الفنان الراحل محمد الساحلي ..
. تفوق على نفسه في دور ” قريبوس ” .
. وأبهر نجوم العالم بأدائه في فيلم ” الرسالة “
. لو كنت أعرفك بهذه الروعة لأسندت إليك دور أكبر .
” المخرج مصطفى العقاد “
. أنت ممثل رائع يجب أن تتعلم الإنجليزية فنحن بحاجة إليك ..
السيناريت العالمي ” هاري كوبك “
. لم أرتبك طوال خمسين عاماً أمام كاميرات التصوير إلا مرتين كانت احداها أمام الفنان الليبي محمد الساحلي ..
الفنان العربي محمد توفيق .
فنان مبدع
. يعد الفنان الراحل محمد الساحلي من الفنانين المتميزين في الساحة الفنية ، حيث تميزت رحلته بالعديد من الأعمال الفنية التى نالت إعجاب واستحسان وتقدير عشاق المسرح في ليبيا والمغرب العربي وهو فنان مبدع ساهم في إثراء الحركة الفنية بكم هائل من أعماله المتميزة في المسرح والتلفزيون والإذاعة كممثل ومعد ومخرج .
قريبوس
. كان الساحلي صادقاً مع نفسه ، يمتلك حسا فنياً يتقمص من خلاله الشخصيات بكل اتقان وبراعة ، يشدك عندما تراه واقفا على خشبه المسرح بحضوره الملفت للنظر ، وعلى الركح جسد عدة أدوار بشخصيات مختلفة ومتنوعة صعبة ومركبة ، هي قريبة جداً لقلب المشاهد الذي أحبها كثيراً ، لقد أبدع الفنان الراحل محمد الساحلي ، عندما لعب دور ” قريبوس ” في مسرحية ” حسناء قورينا ” والتى انطلقت من خلالها فرقة المسرح الوطني بطرابلس في المشاركات الخارجية لمهرجانات الفنون المسرحية ، وعنه كتبت عدة صحف بالمغرب العربي .
رحلة حافلة
. كانت رحلته حافلة بالأعمال الفنية منذ التحاقه بالفرقة الوطنية للتمثيل والموسيقى في أوائل الستينيات وقدّم من خلالها أبرز أعماله المسرحية التى تمثلت في ” ما يدوم حال ، ياحصلتك ياحويج ، غرام يزيد ، أهل الكهف ، ، ياندايمي، الخيانة العظمى ، طريق الشيطان ” أما أبرز ما قدمه بفرقة المسرح الوطني بطرابلس منذ التحاقه بها حملت عناوين ” الزير سالم ، حسناء قورينا ، الطابية ” بالإضافة إلى الكثير من الأعمال المسرحية التى أنتجتها وقدمتها فرقة المسرح الوطني مع نخبة من الكتاب والمخرجين .
وفي التلفزيون قدم أبرز أعماله كان في بعضها ممثلاً والبعض الآخر مخرجاً من بينها مسلسلات ” مقادير ، والفال ، عايدة ، المصير ، الكادح ” كان فيها أكثر من رائع وارتبط من خلالها المشاهد بالتلفزيون الليبي .
أمتع نفسي وغيري..
ذات مرة قال لي الساحلي رحمه الله ” أنني أمتع نفسي وأمتّع غيري ” لأنني عندما ألعب الشخصية من الضروري أن أعيش فيها وأندمج معها لدرجة أنه من الصعب أن تستطيع أن تتعرف أو أن تميز بين من هو الساحلي ، ومن هو الذي يجسد تلك الشخصية ، والمشاهد والملتقى في ليبيا لا زال يتذكر أبرز أعماله وأدواره ، ولا زال يتذكر دور ” قريبوس ” في مسرحية حسنا قورينا ” ودور الأخرس في سلسلة ” الساهرون ، وأبو ودينة في مسلسل ” وادي الحنة ”
قالوا عنه
. لقد قال عنه الكثير من الفنانين العرب والأجانب الذين التقاهم والتقوا به خلال مشاركته في الفيلم العالمي ” الرسالة ” للمخرج الراحل مصطفى العقاد أثناء حفل فني أقيم على شرف مجموعة من الفنانين المشاركين في أحداث الفيلم ، فقد قال عنه العربي محمد توفيق في حضور نخبة من السينمائيين : أيها الفنانون أحب أن أعلمكم بشيء سيكون مفاجأة لكم ، حيث أن عمري الفني تجاوز الخمسين عاماً وفيه لم أرتبك طوال هذه المدة التي عشتها أمام كاميرات التصوير إلا مرتين كانت الأولى أمام الفنان محمود المليجي والثانية أمام هذا العملاق الليبي محمد الساحلي .
وقال عنه أيضاً الفنان ” اندى مارتين ” وهو أكبر مخرج معارك في الأفلام السينمائية العالمية أن الساحلي ممثل جيد جداً لما يمتلكه من إمكانيات فنية هائلة ، أما المخرج العالمي مصطفى العقاد فقال عنه وأثناء تصوير أحد المشاهد الخاصة بالفنان محمد الساحلي ، لو كنت أعرفك بهذه الروعة لأسندت إليك دوراً أكبر ، أما السينارست العالمي ” هاري كوبك ” فقال له ، يجب أن تتعلم الإنجليزية بسرعة يا ساحلي ، فنحن بحاجة إليك ..
اللقاء الأخير
. قبل وفاته بأيام قليلة التقيت به داخل مسرح الظهرة ، حيث كان الفنان المسرحي عبدالمجيد الميساوي يتولى إدارته ، وكنا نلتقي هناك ومجموعة من الزملاء الفنانين ، ونحن نتحاور أشار لي بيده طالباً مني الذهاب معه إلى الفرقة الوطنية للتمثيل والتي كان مقرها خلف مبنى المسرح بالظهرة مباشرة لاحتساء كوب من الشاي مع الفنانين بشير المبروك ، سالم الشريف ، كامل الفزاني ، لطفى بن موسى ، وأثناء خروجنا من المسرح ودخولنا لمقر الفرقة الوطنية قال لي لقد أخبرني منذ أيام الفنان مختار الأسود بأنه كان متواجد بالعاصمة الإيطالية ، وفيها التقى مع الفنان العالمي ” انطوني كوين ” وقال له أوصل تحياتي للفنان محمد الساحلي وأخبره بأنني قد قمت باختياره ليشارك معي في فيلم جديد من إنتاجي سأشرع في تنفيده قريباً ، وقال لي ممازحاً رحمه الله لا تنشر هذا الخبر في الصحيفة قبل أن تتأكد بنفسك من الفنان مختار الأسود ، لم أكن أعلم بأن ذلك اللقاء والحوار الذي جمعنا هو الأخير في حياته ، ورحل الساحلي .
كما رحل الكثير من المبدعين ، لكنهم لم يرحلوا لأنهم تركوا لنا فناً وإبداعاً رائعاً سيبقى حياً على مدى السنين ..
