الصحفي ليس ارهاب!!
■ فيحاء العاقب
الصحفي ليس ارهابي ، هاشتاق اطلقه عدد من الصحفيين الذين فاضت قلوبهم مرارة من تعامل رجال الاجهزة الامنية، بعد عديد الانتهاكات والاعتداءات التي تعرضوا لها اثناء تواجدهم في المحافل او المؤتمرات الصحفية او حتى في اماكن التفجيرات، فلا يهم المكان او الحدث بحجم ما يهم انه صحفي، وهذا كفيل بوضعه تحت بندبالمتهمب. اللافت للنظر دائما هو تعامل رجل الامن، وتلك القسوة وقذف الاتهامات في مرمى الصحفي دون تردد، وتخوينه ، بل يصل بعض الاحيان الامر للاعتداء الجسدي، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه: من اخبرهم او همس في اذانهم واقصد ذرجال الامن- بأن الصحفي جاسوس او عميل او انه جاء ليهدد امن المكان الذي سيتواجد فيه، واين الثقافة العامة للتعامل مع الاخر وفقا لأدميته، واين المواثيق والمعاهدات الدولية التي تمنح للسلطة الرابعة إمكانية التربع على عرشها دون ان يهتز، الغريب في الامر ان كل ذلك حدث ويحدث امام اعين مرؤوسيهم. ان قوانين الانسانية جمعاء اتفقت على ان الانسان مهما كان توجهه او دينه او عرقه لابد وقبل كل شيء ان يتم التعامل معه كإنسان، لكن العنف الذي بات متفشيا في الازقة والشوارع والبيوت ما ترك متنفسا للغة اللين، فبات قانون العصى يطبق على الجمع دون تمييز. وبحسب مصادر فإن ليبيا قد حلت في أواخر قائمة التصنيف العالمي لمؤشر حرية الصحافة التي تصدرها العديد من المنظمات الدولية، وكل ذلك راجع للخلل في المعايير المتعلقة بحرية التعبير والإعلام، مثل الضمانات الدستورية والقانونية للصحفيين، والإصلاح الهيكلي للإعلام، وتزايد الانتهاكات والاعتداءات. وبالرغم من ان الاعلام يعد السلطة الرابعة الا انه وفي ظل غياب السلطات الثلاث، فقد اصبح يتخبط في اليم، دون مقدرته الدفاع عن نفسه وانتزاع مكانته، بإيصال المعلومة للرأي العام وكشف الحقائق ورصد القضايا وتحليلها. في آخر تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود مؤشر حرية الصحافة لعام 2018، الصادر في الـ25 من أبريل والذي يقيس أوضاع الصحافة في 180 بلداً حول العالم، احتلت ليبيا المرتبة 162 ، محققة تقدماً لمرتبة واحد عن العام 2017، وبذلك هي في المرتبة 15 عربيا، والأخيرة بالنسبة لدول إفريقيا الشمالية. وذكرت المنظمة أن العمل الصحفي في ليبيا محفوف بالمخاطر ووصفتها بأنها واحدة من أخطر دول العالم. ان التكاثف الذي نراه اليوم بين عديد الصحفيين الذي ينادون بحقوقهم، متبعين في ذلك عدة طرق منها مقاطعة نشاطات الحكومة، هو مؤشر واضح بأن الاعتداءات قد تجاوزت حدود المعقول، واظنه الوقت المناسب لقيام وعاء حاضن وجسم يحتوي كل الفئات الاعلامية تحت أي مسمى كان من أجل الدفاع عن تلك الحقوق المهضومة، وطالما ان اصواتهم مسموعة فحتما ما ضاع حق وراءه مطالب، وهذا قطعا لا يتأتى الى بالتحلق والتماسك بين ابناء مهنة المتاعب، بعيدا عن التشكيك والتخوين وتوزيع صكوك الوطنية.