الحرب خدعة وليست أكاذيب !
علي شعيب
ما زلت أقول أن ليبيا بقضها وقضيدها، رجالها .. ونسائها .. أطفالها وكهولها .. من لم يبلغ الحلم .. ومن ردّ الى أرذل العمر .. جميعهم ضحايا للأكاذيب الاعلامية ونظريتها التي رسّخها وزير إعلام الفوهررادولف هتلر باول يوزق غوبلز حيث ابتدع نظرية (أكذب .. أكذب.. حتى تصدق أنت كذبتك)!!.
ففي الكثير من الفضائيات التي تتابع الشأن الليبي.. وبالذات المعارك الدائرة على تخوم طرابلس بين قوات حفتر الذي أطلق “لبيك طرابلس”! فلم تجد صيحته (تلبية)!!.
بل حرّضت المختلفين لدرجة الخصومة على تناسي ما كان بينهم من خلاف وإختلاف، والاصطفاف معاً في معركة الدفاع عن العاصمة.. والاتفاق على مبدأ: (أنا وأخي على ابن عمي.. وأنا وابن عمي على الغريب)!!.
فكان من نتيجة ذلك أن أصبح الدخول إلى العاصمة طرابلس من أصعب المصاعب.. إن لم يكن من سابع المستحيلات!.
ورغم كل ذلك فلن تسمع في الفضائيات والمحطات الإذاعية المختلفة إلا ما يبعث على الخوف والرعب.. والأسى والحزن على ما آلت إليه العاصمة طرابلس من وضع مأساوي.. وانهيار أمني، في الوقت الذي لم تتأثر فيه الحياة داخل المدينة، ولم يتغير الجدول اليومي لسكان وسط المدينة من ميدان الشهداء والمدينة القديمة والظهرة وزاوية الدهماني وتاجوراء والهاني وسوق الجمعة والغرارات والفرناج وقرقارش وغوط الشعال والدريبي والغيران والهضبة.. إذ ينهضون من نومهم ويتناولون إفطارهم ويذهبون إلى حيث اعتادوا أن يذهبوا، حتى ساعات الظهيرة ليعودوا لبيوتهم إلى ساعات المساء والسهرة فلم يطرأ عليها أي تغيير سوى بين الفينة والأخرى يسمعون دوي انفجار هنا أو هناك نتيجة سقوط قذيفة أو مدفع جراد على أحد الأهداف غير المحددة له فهو صاروخ أعمى، وأغبى من من يستعمله ليرهب به الأخرين!!.
وقد تلقيت أكثر من مرة اتصالات هاتفية من أحد أبنائي الموجودين في احدى البلدان الأوروبية، والحيرة بادية على صوته المتهدج وهو يحمد الله على سلامتي أنا ووالدته وتأتيني هذه الجملة المتقطعة بين أنفاسه ودهشته، وكأنه عثر علينا من تحت الأنقاض التي رسمتها به كلمات وعبارات من يصيغون الأخبار والتقارير عن سير المعارك حول مدينة طرابلس.. أو مايدلي المتحدثون (الرسميون) على مدار الأسابيع الثلاثة والأيام التسعة التي أعقبتها منذ الـ 4 من أبريل الجاري وحتى هذا اليوم الـ 30 منه!!.
لأن من وضعوا الناس في هذه الحالة لايعرفون أن الحرب خدعة وليست أكاذيب.. والفرق شاسع بين الإثنين!!.