بكل الألوان
للكلمة عبر السنين تأثير عميق وأثر بالغ فمنذ البدء كانت وكانت معها الحياة وللخطاب والمعاني والصور سحر خاص قادر على إحياء روح وزرع الأمل والعكس أيضاً بدت العتمة وإطفاء الحياة يقول احد الكتاب في مقدمة كتاب كنت قد قرأته ودونت عباراته ..
(أعرف تماماً كيف تتحول الكلمة إلى باب أو سكين ، أوضمادة أو مسحة على الرأس ، أو صفعة أو الفة قديمة ، أو حنين أو دفعة على حافة أو حتى طوق نجاة هي كل هذا أو أكثر هي اختزال الحياة ونفيها في ذات الحين ولأن الكلمة سلاح ذو حدين ولأنها تستغل كيفما شاء القادر على بثها جاءت ثقيلة متعبة قاتلة ومجحفة أيضاً صادقة ومضللة حينما كان ينبغي ألاّ تكون .
عندما تسللت من بستانها الحق إلى حظيرة الروث والعفن أصبحت بالف لون تراصت بجانب أخواتها في حالة التصاق رهيبة ربما منذ بداية انقسام الصفوف منذ حروب الردة منذ رفض قريش لمحمد عليه الصلاة والسلام لتتحول إلى خطاب مشحون بالضغينة والكراهية لتتحول إلى طلقات رصاص إلى بحث عن المناقب والوقوف على الزلات إلى عبارات تؤيد التحريض على الضرر والعدوانية والعنف والتمييز لأولئك المستضعفين الذين جاءت الكلمة منذ البداية لتنصفهم وتحقق العدالة والمساواة .
3- قنواتنا سامحها الله مليئة بالخطب والكلمات والعبارات التي تهدم أوطاناً وتحطم شعوباً نموذج صارخ لسوء استعمال الكلمة وزجها في خطاب كراهية مشين سلاح استخدمه المتنازعون المتصارعون لهدم الوطن لابنائه ورغم كل هنا لن نلمح من الأطراف والمسؤولين عليها المتصارعين على قطعة الخبز الأسمر والذهب الأسود والأرصدة المجمدة حرفاً أو كلمة حق توقف سيل خطاب الكراهية المقيت وتمنع بثه أو تحاول أن تنأى بنفسها بعيداً عن إشعال فتن وتوريط المواطن في الخلافات والضغينة ، تبتعد عن الالفاظ أو إستخدام عبارات مهينة أو القاب مزرية لافراد داخل هذا الوطن على غير التوجه والأتجاه كل ما قيل عن خطاب الكراهية تجسّد في قنواتنا وعبر شاشاتنا وبين أبناء الوطن الواحد فلماذا جاءت الكلمة لتقضي علينا بدلاً من تخيينا ونحيا بها !.