعة .
من عيوب هذه البرامج للأسف أنها قد تعطي فرصة لمنعدمي الضمير والذوق والأخلاق الذين يتحيّنون الفرص لنشر أدرانهم وأمراضهم وسلوكياتهم الهشة دون حياء أو خجل من خلال الاعتداء على حريات البشر وأعراضهم والإساءة للآخرين بأساليب ركيكة في غياب التربية مع الانسلاخ من القيم الدينية والإنسانية.
لكن مع ذلك فإنه بقطع الطريق أمام هؤلاء فإن الفوائد المرجوه ستتحقق لأن الزبد سيذهب جفاء وأن ما ينفع الناس سيبقى!