وقفة
الميراث عطية تحولت إلي قطيعة وكراهية !
الصغير أبو القاسم
صادفني وقد شٌجَ وجهه وكسرت سنه وورمت عيناه ويده معلقة على عائقه سألته بدهشة عما حدث له أجانبي بحرقة .. إنه شقيقي الأصغر ضربني والذي طالما حملته واشتريت له ما تشهيه الطفولة وها قد هجاني واشتد ساعده ورماني بسبب أمر لايحتاج للنزاع حول حديقة المنزل الذي تركه أبونا لنا .
هذه الصور كثير مثلها وأكثر منها يحدث للورثة والحل واضح في علم الميراث كان على الجميع من مثل هؤلاء أن ينتبهوا إلى أمور أولية ضرورية وشرعية لا يحيدون عنها ويلتزمون بها حتى يتفادوا هذه المشاكل وما يترتب عليها من أكل أموال الآخرين وهم أقرباء وحرمانهم حقوقهم .
تتمثل هذه الأمور في إمكانية توزيع الإرث بعد تحقق وفاة صاحب التركة لأن بموته انتقلت الملكية للموارثين ولا يحق لأي وارث المماطة والتلكؤ أو المطالبة بالتأجيل إلا لسبب قاهر ومقنع ومقبول من الجميع ناهيك عن حرمان البنات أو استبدال حقوقهن دون رضاهن .
قال لي أحد المتعلمين صاحب مؤهل علمي لن أقبل بأحد غريب يقتسم معي أرض بوي وجدي ومستعد لدفع أي مبلغ مقابل نصيب أختي ونسي المتعلم هذا أن أخته وأبناءها ليسوا غرباء .
وآخر حرم بناته من الميراث خوفاً من مطالبة أخواته بحقوقهن منه ومن إخوته لأن أخواته حرمهمن أبوه ولهذا حرم هو بناته ، وواحدة طلبت من أخيه قطعة لبناء منزلها على أرض أبيها فرفض أخوها لأن أباها حرم البنات واستحوذ الأخ على الهكتارات ومنع الأخوات كل ما ذكرناه حدث بالمخالفة وأكل أموال الناس بالباطل مما أورث بدل العطية والمنحة الخصام والعراك وقطيعة الرحم وتنافر الأقارب مما يولّد الكراهية والحقد بين الإخوة كل ذلك من أجل رزق الدنيا وأخذه وافتكاكه بغير وجه حق والذي سيتركونه كتركة حرام وزقوم لأبنائهم بعدهم كما تركه أباؤهم وبقى للشمس والريح ولم يأخذوا معهم غير عملهم والذنوب التي ارتكبوها جراء أخذهم ما ليس لهم . أليس من الغباء أن يقوم الواعي والعاقل بتقسيم الميراث حال حياته وهو لا يدري ما سيحدث له ؟ أو يخص أحد الأبناء بلهدية ويحرم الآخرين ويؤلبهم عليه ويؤسس لعدواة دائمة بين الإخوة ولا يحصد سوى العيب والإثم وإن حدث ذلك على الإخوة التفاهم والتنازل قدر الإمكان في سبيل إرضاء الجميع وإصلاح الأخطاء ودوام العشرة والتواصل بين الأرحام وعدم القطيعة والكراهية والحقد بين الإخوة وزرع الضغينة غرسها في الأجيال القادمة حيث يكره الأخ أخاه وأبناء العمومة ينمو الحقد بينهم وقد تدفع هذه التراكمات إلى الاعتداء بشتى أنواع الأدوات والطرق كالسباب والشتائم والضرب حتى أن هناك من استعمل السلاح للتهديد والإيذاء ونسي الجميع الشرع الحكيم وعدالته والأقربون أولى بالمعروف والصلح خير وعش ما شئت فإنك ميت ولن يذهب معك شيء سوى عملك بعد موتك فاعتبروا يا أولي الألباب