التصنيفات: المنوعات

الحكاواتي الليبي، حكاية تحكي حكايات..

من ميدان الساعة بدأت أول حكاية، وفي ميدان الجزائر انتهت كل الحكاية

الحكاواتي الليبي، حكاية تحكي حكايات..

من ميدان الساعة بدأت أول حكاية، وفي ميدان الجزائر انتهت كل الحكاية

(ربي يعطيكم  بالزهر والحنّة ، ويعلي مقامكم في الجنة  ، ويسعدكم علي كل ما يكدركم يا حزاركم يا مزاركم) .

بهذه الجملة يبدأ الحكاواتي وهو جالس في كرسيه الخشبي الخاص به، في سرد  قصصه للأطفال بمني الدعوة الإسلامية بميدان الجزائر بالعاصمة طرابلس.

في عدة محاولات كان هذا الفن يتواجد محتشما، باعتباره من الفنون القديمة الجديدة في ليبيا، حيث كان موجودا وبقوة في فترة الاحتلال العثماني للبلاد، ولم يصمد بعدها طويلا، فاندثر من الأماكن العامة ودور العرض والمسارح والمقاهي، وأقتصر وجوده علي جلسات عائلية بسيطة في المناسبات الخاصة بالأطفال فقط.

حكاية الحكاواتي

ففي فترة الاحتلال العثماني كان هناك شخص في المدينة القديمة يقوم بدور الحكاواتي، بالتحديد في ميدان الساعة، فكان يجلس بطريقة عفوية ويجتمع حوله الصغار والكبار، ويحكي لهم قصص ثراتية وشعبية، وتكرر المشهد حتي صار الأمر شيء تعود الناس عليه في تلك الفترة.

إيناس بيالة رئيسة منظمة خاصة ببرنامج الحكاواتي في ليبيا، والتي تهتم بتطوير هذا الفن، تروى قصتها مع الحكاوتي “إن البداية كانت بالصدفة، عندما تسألت مع زملائها لماذا لا يوجد حكاواتي في ليبيا، وللإجابة عن هذا السؤال أخذتها الطريق نحو الكتب والمراجع، واستعانت بالشخصيات الأدبية والثقافية الموجودة في طرابلس، وكان الجواب صادما نوعا ما، بأنه لا يوجد أرشيف خاص بالحكاواتي”.

وبعد عملية البحث وتبني الفكرة، كان الجزء الصعب من الموضوع، هو تحويلها من مجرد فكرة الي واقع موجود علي الأرض.

البحثت عن الحكاء

بيالة قالت أيضا “إن بداية الفكرة كانت صعبة نوعا ما، وكان الجزء الأصعب فيه هو البحث عن الشخص الذي يقوم بدور الحكاواتي، وكانت عملية البحث معقدة، لما يتطلبه هذا الشخص من مواصفات خاصة في الإلقاء والإلمام والقدرة علي تقمص الشخصيات وأن يكون قريبا من الأطفال”.

وبعد عملية البحث الطويلة، أضافت إيناس” تعرفنا علي الفنان يوسف الكردي، وهو ممثل في المسرح الوطني للطفل بطرابلس، ورحب بالفكرة، وكان الحكاواتي الرئيسي في هذا البرنامج، وسبب في نجاح العرض لأول مرة”.

وعن هذا الموضوع قالت “عندما نلجأ لشخصيات مسرحية كممثلين، فإنهم يقابلونها بالرفض،  لأن بعضهم يراه دون المستوى، والبعض الأخر يراه أمر صعب لعدم الخبرة”.

أما في العرض الثاني، فكان الحكاواتي الرئيسي هو المذيع حاتم الافي، المذيع في راديو السرايا، والذي قال عن التجربة،

“يتوارد للذهن في الوهلة الأولى أن الأمر مجرد حاكي أو راوي وحوله مجموعة من السامعين، إلا أن الكثير من الناس يجهل الحكواتي كشخص،هل تعلمها علما!؟ أم استقاءء!؟ أم بالخبرة والمراس!؟”

وأضاف الافي “تجربتي مع الحكواتي كانت نوعاً مختلفاً، فأنا لم أتعلمها ولم يكن لجانب الخبرة في هذا المجال عندي أي شيء يذكر، غير أني صحيح لدي اهتمام بجانب الإعداد والتقديم للمسموعة، وكذلك اهتمامي بجانب الإلقاء والعرض، وأعتقد أن هذا هو السبب وراء استمتاعي واستفادتي من هذه التجربة الغير مسبوقة والرائعة” .

