يعاني بعض الأطفال وكذلك الشياب من الخجل الشديد أو الرهاب الاجتماعي إن صح التوصيف إلى الدرجة التي يجد معها صعوبة في الاندماج الاجتماعي مع محيطه، ومرد ذلك الأحكام المسبقة لديهم، مما يولد لديهم شعورا كبيرا بالرهبة قبل حدوث أي تفاعل اجتماعي، وبالتالي نجدهم يميلون إلى الانعزال المفرط، مما يسبب مع مرور الوقت حدوث اضطرابات نفسية بالغة الضرر لديهم ، خاصة أن الأغلبية من الآباء لا يجيدون التعامل مع مثل هذه الحالات من الخجل، بل على العكس يمكن أن يكون التعامل مع الأمر أكثر ضرراً، ويزيد من عمق المشكلة، جراء التعنيف المستمر للطفل او الشاب الخجول ووصفه ببعض الأشياء المؤذية لمشاعره مما يجعله ينطوي أكثر على نفسه، والمجتمعات العربية هي الأخرى تنظر إلى مشاعر الخجل والانعزالية على أنها سلوك الإناث فقط، ويجب على الذكور التخلي عن ذلك الشعور.
وتتمظهر بدايات الخجل لدى الأطفال أثناء الصغر في التصاقهم الدائم بوالديهم، والاعتماد عليهم في كل كبيرة وصغيرة، والخوف الدائم من كل ما يحيط بهم وعدم مواجهة الكبار.
ويعد الخجل المرضي نوعاً من القلق يقود إلى تجنب المواقف الاجتماعية، لعدة أسباب منها الخوف من الفشل في التناغم الاجتماعي بطريقة ترضى الشخص، وأيضاً تجنب التعرض للسخرية والنقد من المحيطين، وفقدان القدرة على المبادرة ولفت الانتباه، والخجل عموماً هو اضطراب عند مواجهة الأشخاص المحيطين والخوف من الحرج ونظرات الناس.
ففي تقرير نشره موقع “أرت أوف مانليناس” الأميركي للكاتبان ” بريت وكايت ماكاي” قالا فيه إنهما تمكنا من اكتشاف طبيعة الخجل وأسبابه وأعراضه، وأكدا أن ربط التفاعلات الاجتماعية ببعض المعتقدات الخاطئة يدفع باتجاه زيادة الشعور بالخجل.
فالأفكار الخاطئة تجعل الشخص يشعر بأن المناسبات الاجتماعية تسبب الإرهاق والتوتر أكثر مما هي عليه فعلا، حتى أن الشخص الخجول سيشعر بالرهبة لمجرد التفكير في هذه المناسبات، وهو ما سيجعله يتجنّب حضورها.
كما أن القلق الناجم عن الإدراك السلبي المضلل يؤدي في كثير من الأحيان إلى إحداث وعي ذاتي حاد خلال اللقاءات الاجتماعية. وهذا الوعي الذاتي يجعل حلقة المشاعر والسلوكيات التي تنم عن الخجل مستمرة، والتي تمنع الناس من التواصل الاجتماعي بشكل مريح مع الآخرين.
والأفكار السلبية الخاطئة المسبقة قبل التفاعل مع الآخرين يمكن أن تخلق شعورًا بالتوتر والقلق، مما يدفع الأشخاص الخجولين لتجنب حضور المناسبات، في حين يمكنهم ذلك. وغالبًا يتخلى الأشخاص الخجولون عن حضور حدث ما أو يغادرون الحفلات مبكرًا أو يقطعون المحادثة بشكل مفاجئ خوفا من أن تصبح الأمور محرجة.
فتجنب المناسبات الاجتماعية يخلق مفارقة، ففي الوقت الذي يقلل فيه تجنب حضور المناسبات من القلق على المدى القصير، لكنه بالمقابل سيزيد من الخجل على المدى الطويل. وكلما طال مدى تجنب الاختلاط، زاد القلق، خاصة لمن لم يعط لنفسه فرصة لإدراك أن التفاعل مع الآخرين ليس مخيفًا كما يعتقد، كما أنه لن يحصل على فرصة لمواجهة مخاوفه وتعلم كيفية التحكم فيها.
