(المرأة عورة )
محمد ابوالقاسم الككلي
لم يرد هذا الوصف وبهذا الإطلاق لا في كتاب الله ولا في السنة الصحيحة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام متفق عليها ولكنه تعبير شاع عند كثير من الفقهاء، ‘
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال :قلت يارسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال :(احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك )رواه ابوداود والترمذي وحسنه الألباني ‘
وعن أبي سعيد الخدرى قال :قال رسول الله صل الله عليه وسلم :(لا ينظر الرجل الى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد،ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد )
أخرجه مسلم وابوداود والترمذي ‘
مايستدل به أن الإنسان (رجل -امرأة )ليس عورة في ذاته وإنما فيه عورات تستوجب الستر ولايجوز للغير الاطلاع عليها ‘
يقول الله تعالى (ويحفظوا فروجهم )والمعنى وجوب ستر العورة فإن حفظ الفرج كما يشمل حفظه من الزنى، يشمل ستره عن النظر، وقد اتفق الفقهاء على حرمة كشف العورة ولكنهم اختلفوا في حدودها وهناك :عورة الرجل مع الرجل، عورة المرأة مع المرأة، عورة الرجل مع المرأة والعكس ‘
أما عورة الرجل مع الرجل فهي من (السرة إلى الركبة )فلا يحل للرجل أن ينظر إلى عورة الرجل فيما بين السرة والركبة وهو ما أشرنا إليه في حديث أبي سعيد الخدرى عن الرسول صل الله عليه وسلم، وجمهور الفقهاء يرون ان عورة الرجل ما بين السرة والركبة :ومما يدل قول الجمهور ما روي عن (جرهد الاسلمي )وهو من أصحاب الصفة انه قال (جلس رسول الله صل الله عليه وسلم عندنا وفخذي منكشفة فقال :أما علمت أن الفخذ عورة )رواه ابوداود والترمذي ومالك في الموطأ’
وقال الرسول عليه الصلاه والسلام لعلي رضى الله عنه (لا تبرز فخذك )وفي رواية (لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت )رواه ابوداود وابن ماجة ‘،بل إنه نهى أن يتعرى المرء ويكشف عورته حتى إذا لم يكن مع غيره فقال (إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغاءط وحين يفضي الرجل إلى أهله )رواه الترمذي ‘
وأما عورة المرأة مع المرأة :فهي كعورة الرجل مع الرجل أي من (السرة إلى الركبة )ويجوز النظر إلى ما سوى ذلك ما عدا المرأة الذمية أو الكافرة فلها حكم خاص وهو ليس موضوعنا ‘
وأما عورة الرجل بالنسبة للمرأة :فإن كان من (المحارم )الأب، الأخ، العم، الخال، فعورته من السرة إلى الركبة، وان كان( أجنبيا )فكذلك عورته من السرة إلى الركبة، وقيل جميع بدن الرجل عورة فلا يجوز أن تنظر إليه المرأة، وكما يحرم نظره إليها يحرم نظرها إليه والأول أصح، وأما إذا كان زوجا فليس هناك عورة مطلقا ‘
وأما عورة المرأة بالنسبة للرجل :فجميع بدنها عورة على الصحيح وهو مذهب (الشافعية والحنابلة )وقد نص الإمام أحمد على ذلك فقال (وكل شيء من المرأة عورة حتى الظفر )تفسير ابن الجوزي ج6 ص31 ‘
وذهب (مالك وابوحنيفة )للقول أن بدن المرأة كله عورة ما عدا (الوجه والكفين )’
نستنتج من كل هذا أن المرأة ليست عورة في ذاتها وكذلك الرجل ،وموضع العورة في جسم المرأة يختلف من حال إلى حال فما هو مباح كشفه أمام المحارم، لايجوز كشفه أمام الغرباء، وماهو مباح كشفه أمام الزوج لايجوز كشفه أمام المحارم ‘
نكتفي بهذا القدر ونواصل لاحقا لإتمام الموضوع