العمامة التارقية غموض لم يتلاشى عبر مئات السنين
اعداد /وليد البكوش
العمامة هي قاسم مشترك بين التوارق و العديد من المجتمعات الصحراوية ، والتي تعني باللغة التارقية (تاكلموست) وهو الزي الرسمي لكل من بلغ سن 15 ربيعا من أبناء القبيلة، حيث يتسلم الشاب خلال حفلة خاصة تقيمها العائلة التي ترمز إلى انتقال الفرد من الطفولة إلى البلوغ عمامته الأولى وسيفه من أبيه، ويرمز هذا أيضا إلى انضمامه إلى صف المحاربين.
وتكون العمامة على رأسه ووجهه حتى أسفل أنفه ويلفه بإحكام حتى لا يظهر سوى العينين، ويرتديه الطوارق إلى حيت وفاته ولا يرفعونه عن وجوههم، وبموجبه يكتسب المرء مكانته الاجتماعية بين أفراد قبيلته.
حيث أنه من العيب على الرجل التارقي أن يظهر فمه للآخرين، فيُغطي الرجل رأسه بعمامة من القماش الأسود في الغالب، يلفها حول رأسه بإحكام عدة لفات حتى لايظهر من وجهه سوى أهداب عينيه بالكاد، ليرى بهما فقط، وعلى الرجل أكثر من ذلك أن ينام بهذه العمامة، وألا يضعها في وقت من ليل أو نهار، وأكثر من ذلك عليه أن يدخل يده من تحت اللثام إذا كان يأكل، وأن ينزوي في مكان مستور إذا أراد الوضوء أو التيمم.
قالت عنها الكتب
ويرجع بعض المؤرخين، سبب ارتداء التوارق للعمامة الذي يبلغ طولها أحيانًا أربعة أو خمسة أمتار، وتمسكهم به، إلى الحياء الغالب على تلك الشعوب، فيعتبر الطوارق وضع العمامة داخل وخارج البيت شيئًا مقدسًا ولا يتسامحون مع أي رجل أزاله.
كما يعتقد أخرون أن الرجال قد بدأوا في تغطية وجوههم بهذا اللثام لحمايتها من رمال الصحراء، أما لماذا أصبحت له هذه الأهمية فلا أحد يعرف على وجه التحديد.
فيما يرجع آخرون سبب ملازمة اللثام الرجل التارقي في الحل والترحال، إلى العامل البيئي الذي يلعب دورًا حاسمًا في غلبة اللثام على هذه الشعوب الصحراوية، فالعواصف الرملية والحرارة المرتفعة في الصيف والبرد القارس في الشتاء تتطلب غطاءً يقي رأس الإنسان الصحراوي.
بين العادة الإجتماعية والحفاظ على الهوية
الصحفي عزيز الهاشي يقول” إضافة إلى حب التميز والمحافظة على هوية المجموعة، فإن طريقة ارتداء العمامة عند الطوارق ترمز إلى القبيلة التي ينتمي إليها الفرد، حيث يقول الطوارق إنه إذا نزع التارقي لثامه فمن الصعب التعرف عليه”، لأن اللثام يشكل جزءًا من شخصيته وهويته، ولذلك لا يمكن التنازل عنه والتساهل في نزعه”.
وأضافا ” اختلاف العمامة قديما على حسب المكانة الاجتماعية واحيانا اخرى على حسب القبيلة والعشيرة، اما اليوم ومع تقدم الزمن فاصبحت احيانا موضة حيث يقوم البعض بتجسيد نوع معين من العمامة (تامنجوطت) وربما البعض مازال متمسك بعادة الاسلاف بتجسيده للبس العمامة على حسب مكانته الاجتماعية او قبيلته” .
أسطورة متداولة بين التوارق
ويعيد الطوارق جذور العمامة بين رجالهم إلى أسطورة متداولة بينهم، تقول إن رجال إحدى قبائل الطوارق خرجوا مرة في مهمة، وخالفهم العدو إلى مضاربهم التي لم يكن بها إلا النساء والأطفال، وكان في الحي شيخ حكيم، فزعت إليه النساء، فنصحهن بأن يرتدين ملابس الرجال ويتعممن ويحملن السلاح ففعلن، وفجأة عاد رجال الحي، فظن العدو أنه وقع بين جيشين، فأنسحبوا فارين، ومنذ تلك الواقعة أصبح الرجال يرتدون اللثام بشكل دائم.
