الدولة المدنية 2-2
محمد ابوالقاسم الككلي
عن الدولة في الوطن العربي يقول نزيه الأيوبي في كتابه (تضخيم الدولة العربية – السياسة والمجتمع في الشرق الأوسط ) أن مفهوم الدولة الحديثة غير موجود او غير وارد في الفكر السابق للعصر الحديث وان كانت ظاهرة الدولة معروفة في البلدان الإسلامية على الأقل بمعناها القانوني والهيكلي، فالدولة هي سلعة غربية مستوردة جاءت إلى العالم الإسلامي عنوة عن طريق المستعمر في جانب منها وتدعمت فيه عن طريق اقتباس الحكام ومحكاتهم لاساليب هذه السلعة ومنظماتها من جانب آخر ‘
ويشير الأيوبي إلى أن الباحثون في علم الاجتماع السياسي إلى أن مفهوم الدولة بمؤسساتها وانظمتها هي ظاهرة لاتتلاءم مع المجتمعات العربية المسلمة وذلك بسبب الطبيعة (العضوية )لهذه المجتمعات وضعف التقاليد الفردية وغياب العلمانية داخلها ‘
ويضيفون إلى ذلك أن مفهوم الجماعة – الأمة – وبشكل خاص في معناه الديني والثقافي، أهم من أي مفهوم للدولة أو للنظام السياسي، وحتى وقت قريب جدا كانت المفاهيم السائدة عن السياسة والدولة التي كان العرب يستعيرونها من الغرب شكلية حتى الإفراط، ثم امست ذراءعية حد الإفراط، وكان مفهوم مبكر عن الدولة قد جرى استقصاؤه على نحو واسع من مدرسة القانون الدستوري ونظريتها العامة حول الدولة ذات المنشأ الأوروبي ‘
العرب ومنذ تولى معاوية ابن سفيان الحكم وحتى يومنا هذا عرفوا دولة الفرد الذي يملك الدولة بمن فيها حيث غابت (المواطنة )وهي أساس الدولة، وذهبت ضرورة التدوال السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات إدراج الرياح والحقيقة اننا نعيش في قبائل أطلقنا عليها دول يحكمها شيوخ فاسدين عاثوا في الأرض فساد هلكوا الحرث والنسل والعرب لازالوا يحلمون بدولة يكون فيها المواطن قادر على اختيار من يدير شؤونه وتحترم فيها ادميته ويكون من حقه ممارسة النقد، وضمان حقه في حرية التعبير وهذا لن يحدث على الأقل في العقود القادمة ‘
