للصحة والعافية والرفاه مجموعة محددات منها البدنية والعقلية والروحية والاجتماعية والمالية والمهنية والبيئية وغيرها ، وجميعها مترابطة وتؤثر على بعضها البعض ، واذا طراء أي خلل في أحدهم تتأثر باقي الأبعاد وتنعكس بالسلب على تحقيق الصحة والرفاه ، وللظروف العامة التي يولد ويتربى ويكبر ويعيش ويتعلم ويلعب ويعمل فيها الناس تأثير على الصحة والعافية والرفاه ، والمعلوم أن الأفراد غير قادرين على التحكم في العديد من تلك المحددات ومنها موروثة ولها علاقة بالاصابة ببعض الامراض وأشياء اخرى ، والتعليم الذي يزود الفرد والمجتمع بالعلوم والمعارف والتشبع بها ومنح القدرة على ممارستها ، والثقافة التي تشكل المجال الأوسع لفهم الحياة وفلسفتها والتعامل معها بما ينعكس على الصحة والسلوك والبيئة والمجتمع ، وأي تدني في التعليم أو في مراحله أو تدهور في الثقافة ينعكس بالضرورة على الصحة والرفاه للفرد والمجتمع ، وكذلك العمل وطبيعة المهنة ومدى الرضا الوظيفي ، والقدرة على العطاء والإنتاج والعائد المعنوي والمادي الذي يحقق الكفاية والكفاءة والامان والاستقرار طيلة مسيرة العمل وما يليه بعد التقاعد ، أو أي ظروف تمنع من الاستمرار في العمل وما يجب أن يعود عليه ، وبالطبع البطالة لها تأثير خطير على صحة ورفاه الناس الذين يعانون من عدم وجود فرص عمل حقيقية تؤمن المعيشة بكرامة ، واذا لم يوفر دخل للعاطلين يوفر لهم الحد الادنى من المعيشة التي تحميهم من الامراض والسلوكيات السيئة ، والسكن اللائق والصحي والذي يوفر كل سبل الراحة والاستقرار والرضا لرب الآسرة ولأفراد عائلته ، وقربه من المدارس والعمل في بيئة صحية متكاملة ، وهذا ينطوي على دور الرعاية والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة ، التي يجب أن لا تكون مثل السجون في مباني إدارية مغلقة كأنهم ينفذون عقوبة على جرائم اجتماعية لم يقترفوها هم ، ومنا من يمعن في اظهار ذلك إعلاميًا بحجج التعاطف والمشاركة في المناسبات الدينية والوطنية ، لجميع المجتمع بكل فئاته مطلوب بيئات معيشية صحية مزودة بحدائق واماكن للتريض والتنزه واللعب لكل الفئات والاعمار ومزودة بمياه الشرب النقية وصرف صحي متكامل ، ومعالجة حضارية وصحية للنفايات ، وتوفر وسائل النقل والمواصلات الحضارية الآمنة على مدار الساعة وفي متناول الجميع ، وأسواق تتوفر فيها جميع الاحتياجات الغذائية واللحوم والأسماك والخضروات والفواكه وغيرها من احتياجات شخصية ومنزلية وكلها خاضعة للرقابة الصحية وتطبيق المعايير ، وغير ضارة وصالحة للاستهلاك ، وآمنة ولا مجال للغش فيها في كل المراحل ان كانت زراعة او تصنيع او تربية آو أستيراد او تخزين او عرض ، والمحدد الفردي هو السلوك الشخصي في النظام الغذائي السئ وعدم ممارسة النشاط البدني والتدخين والكحول والمخدرات والتي جميعها ضار بالصحة وتؤثر السلوكيات الفردية الخاطئة على المجتمع بأكمله ، والمعروف أن الترابط الأسري والاجتماعي والصداقة والزمالة والعادات والتقاليد والمعتقدات جميعها لها تأثير على الصحة والعافية ، والأبعاد الصحية التي تتطلبها الخدمات الصحية يجب ان يحققها نظام صحي قوي وفعال ومنصف ، يحقق الأبعاد الصحية الكاملة ومنها سرعة الوصول اليها والحصول عليها ، وآمنة وفعالة وتمنع المرض بالخدمات الاستباقية والرعاية الصحية الاولية والخدمات الصحية المتكاملة والصحة الشخصية ، وتقدم خدمات علاجية متقدمة ومتطورة بامكانيات تقنية وتكنولوجية حديثة وقوى عاملة صحية مؤهلة تأهيل عالي بمرافق صحية متطورة صديقة للبيئة تلبي جميع الاحتياجات ، وتحقق رضًا المرضى ومقدمي الخدمات الصحية ، ونظام صحي يسابق التطور العلمي مرقمن ومؤثمن ومأمون وموثوق ، يحمي حياة الناس وخصوصيتهم وكرامتهم ، وله القدرة على الاستجابة والمرونة والاستعداد لمواجهة التحديات الصحية مهما كانت أسبابها وشدتها ومدتها ، نظام صحي يطبق أعلى معايير جودة الخدمات الصحية ويرتكز على الفرد والقيمة والنتائج المستهدفة بمبادئ المهنة الإنسانية النبيلة ، ويحقق أعلى المؤشرات الصحية للمجتمع ، والتغطية الصحية الشاملة والعدالة والمساواة والإنصاف ، لن يتحقق لأي مجتمع أو شعب الصحة والعافية والرفاه ولا التنمية إلا بأكتمال جميع متطلبات المحددات الاجتماعية والمحددات الصحية ، بدونهم تعيش الناس في فقر وجهل وتمييز وعنصريه وتخلف ، وتنتشر الأمراض وتزداد الوفيات ويتناقص متوسط الاعمار ، وتقف وتتراجع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، الصحة أبعد من مستوصف ومركز صحي جوار البيت أو مستشفى كامل التجهيزات وأطباء مهرة وتمريض متخصص ذو كفاءة عالية وأدوية أصلية من مصادرها ، وأبعد من منظومة استجابة وإسعاف وطوارئ متكاملة بأحدث التقنيات والتجهيزات الحديثة ، الصحة أبعد من الخدمات عن بعد والمستشفيات الافتراضية واستخدام الذكاء الاصطناعي وغيرها من تقنيات ،
الصحة والعافية والرفاه أبعد من الخلو من الأمراض والعجز .
الصحة هي اكتمال المحددات الاجتماعية والصحية .
د.علي المبروك أبوقرين حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما أثر…
يسرني وبكل فخر أن أتقدم بأصدق آيات التهاني والتبريكات لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية بمناسبة…
د.علي المبروك أبوقرين للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ،…
د.علي المبروك أبوقرينقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 ديسيمبر 2007 على أن يكون 14…
في حلقة جديدة من برنامج كلام الناس 22 سلطت الضوء على أسباب سيطرة المنتجات المستوردة…
د.علي المبروك أبوقرين في نهاية الأربعينات وقبل إستقلال البلاد بمدة بسيطة , وفي ضواحى طرابلس…