ومن بين المعتقدات الخاطئة التي تخلق شعورا بالرهبة لدى الشخص قبل إقامة حدث ما، وتجعله يتجنب حضوره، هو الاعتقاد بأنه يتوجب عليه أن يكون منفتحا كي يكون بارعا في التفاعل مع الآخرين. لكن أولئك الذين يتقنون مهارة الاستماع غالبا ما يُعتبرون رفقاء جيدين تماما كالأشخاص المنفتحين.
وأحيانا أخرى، قد يعتقد الأشخاص الخجولون بأنهم غير مسليين أو يفترضون أنه إذا أراد الآخرون التحدث معهم فسيخبرونهم بذلك. لكن في الحقيقة، قد يكون هؤلاء الآخرون متوترين أو خجولين أيضا، لذلك عليك في بعض الأحيان أن تأخذ بزمام المبادرة لبدء المحادثة.
علاوة على ذلك، يظل الشخص الخجول حبيس الفكرة السائدة بأنه لن يحصل على فرصة ثانية لتصحيح الانطباع الأول، وهذا ما يجعله يشعر بالضغط، فضلا عن تأجيل تقديم نفسه باستمرار، في انتظار الوقت المثالي والأكثر ملاءمة. لكن في أغلب الأحيان، وحتى في حال كان اللقاء الأول محرجًا، فستحصل على فرصة ثانية لإظهار الجانب الأفضل من شخصيتك.
كما يميل الكثيرون إلى تهويل الأمور وتضخيمها؛ فأحيانا قد تسأل هؤلاء الأشخاص عن “أسوأ ما يمكن أن يحدث”، وستكون إجابتهم “سأشعر بالإحراج”. كما أنهم غالبا ما يميلون إلى استخلاص استنتاجات عامة وشخصية بشكل مفرط من عثراتهم السابقة.
وإذا جلس الشخص الخجول مع نفسه وفكر في بعض الأشياء، فعلى الأرجح سيكتشف أنه في كثير من الأحيان ليس ذنبه أن اللقاء كان غريبا، إذ قد يقع اللوم على الآخرين أو على المحيط، الذي يجعل المبادرة بالتحدث أمرا صعبا.
علاج الخجل الاجتماعي يكون بالتعرف على نقاط القوة لدى الإنسان الخجول، والتركيز عليها وتطويرها، واستعادة ثقته بنفسه ونظرته الإيجابية لذاته، إلى جانب الاهتمام بالقراءة لما تكسبه من أفكار ومفردات لغوية تفيد في الحوارات مع الآخرين، وأيضا تنمية المهارات والمواهب الشخصية والأنشطة الاجتماعية والتطوعية باعتبارها جسرا يصله بالناس ويفتح له آفاقا لعلاقات جديدة.
وكذلك فإن لغة الجسد والابتسامة الدائمة والنظر في عين محدثه أمور مهمة تحتاج إلى التدرب عليها للانفتاح على المجتمع، كما يعد من أهم العوامل المفيدة في العلاج أن ينسى الإنسان الخجول تماما أن أحدا ما يهتم بمراقبته، إلى جانب المثابرة والتدرب على اقتحام ما يخجل منه وتثمين كل خطوة يخطوها للأمام.
الحياة اليومية لا تخلو من مواقف تقتضي التخلي عن الخجل الاجتماعي، فعندما حدوث ضررا غير مقصود للغير أو تقديم خدمة سيئة، فلا مبرر للخجل من طلب إصلاح ذلك أو تعويضهم عنه، وأيضا عندما يقتضي الأمر قول “لا” للشعور بالحاجة لتخصيص وقت خاص للذات، ينبغي فعل ذلك دون خجل.
كما يجب عدم الخجل من رفض النميمة في المحيط ، كذلك لا داع للخجل من الفصل بين استحقاقات العمل واستحقاقات الحياة الشخصية، بطلب عدم الإزعاج خارج الوقت المخصص العمل، ، كذلك الحال إذا لم تجلب لك الصداقة الفرح والإلهام فلا مبرر للخجل من إلغائها.
كما أنه ينبغي عدم الخجل من التمسك بالمقعد المخصص في القطار أو الطائرة ولا يجب التنازل عنه لأحد دون رغبة ذاتية، ولا داع للخجل من اتخاذ موقف أو قرار مخالف لعامة الناس ما دامت القناعة الشخصية به قائمة.
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…