عشنا فترات عصيبة في أزمان الجفاف وشح الغذاء ، وأُطلق على فترة منه عام الشر ( الجوع ) وزمن الجرامات أي حصة بسيطة توزن بالجرامات للسلع الأساسية ، وأُصيب الكثير بأمراض سوء التغذية ، وفي ستينات القرن الماضي دعمت اليونيسيف وبعض المنظمات الدولية المدارس بالوجبات المدرسية اليومية ، ونهاية الأسبوع بعض الأغذية المفيدة كالتمور والفول السوداني ( الكاكوية) والحليب ، وفي مواسم الأمطار مواسم الحرث وزراعة المحاصيل ، والساحل يعتمد على الري بالغمر وإنما المناطق الداخلية معظمها يعتمد على الزراعات البعلية ، وتعتمد على الأسمدة العضوية والمواشي بالمراعي ، وأستعمل الليبين الكثير من النباتات الطبيعية مثل القازول والكرات والبليبشة والحميضة والجعضيض والعسلوز والقعمول والفقاع والترفاس والنبق ، وأهتموا بزراعة النخيل والتين بنوعيه والخروب ، والمستعمرات الزراعية الايطالية توسعت في زراعة الزيتون والعنب واللوز والموالح ، بعضها زراعات مروية وبعضها بعلية ، وكان الفلاح الليبي خبير ومتمكن وعلاقته بالأرض قوية ، وحريص على العناية بالأرض والزراعة ، وكنا نأكل من الأرض ولا ضرر لانها غير ملوثة ، وكل الفلاحين لديهم بدورهم المحلية الخاصة ويحتفظوا بها بطرق سليمة في كل المواسم ، ولديهم طرق صحية صحيحة لتخزين المحاصيل منها الطمر ومنها في بيوت وأواني خاصة معدة لذلك ، ولا يصلها التعفن والتسوس أو الفساد ، ويتعاملون مع التربة بطرق سليمة تضمن خلوها من الآفات ولذلك كانت الخضروات والفواكه والحبوب صحية سليمة لا تسبب أي ضرر بالصحة العامة ، وللأسف بعد ذلك دخلت البلاد طرق وأفكار مستوردة لزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني بإستخدام البيوت البلاستيكية والزراعات المحمية والبدور المستوردة والمحسنة ، واستخدام مبيدات الحشرات ومبيدات الأعشاب ، والأسمدة الكيميائية ، وهكذا كان مع الثروة الحيوانيه التي خضعت للتهجين والأعلاف الصناعية ، والأدوية المناعية والهرمونية بدون ضوابط أو معايير ، والثروة السمكية التي تعيش في بحر ملوث مما أنعكس على جودة وآمان معظم الزراعات المحلية والثروة السمكية والحيوانيه التي تتعرض دومًا للأمراض المعدية الخطيرة ، والسلسلة الغذائية مرتبطة ببعضها بين الأرض والنبات والحيوان والإنسان ، ولهذا أصبح الغذاء الغير صحي وغير آمن خطر على الصحة العامة ، ويسبب أمراض كثيرة من الاسهال والتسمم للسرطانات والأمراض المناعية والنفسية ، ويسبب الوفيات لمئات الآلاف سنويا في العالم ، ومعظم الأمراض أسبابها الغذاء الغير صحي ، لأحتوائه على البكتريا والفيروسات والطفيليات والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة وملوثات بيولوجية مختلفة ، نتيجة تلوث التربة والمياه والهواء ، الناجم عن المخلفات والمبيدات والأسمدة الملوثة والمجاري والنفايات ، ومنها الملوثات الثابتة والمتراكمة بيولوجيا ، وكلها تشكل خطورة على الصحة ، ويزيد عن ذلك انتقال الأغذية عبر الحدود والمنافذ والإعتماد شبه كلي على الأستيراد من بلدان مختلفة وبيئات مختلفة ، وطالت معظمها يد التغيير تحت بنود التحسين الجيني والوراثي والأغذية المصنعة ، واختفاء كليًا للأغذية الطبيعية العضوية السليمة ، ومع الظروف التي تمر بها البلاد سَهُل تسرب العديد من الأغذية الضارة ، وأصبحت الأغذية المحلية والمستوردة تشكل خطرا على الإنسان إن لم تكون خاضعة للشروط والمقاييس والمعايير ، والغذاء يمر بسلسلة طويلة من زراعة وجمع وتحصيل وفرز وتخزين ونقل وتوزيع وبيع وعرض وتداول وتصنيع ، ولكل منها شروطه الصارمة إن خالفها ساءت السلعة وفسدت ، وتحولت من المنفعة للضرر ، وكذلك المستورد منها له شروطًا صارمة محددة لكل صنف ومحتواه والتعامل معه ، وأي مخالفة لذلك يصبح من الأغذية المضرة جدا ، ويزيد عنها التلاعب في الصلاحيات ، والغش والتقليد وإعادة التغليف والتدليس وتهريب السلع الغذائية الغير صالحة للاستهلاك الادمي ، وجميعها قد تخضع لسوء التخزين والتداول والإعداد والطهي والتقديم وأي ملوث يلامس الغذاء يجعله ضار بالصحة ..
لذلك نحتاج لوقفة جادة من مؤسسات الدولة لمتابعة لصيقة ومشددة لكل الزراعات المحلية ، ومراقبة مراحلها من نوع البدور والتربة والمياه والأسمدة والمبيدات والعاملين فيها والجني والتوزيع والنقل والبيع إلى أن تصل للمستهلك النهائي ، وكذلك رقابة صارمة لمنافذ البيع والمطاعم والمقاهي والمطاحن والمخابز والمجازر والمخازن والحضائر والأسواق ، والرقابة على كل الأغذية والمشروبات المستوردة الجاهزة منها او المكونات للتصنيع المحلي ، ودعم الجهات الرقابية بالعناصر المؤهلة بأعداد كبيرة وإمكانيات متطورة ، ومعامل حديثة ومتقدمة ، ويجب أن تصدر عنهم نشرات يومية عن كل ما هو متوفر من السلع الغذائية وسلامتها ، والتنبيه عن أي مخاطر أو مخالفات ، وعلى القطاعات ومنها الصحة والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والبيئية والاقتصاد وغيرها أن تكثف الإجراءات لحماية المستهلك والحفاظ على الصحة العامة للأمة ، مع ضرورة تكثيف برامج التوعية لكل الناس ، والتوجيه للزراعات العضوية والابتعاد عن الأغذية المصنعة والمهدرجة والمضاف إليها المحسنات والتي طرأ عليها تغييرات وتعديلات وراثية ، والعودة للطبيعة والأكل المنزلي ، والابتعاد عن استعمالات مواد التغليف والتخزين من البلاستيك والمواد التي تحتوي على أي نوع من الملوثات ، وأتباع الطرق الصحية السليمة في أعداد وطهي وتحضير الطعام ، ونرجو من الجهات المعنية تكثيف الرقابة على ما يعرض على وسائل الإعلام المختلفة من ترويج للأغذية الضارة بالصحة وبرامج الغذاء والطبخ وغيرها المخالفة للأنظمة الغذائية الصحية ، وضرورة ترسيخ ثقافة الغذاء الصحي ..
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…