الجبس – السواني .. الطريق التي لا أب لها ؟!
قمامة تتراكم ككرة الثلج ، وفي غياب المسئول بات الحرق هو الحل
الجبس – السواني .. الطريق التي لا أب لها ؟
قمامة تتراكم ككرة الثلج ، وفي غياب المسئول بات الحرق هو الحل
أدخنة وروائح نتنة يجبر سكان المنطقة على استنشاقها كل لحظة !!؟
استطلاع .. قسم الاستطلاعات بالصحيفة
على الرغم من كابوس المكب المرحلي الكريمية الذي يجثم على أنفاس الأهالي بالمنطقة ، ويسد رئة محطة كهرباء جنوب طرابلس الغازية بالأدخنة والرماد المتطاير جراء الحرق المتواصل للقمامة التي تتدفق على المكب عبر الشاحنات على مدار الساعة . أمست الطريق الرابطة مابين بوابة الجبس وكوبري السواني هي الأخرى مكبا فوضويا ، حيث بدأت أكوام القمامة تتراكم يوما بعد يوم ككرة الثلج على جانبي الطريق المزدوجة ووسطها ، وتفرعاتها الجانبية ، موفرة بذلك ملاذا آمنا للقوارض والقطط والكلاب السائبة ، لما تحتويه من فضلات عضوية مختلفة تزيد الطين بلة بما تفرزه من روائح كريهة عند تعفنها جراء حرارة الجو ، وتزداد نتانة عند حرقها من قبل البعض ، اعتقادا منهم أنهم بذلك يفعلون الصواب في غياب من يتولى أمرها .
المشهد ليس بخاف على أحد ممن يمرون من هذه الطريق ، فالأدخنة التي تعيق الرؤية ، والأكوام الزاحفة على الأسفلت ، تنبه كل غافل إلا المسئول الذي يبدو أنه يتغافل رؤيتها عن عمد .
بلديات أبو سليم وحي الأندلس وسواني بن أدم مطالبة بالحل
عز الدين .. أحد سكان المنطقة حين رأني أصور أكوام القمامة قال لي .. هذه الطريق حيوية وسيارة مفتوحة على كل الاتجاهات شرقا وغربا ، لكن حظها عاثر في بلا أب يعترف بها رغم كثرة الأباء حولها .
استغربت التوصيف فسألته عن قصده من هذا القول .. فقال أن هذه الطريق هي الفاصل بين بلديتي ابي سليم من الشرق وحي الأندلس من الغرب ، حتى الإشارة الضوئية سي سليم ، لتبدأ بعدها حدود بلدية السواني التي تتاخمها من الغرب بلدية جنزور . وهذه الوضعية جعلتهم جميعا يتخلون عنها ، تاركين سكان المناطق المتاخمة للطريق يعانون هذا الكابوس الذي يكتم أنفاس الكبار والصغار على حد سواء معرضا صحتهم وحياتهم للخطر .
وما دام أتيحت لي هذه الفرصة عبر منبر صحيفة ليبيا الإخبارية ، أطالب بلديات ابو سليم وحي الأندلس وسواني بن أدم الاضطلاع بواجبهم الأخلاقي والإنساني ، والتعاون فيما بينهم لتنظيف الطريق من هذا الفضلات المتراكمة ، وإيجاد آلية مناسبة لمنع تكرارها .
على بلدية السواني قفل مكب الكريمية !!
الحاج أمحمد .. عندما سمع حديثنا ، دخل على خط الحوار قائلا : – من المفروض أن تتدخل بلدية السواني لحلحلة هذا المأزق الذي يعاني السكان تداعياته بلا توقف .. سألته عما يعنيه بالضبط فقال .. منذ أكثر من سنة عندما تم قفل مكب سيدي السائح ومكب أبو سليم تراكمت القمامة في شوارع المدينة ، بادرت بلدية سواني بن أدم تطوعا منها بإعادة فتح مكب الكريمية المرحلي لاستقبال نفايات البلديات المجاورة ، وهاهي النتيجة كما ترى .. أبعدوا فضلاتهم عن مناطقهم ليخنقونا بها هنا في شارع الخروب والدعوة الإسلامية وحي السلام وقرية الصيعان وشارع الكنيسة وسي سليم ، وغيرها من الطرق الفرعية المتصلة بطريق السواني .
منهيا حديثه قائلا .. الآن على بلدية السواني أن تقفل مكب الكريمية ، طالما أن البلديات المجاورة لا تبدي أي تعاون من جهتها ، خاصة أن الحرق المتواصل للقمامة بالمكب بات يهدد محطة كهرباء جنوب طرابلس بالتوقف التام عن العمل .
محمد عاشور .. هو الآخر أدلى بدلوه في الأمر قائلا : – البلديات المعنية مجتمعة لا تبدي أي مسئولية أخلاقية تجاه سكان هذه المناطق ، فهي من غير مسألة تجاهلها لأكوام القمامة الجاثمة على أنفاسنا وعلى هذه الطريق السيارة ، فهي لم تكلف نفسها عناء توفير حاويات تجميع القمامة ، وتوزيعها على المجمعات السكنية بالمنطقة ، لتكون أماكن محددة وواضحة لتجميع القمامة ، ليسهل نقلها ، بدلا من تحول جانبي الطريق إلى مكبات فوضوية تمتد على مسافات كبيرة تتجاوز مئات الأمتار ، وأكوام القمامة الممتدة على طول أسوار معسكر السابع من أبريل خير دليل وبرهان . فإلى متى يستمر هذا الكابوس ؟