كتاب الرائ

الحماية الصحية

د.علي المبروك ابوقرين
إن المهمة الأساسية للدولة والقطاع الصحي والنظام الصحي هي حماية الأفراد والجماعات وكل السكان من الأمراض المعدية التي نرى عودة المعلوم والمعتاد منها ، ويزيد عليها المستحدث والأكثر خطورة ، والتهديدات البيئية والكيميائية والإشعاعية والبيولوجية المسؤولة عن معظم الأمراض الخطيرة ، ومنع او تجنيب وتخفيف الأمراض المزمنة والوراثية والجينية والمناعية ، ومنع الحوادث أو تقليلها بقدر المستطاع والاستعداد والاستجابة السريعة لها ، والتنباء بالكوارث الطبيعية والاستعداد لها والتدخل السريع للإقلال من آثارها السلبية وتخفيض نسبة الوفيات والإعاقات والمخاطر الصحية الناجمة
عن الحوادث وعن الكوارث ، وهذا يتطلب تشريعات وقوانين ولوائح وإجراءات وإمكانيات وهيكلية مشتركة مع جميع ذوي الاختصاص من الخبراء في التعليم والبحث العلمي والبيئة والمناخ والكيمياء والإشعاع والبيولوجيا والبيطرة وعلوم الحيوان والجيولوجيا والجيوفيزيائي ، وخبراء المياه والطاقة والزراعة والأغذية والصناعة والاقتصاد والتجارة ، والزلازل والبراكين والعواصف والفيضانات والسيول ، وخبراء الطرق والمواصلات وغيرها ، لوضع السياسات الصحية الشاملة لحماية صحة المجتمع وحماية الناس من جميع التهديدات الخارجية والداخلية التي تؤثر على صحة الناس في جميع ربوع الوطن ، والمعروف أن ليبيا تعرضت لموجات من الأوبئة والأمراض التي قضت على أعداد كبيرة من السكان وعجزت الناس والسلطات المحلية عن التغلب عليها ، ولازالت تشكل الأمراض المعدية خطرًا على البلاد والمجتمع ، ولازالت جائحة كورونا ومتحوراتها تشكل خطر كبير ، وللأسف إن العالم مقبل على موجات قوية من الجوائح والفاشيات الأكثر خطورة ، وخصوصًا الفيروسات المنتقلة من الطيور للثديات والتي تشهدها الآن بعض الأقطار ، وتزايد أعداد الأمراض المشتركة بين الطيور والحيوان والإنسان ، وليبيا تمر بظروف صعبة ومعقدة في الخدمات الصحية البشرية والحيوانية ، مع تدني أو انعدام الخدمات الصحية الاستباقية والوقائية والرعاية الصحية الأولية ، التي جميعها تعتبر الخطوط الدفاعية الأساسية ، وللأسف الثروة الحيوانيه تتعرض لموجات متتالية من الأمراض المعدية الخطيرة ، ويتزامن إستيراد أنواع مختلفة من المواشي والأبقار والخيول والحيوانات المفترسة والكلاب والطيور ، وزاد الاختلاط بين الناس وتلك الحيوانات ومنها الغير أليفة وتعتبر وسائط لأمراض خطيرة دون ضوابط صحية ، ومع التغيرات البيئية والمناخية وارتفاع مناسيب المياه الجوفية في بعض المناطق والتي قد تزداد ويترتب عليها انتشار البرك والمستنقعات وتوفير بيئات أخرى للنواقل مثل البعوض والقوارض وغيرها ، مع التلوث الذي طال كل شئ مما يزيد من التخوف من إمكانية توطن العديد من الأمراض الخطيرة ، وبالتالي على المسؤولين سرعة أتخاذ التدابير اللازمة لحماية صحة المجتمع بالتحصينات التامة من جميع الأمراض لجميع الفئات العمرية لكل السكان ، وزيادة العمل على التوسع في إمكانيات وآليات الإنذار المبكر والتقصي والترصد على كافة تراب الوطن وحدوده ومنافذه ، وكذلك التحصينات للثروة الحيوانيه مع تكثيف التوعية الصحية المجتمعية ومحو الأمية الصحية للمجتمع ، وإصحاح كامل للبيئة ، ومنع التلوث وأسبابه ، مع العمل ببرامج مستمرة ومستديمة للكشف المبكر والمتابعة العمرية والجندرية لتفادي أمراض القلب والكلى والكبد والسكري والغدد والأورام ومنها الثدي وعنق الرحم والمبايض