وفي درجات العلم مقياس
الشيخ محمد الأنصاري أخبرنا عن العمامة التارقية قائلا “العمامة قبل أن تكون وقاية من حر النهار وبرد الليل والعواصف الرملية، فهي رمز لوقار الطوارق وحشمتهم. ولا يمكن للرجل البالغ أن يذهب إلى مناسبة أو مكان محترم دون العمامة، كما أنها تلبس بطرق لها دلالات مختلفة، فمثلا إن سمع ما لا يرضيه تجده تلقائيا يرفع اللثام التحتي إلى عينيه، فكأنها أداة تواصل غير لفظي مع الآخرين”.
ويضيف الشيخ محمد “في القديم كانت العمامة تستعمل للتعبير عن المستوى العلمي لطالب العلم، فكلما أتقن علما وأجيز فيه، كلما حق له أن يرتدي العمامة بشكل ما يدل على إتقانه لذلك العلم، وهكذا فإن لَبِسها على شكل حرف الألف، فيعني أنه أتقن علوم اللغة، وإن لبسها كحرف اللام، فإنما أتقن علوم الجغرافيا، وإن أضاف حرف لام ثان دل على إتقانه علوم الحساب، كما أن حرف الهاء يعني إتقانه العلوم الشرعية، وإذا جمعت هذه الحروف فإنك تحصل على لفظة الجلالة الله”.
الألوان في العمامة التارقية
الدكتور محمود ابراقن تحدث عن دلالة الألوان في الزي التارقي قائلا” تعتبر الألوان من الوسائل التعبيرية الفنية الجمالية للباس التارقي ،ولغة إضافية لما لها من مساهمة جذابة في جلب الانتباه ،وخلق جو مريح ووجداني ،خاصة وان الألوان تلعب دورا مهما في خلق التأثيرات السيكولوجية للمشاهد وإضفاء صفة الواقعية للباس ،والألوان تساعد على تذكر الصورة وللألوان رموز ومعاني لأنها في حد ذاتها رموز تتطلب ثقافة مشتركة بين الأفراد لتفسيره”ا.
وأضاف “وبالنسبة للون الأصفر فيرمز إيجابا للوضوح، الشمس، الضوء، الشباب، الذكاء، النضج والحركة، وسلبيا للحزن والجبن، ويوحي اللون الأخضر إيجابا للطبيعة، الحياة، الشباب، الأمن والأمل، وسلبا للغيرة وعدم الانتظار والجنون .
أما بالنسبة للون الأزرق فهو إيجابا يرمز،التحفظ ،العدل ،الهدوء ،النقاء ،النعومة وللفضاءات الواسعة، أما سلبا فيرمز للغموض والشك والبرودة والضغط.
أما اللون البنفسجي فيعطي إيحاءا ايجابيا للقوة، الذكريات، الصحة ،النفع ، والملك ، كما يعطي إيحاءا سلبيا للسرية ،الغموض، الحداد والانحطاط.
كما يوحي اللون الأسود بالإيجاب إلى الأناقة ،الغموض،اللاتحايزية والإشراف، وبالسلب إلى المرض،الموت، الحداد، فقدان الأمل،الرفض، جهنم، الحرام والصمت الأبدي والحزن.
أما اللون الأحمر يستند دلالة رمزية إيجابية للفرح، والحب، القوة، التفاؤل، الحركية، والدفيء، ودلالة رمزية سلبية للموت، الحرب، الدم، الخطر،والعنف أما اللون البرتقالي، تستند له دلالة رمزية ايجابية للاتصال، للزواج، الجو المرح، الغنى والكرم، ودلالة رمزية سلبية للخطر وسوء النية.
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…
د.علي المبروك أبوقرين الأعداء المتربصين بالوطن لهم أهدافهم الواضحة ، ويسعوا جاهدين لتحقيقها ، مستخدمين…