الجنوب قبل استفحال الخطوب!
تبدو حقيقة الأوضاع في الجنوب غامضة عنا نحن الذين اعتمدنا على ما يرد إلينا من أنباء عبر وسائل إعلامية مختلفة قد تكون بينها مواقف متناقضة، لكن ما يهمنا أولاً وأخيراً أن يكون هذا الجزء من الوطن ينعم بالاستقرار وهو الذي كان خلال كل المراحل السابقة الأقل حظاً في الاهتمام من جانب الحكومات المتعاقبة!.
وإذا كان الأمر يتعلق بخلافات ليبية ليبية فإن مصلحة الليبيين في هذه الظروف في الجنوب وغير الجنوب تتطلب تعقلاً وحكمة في مواجهة الخطوب نتحمل الخلافات مهما كانت بالحوار حتى لانعطى للقوى الخارجية فرصة للاختراق وإذكاء نار الفتنة لإدخال المنطقة في حرب لن تزيد الوطن المثخن بالجراح إلا آلاماً وانقساماً ويحقق رغبة المتربصين. إذا كان ما يجري هناك هو اعتداء على سيادة هذا الوطن من أطراف خارجية فإنه على الليبيين أن يضعوا خلافاتهم مهما كان نوعها جانباً وأن يقفوا في خندق واحد ضد المعتدين ولا ينبغي لأي طرف أن يستغل الظروف الصعبة الراهنة لتبرير ما يجري هناك وما خلفه من تهجير واحقاد، فالمواقف التاريخية لا تجسدها الأقوال بل تؤكدها الأفعال، وعلى الجميع أن يدرك أهمية أمن الجنوب قبل استفحال الخطوب!.