والقولون والبنكرياس والمعدة والبروستات ، وتكثيف الخدمات الصحية المدرسية من الرياض للجامعات بصورة مستمرة دون انقطاع ، وكذلك صحة المرأة من الطفولة للكهولة ، وإعتماد خطط وبرامج للخدمات الصحية لكبار السن واليافعين ، وحماية النشأ من الظواهر السلبية الضارة بالصحة كالتدخين والمخدرات ، وتشجيع كل الناس على ممارسة الرياضة والأكل الصحي المتوازن ، ومنع الأنشطة الاقتصادية التي تمارس التجارة والبيع والترويج لكل ما هو ضار بالإنسان والبيئة والحيوان ، وضرورة الحرص على تعظيم الخدمات الصحية الاستباقية والوقائية والمنزلية والفردية ، ويخصص لها النسبة الأعلى من القوى العاملة الصحية المؤهلة ، والتوسع في المرافق الصحية المتكاملة التي تغطي كل جوانب الخدمات الصحية التي تغطي تعزيز صحة المجتمع والحماية الصحية الحقيقية والرعاية الصحية الأولية وتقليل المراضة ، والتوعية والمشورة ، ويجب الحرص على تحقيق مؤاشرات صحية عالية فيهم ، والنظام الصحي المرجو هو الذي يحقق التمنيع الكامل لكل السكان والإقلال من الأمراض النادرة والوراثية والمزمنة ، ويحقق أفضل النسب المرجوة عالميا في مكافحة الأمراض المعدية ، ويملك القدرة والكفاءة على مجابهة الجوائح والفاشيات مهما كانت أنواعها وشدتها وخطورتها ، ويحقق المؤاشرات المطلوبة عالميًا في مكافحة الأمراض المزمنة والأورام والأمراض النادرة والوراثية ، والنظام الصحي الأقل كفاءة هو سئ المخرجات والذي تتزايد فيه الولادات القيصرية ، ووفيات الأمهات والمواليد ، والأمراض التي تحتاج لمستشفيات وتدخلات جراحية ، وتنتشر الأورام السرطانية بشتى أنواعها ، والأمراض النفسية والجلطات الدماغية والقلبية ، والتكدس في أقسام الطوارئ والاسعاف ، والذي تتزايد فيه مؤاشرات ضحايا حوادث الطرق والعنف ، وكثرة الاجهاد
والتعب في القوى العاملة الصحية ، والمؤشرات المطلوبة هي النجاح في تحقيق التغطية الصحية الشاملة ، وكفاءة وفعالية الإسعاف والطوارئ الذي يسابق الزمن في إنقاذ الناس بمنظومة متكاملة من الراجلة للطائرة تتعامل مع جميع الحوادث والأحداث والكوارث بقدرات عالية جدا في التدخل المكاني والاخلاء الطبي ومابعده ، ونجاح حملات الإقلاع عن التدخين ، وبرامج الرياضة ، وإتباع كل الناس أنماط الحياة الصحية ، وتدني مؤاشرات الأورام وأمراض القلب والكلى والسكري والأمراض التنفسية والمناعية ، حماية الصحة هي الهدف الأسمى لتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي ، وتحتاج لتخصصات عديدة مختلفة عن من هم بالمستشفيات وغرف العمليات والعنايات ، وتحتاج لجيش أبيض مؤهل لمحاربة الأمراض وأسبابها ، وكل مازات نسب القوى العاملة الصحية في قطاعات الحماية وزادت المخصصات المالية لدعمها ودعم برامجها كلما تحققت أهدافها ، وتقلص الإنفاق على فواتير العلاج من أمراض بالإمكان تفاديها ، وتتناقص أسواق التجارة في المرضى وذويهم ، وتقفل أبواب مشاريع العلل ومن يسوق لها ويبيعها ، ويسدل ستار التأمين المشجع على التمارض والماكينة المتعايشة عليه ، بالحماية الصحية تحافظ البلدان على صحة شعوبها ، ويتحول الإنفاق على المرض للإنفاق على تعزيز الصحة ، وتمتد متوسطات الأعمار بتمام الصحة ، وكبار السن يتمتعون بحياة كريمة بصحة وعافية وسلامة ،
القطاع الصحي يجب أن يكن القبة الحمائية تحمي السكان من الأمراض ومشاكلها لا أن يكون سبب المرض وتفاقم مشاكله الصحية والاقتصادية والاجتماعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button