المرأة ومسكنات الترضية !
بكل الألوان
نجاح مصدق
مع مرور الأيام وتسارع السنيين يشهد العالم تغيرا سريعا في كل أوجهه وتشهد بلادنا مع كل التغيرات الحاصلة بخيرها وشرها أيضا تغيرات ملحوظة على الصعيد الخارجي للمكون الاجتماعي أو على الأبعاد العميقة للبنية التحتية للنسيج الاجتماعي مع الحفاظ على ثوابت ومسلمات تعارف عليها الجميع غير انا المتابع لهذه التغيرات سوف يلحظ وجود هفوات وثغرات تستحق أن نقف عليها ونعيد النظر فيها خصوصا فيما يتعلق بنظرة المجتمع للمرأة منذ طفولتها وحتى شبابها وشيخوختها
الزاوية التي يرسخ الإعلام ويكرس أدواته للنظر لها محصورة في أحقية المرأة في المشاركة السياسية والمساواة والبعد عن العنف المبني على النوع الاجتماعي واستحقاقات تتعلق بالمشاركة الفاعلة في كل أوجه الحياة ومناشطها اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية دورها مناشدة في مؤسسات المجتمع المدني غير أن هناك رواسب ونظرة بحاجة إلى إعادة طرحها أو نسفها وبنائها من جديد نقلة توعوية فكرية وثقافية للمنظومة بالكامل عن آلية النظر لهذا الكيان ليس كنصف اقل أو الاكثر احتياجا بل للنظر في مسلمات كونها انسان ومساحة الحقوق الأولية الضيقة التي يجب ان يعاد النظر فيها بشكل جمعي من المجتمع ومؤسساته عندما لازلنا نعاقب الفتاة المعرضة للاغتصاب بالحبس والزواج ممن اغتصبها ونبذها من المجتمع ظلما دون النظر والتشديد في تحجيم الجاني ومعاقبته أمر يبني أسس مهتزه و حينما لازلنا نقيم خياراتها حسب النوع والجندر ونحرمها من تخصص طبي كالعظام أو جراحة المخ وتظل حكر على الرجل هي مساحة مؤطرة تخفي تحتها اجحاف من نوع مسكوت عنه حينما تقتصر قيادة المرأة للحقائب الوزارية على وزارة الشؤون الاجتماعية أو شؤون المرأة دون المالية والخارجية والصحة والعدل والتعليم والاتصالات فهذا قيد وتأطير لحقوق على نطاق ضيق نتعمد تجاهله واغفاله
النظر للمرأة كشريك ونصف مكمل لاعاجز قادر ومتحمل لمسؤلياته وإعادة النظر في القانون ومواده التى تنص لغير صالحها على حساب الآخر عندما نقف بكل شفافية ونكشف تعثراتنا كمجتمع في احتواء هذه القضايا عندها فقط سوف نقول بأننا بدأنا مشوار الألف الميل بخطوة واثقة وصحيحة ومجدية ستؤتي ثمارها في البعيد لمصلحة الجميع وللنظرة الحقيقية لدور المرأة وأهميتها في مجتمع واعد ومتطلع لغذ افضل .