الحولي و الفراشية .. والطلعة البهية
الحولي و الفراشية .. والطلعة البهية
الحولي أو ( الجرد ) والعباءة والفرملة والرداء والفراشية والمعرقة والطاقية بلونيهما الأبيض والأحمر والبرنوص المزركش وغيرها من المسميات الشعبية الأصيلة العريقة من الصناعات اليدوية الليبية المتوارثة عبر الأجيال والمميزة للمجتمع العربي الليبي كلها مسميات محلية كانت عبر زمن طويل و إلى وقت قريب تزين الرجال والنساء والصبية والصبايا وتشكل في مجملها طلعة بهية بين سائر الأزياء العربية الخاصة بكل قطر.
هي صناعة وطنية خاصة تحتاج إلى صبر ومهارة ودقة وبخامات من البيئة على اختلاف المدن و لكل مدينة ما يميزها عن غيرها.
ملابس تعطي جمالًا ووقارًا وتتمشي مع العرف والتقاليد والأخلاق والدين بالدرجة الأولى بالإضافة إلى أنها جزء مهم من تراثنا وتقاليدنا وقيمنا وعاداتنا.
هناك من لايزال يحافظ عليها لتنتقل من جيل إلى آخر وتتوارثها الأجيال وهناك من أهملها بل إن كثيرين لا يعرفون عنها شيئًا و أنكروها انسياقًا وراء الحضارة الغربية الزائفة ، وتقليدًا أعمى لم ينل من عقلية الفتيان والفتيات فقط ، بل للأسف من الرجال والنساء و أصبحنا نشاهد الملابس الغربية تسيطر حتى على أفراحنا ومناسباتنا الاجتماعية ، أمَا في الشارع فحدّث ولا حرج حيث تنوعت ملابس الشباب من السراويل الضيقة الممزقة المزركشة إلى سواها من هذه التقليعات التي لا تكاد تميز بها الفتاة عن الفتى !
كانت شوارعنا وقرانا و أحياؤنا ومدارسنا وأسواقنا مميزة بملابس ليبية نقية بهية والآن يخيل إليك في كثير من الشوارع والمدن والأفراح والمناسبات وحتى في المساجد و كأنك في لندن أو بلد اسكندنافيا و أحيانًا في قندهار ..
إنه المظهر ليس إلّا ، فقد سيطرت المظاهر على العقول رغم أن العربي المسلم هو جوهر قبل أن يكون مظهرًا .. ولله في خلقه شؤون .