طابت أوقاتكم
■ علي شعيب
السياسة تدحرج الغنوشي !
كان زعيم حركة النهضة (الإسلامية) بتونس على مدار نحو أربعة عقود ونيف يمتاز بالذكاء والرؤية الثاقبة لعواقب الأمور والأحداث والخطوات . وكان كثير ممن ينتمون إلى التيار الإسلامي يسترشدون بخبرته وآرائه تجاه القضايا والمحن التي تواجههم ولا يصادفهم سبيل التغلب عليها .. فما أن يطلعوا الغنوشي على ما هم فيه حتى يخرجهم مثلما يخرج الماهرون الشعرة من العجين ! لكن “الشيخ” راشد يبدو أنه بمخالطته لبعض الساسة قد ضل سبيل الرشاد ! وإلا كيف فاتته بديهية تخليه عن حركة النهضة بتونس ما دام قد أصبح عضواً بمجلس النواب ثم رئيساً لهذا المجلس، ليجد نفسه في مأزق ليس من اليسير تجاوزه حينما سافر إلى تركيا واجتمع برئيسها أردوغان اجتماعاً مغلقاً بعيدا عن الأضواء وعدسات المصورين ورصد الصحافيين والإذاعيين الذين أثاروا، (ومعهم ألف حق) الكثير من الشكوك والريب حول الاجتماع (الدكنوني) .. ولم يجد الشيخ راشد التحجج بأنه ذهب إلى تركيا باعتباره زعيماً لحركة النهضة . فلنوافقه على تحججه هذا، ولكن عليه أن يوافقنا على أنه لم يعلق رئاسته للبرلمان التونسي عند مغادرته مطار تونس قرطاج ! على كل حال هكذا تفعل السياسة بمعاقريها فتفقدهم صوابهم وحكمتهم؛ .. وربما تجعلهم مثار سخرية رجل الشارع ! ألم يكن حري بالغنوشي ومنذ أن انتخب رئيسا للبرلمان التونسي أن يقطع صلته بحركة النهضة (الجزء) والتفرغ لتونس (الكل) ؟!