وتابع الافي “ربما سأكون الحكواتي والحكاء الذي سيعيد هذه العادة الجميلة للوسط الليبي الحديث، من يدري !؟”

صعوبة وجود مكان للعرض.

واصلت إيناس سرد بداية عن الحكاواتي، فقالت البحث عن مكان مخصص للعرض هو أمر معقد جدا، فالمكان الذي يساعد هذا النمط من الفنون له مواصفات معينة، كأن تكون مساحته كبيرة، ويتسع لعدد كبير من الأطفال، ويكون ذا طبيعة يقبل فيه تعديلات الديكور والمنظر العام للعرض، التي تناسب أجواء الحكاواتي، ويفضل أن يكون فيه الأطفال جالسين علي الأرض، أما الراوي في كرسيه الخاص يكون في زاوية قريبة للجميع، وبعد جهد في البحث منحت لنا جمعية الدعوة الإسلامية إحدى صالات اجتماعاتها لتكون مفتوحة لعروضنا.

البحث علي المكان تزامن أيضا مع إختيار وقت العرض، فمنظموا الحكاواتي واجهوا مشكلة الوقت الذي يناسب الطفل وحضوره للعرض، وقالت إيناس إن وقت الظهيرة كان أفضل الخيارات وليس أحسنها، لأنه يتعارض مع أولياء الأمور، أما الفترة الصباحية والليلية فهي غير ملائمة للطفل.

قبل بداية كل عرض

نغم أبوغرارة من لجنة التنظيم في هذا الحدث قالت إننا كمنظمين نتواجد قبل العرض بساعتين، وكل شخص منا يعرف مهمته، فنحن مقسمون ولكل منا مايفعله، وطبيعة عملنا صعبة نوعا ما، فتواجهننا مشكلة تواجد الأطفال في مكان العرض بساعات، ولان طبيعة الطفل حركية وفيها الكثير من المشاكسة فهذا يجعلنا نتعامل معهم بكل عناية.

وأضافة نغم، في العرض وبعد العرض تكون الأمور أكثر ارياحية، ونحن سعداء جدا بهذه التجربة.

وذكرت نغم انها كانت مقيمة في سوريا لفترة طويلة وكانت جل طفولتها هناك، وأن تجربة الحكاواتي تشبه كثيرا الأجواء الشامية، ووجودها في هذا المكان يذكرها كثيرا بوطن والدتها، وأنها تتمني أن ترتقي التجربة في ليبيا الي المستوي الذي يليق بهذا الفن.

البرنامج توقف لمدة سنيتن، وأرجعت بيالة وزملائها الأمر، للتكاليف المالية والمكان المخصص للعرض وقلة الدعم والتشجيع..

( وبهكي ياصغارنا ياشطار، تمت حكاية اليوم، حلوة ولا اقلقتوا … ؟  )

 

تعليقات الصور

1 – الفنان يوسف الكردي

2 – إيناس بيالة مع الأطفال

3 – حاتم اللافي

 

 

 

 

 

 

منشور له صلة

أولويات الإصلاح الصحي

د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…

يومين منذ

الدكتور بوقرين يهني المغرب بنجاح أول عملية جراحية روبورتية

يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…

5 أيام منذ

صلاح البلاد في إصلاح التعليم.

د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…

6 أيام منذ

اليوم العالمي للسكري

د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…

أسبوع واحد منذ

كلام الناس يكشف أسباب استيراد السلع من الخارج وإهمال المنتجات الوطنية!

في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…

أسبوع واحد منذ

فاكانيتي والوباء والتطعيم

د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…

أسبوعين منذ