كتاب الرائ

الطبيب والمريض ..

هشام الصيد .

الطبيب والمريض ..

هشام الصيد

كلمة طبيب وإنسان تحمل في طياتها عديد المعاني النبيلة والحميدة التي تدل على أدميته واحترامه للآخرين من محبة وتواضع وحب للناس فهو الذي سخره الله لعلاج المرضى والمساهمة في التخفيف من معاناتهم ولو بكلمة طيبة .

وللأسف البعض من الأطباء لايعيروا هذه الكلمة أي اهتمام ولاتعني لهم شيئاً ولايحملون من صفة الطبيب سوى البكالوريوس فقط أو أي درجة علمية تفوقها .

فهذا الطبيب الذي نتحدث عنه وخاصة إذا كان أخصائياً أو استشارياً كلما ارتفعت درجته العلمية ارتفع غروره عدا البعض منهم الذي يكون قريب من مريضه ويتألم لألمه لأنه على دراية تامة بالمرض الذي يعانيه ويكون على تواصل معه حتى خارج ساعات الدوام الرسمي لتقديم المشورة والنصيحة الطبية وتكمن سعادته في شفائه لأنه طبيب وإنسان وصاحب ضمير . وهناك من لاتراه في المستشفى نهائياً باعتباره أخصائياً أو استشاريا إلا مانذر ولاتتمكن من الوصول إليه للكشف عن الحالة المرضية إلا بعلاقات شخصية عن طريق ..

عن طريق من الأصدقاء والمقربين له لأنه يتحجج دائما بأنه مشغول ووقته ثمين ولديه اجتماع ويلقي في محاضرة لطلبة كلية الطب وماشابه ذلك من الأعذار التي يتحجج بها لعدم مقابلة المرضى .

أما في العيادة تستطيع مقابلته بكل أريحية ويمنحك من وقته الكثير لأنه يرى في المريض قيمة الكشف الذي سيدفعه حتى تقول في قرارة نفسك هذا هو الطبيب الذي أبحث عنه ولم أجده في المستشفى ..

العبوس .. المشغول ..صعب الوصول إليه . هذه التصرفات وغيرها هي التي خلقت فجوة كبيرة بين الطبيب والمريض الذي اتجه للعلاج خارج حدود الوطن متكبداً مشاق السفر ودفع تكاليف علاجه باهظة الثمن والتي أرهقت كاهله . وعليه إذا كان أطبائنا جادين في إعادة ثقة المريض فيهم والمساهمة في توطين العلاج بالداخل عليهم الرأفة بمرضاهم والاقتراب منهم والإحساس بهم .ز فالمريض بحاجة إلى كلمة طيبة تثلج صدره ويدر رحيمة تلامس جسده الذي أنهكه المرض وكل مايقدمه الطبيب من خبرته في علاجه لاتساوي كلمة طيبة ووجه بشوش بابتسامة عريضة تخفف عنه آلامه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى