كتاب الرائ

النصيحة .. تبعات إسدائها ووزر كتمانها

الصغير بلقاسم

وقفة

النصيحة .. تبعات إسدائها ووزر كتمانها

الصغير بلقاسم

منذ ما يقرب من عشرين عاماً أسديت لأحدهم نصيحة لا زال يذكرّني بها ويشكرني عليها بينما قبل أيام قليلة نصحت أحدهم بكيفية الصلاة جلوساً على الكرسي فهب غاضباً في وجهي قائلاً أنه يعلم ما لا أعلمه ولم يترك لي فرصة للتوضيح وتركته مثله  طلبت منه أن ينقل وجهة نظري لمقدم برنامج يعرفه يستخدم المصطلحات الأجنبية بدل العربية فانفجر في وجهي مزمجراً قائلاً لماذا تريدوننا دائماً متخلفين ولا نسير في ركب التقدم مثل دول المتحضرة .. فلم أجد إلا الصمت والسكوت أولا يعلم أن الاستخفاف باللغة هو تنازل عن الهوية .

فياتري مالذي غير الناس وجعلهم لايقبلون النصيحة ولا تتجهون للحوار والنقاش والأخذ والرد بصدر رحب وكل أريحية ؟!

ولقدا احترت بين إسداء النصح والذي يجر تبعات ومشادات وربما اعتداء على الأقل لفظياً وبالتالي التعرض للاتهام والمخاطر ونحن في غنى عنها وعندنا ما يكفينا من هموم ومشاكل ومسؤوليات وبين كتمان ما نعلم ” لا يجوز للعام كتمان علمه ” أي معرفته بأي شيء ولو كان بسيطاً وأين نحن من الدين النصيحة ؟ والساكت عن الحق شيطان أخرس ومن رأى منكراً فليغيره والمنكر أي شيء خطأ يستوجب تصحيحه والذي يترك ذلك يكون آثماً .

كثير يرى أن ترك النصيحة هو الأسلم تفادياً للمشاكل والمخاطر ولكن أخشى ما نخشاه أن هناك من يحتاج إلي النصح والإرشاد بالفعل وهو في حاجة ماسة وملحة للعلم والمعرفة والتنوير والتوضيح والتوجيه فماذا يكون موقفنا منه عندما نسأل وماذا نقول ؟ وفي المقابل ماذا لو نصحنا المبذرين في الماء والكهرباء والمؤذين لغيرهم بألفاظهم البذيئة ؟

لقد وّجدنا في موقف صعب لا نحسد عليه حيث العناد وعدم قبول الآخر وعدم الاستماع إليه ومحاورته واحترام مواقفه واختياراته ولكن لو فكّر الجميع بروية وهدوء بحيث يدعونا هذا التفكير الإصغاء إلى غيرنا ثم نأخذ ما نقتنع به ونترك ما لا يقنعنا ويروقنا بكل راحة ولا داعي للانزعاج والنرفزة وصد الناصحين وكراهيتهم ومقاطعتهم وعلى الناصح أن يتحدث إلى المنصوح  بحسن الحديث وجماله ولطفه ويكون ذلك على انفراد الأن النصيحة على رؤوس الأشهاد أي أمام الآخرين يقولون عنها : النصيحة فضيحة والجميع يتحسس من ذلك ويتألم منه كثيراً وقد يدفعه إلآ مثل ما رأينا من تصرفات غريبة قال الرسول محمد عليه الصلاة السلام :- ” لأن يهدي بك الله رجلاً خير لك من حٌمر النَعَم ” وحمر النعم نوع من الإبل أغلها سعراً .

ويظل السؤال قائماً ويبحث عن إجابة صعبة وبعيدة المنال .

هل يا ترى نتحمل تبعات ونتائج النصيحة أم نتحمل وزر كتمانها ؟!

انهيتك ووريتك وريت بعينك .. وكان ما خذيت الراي بينك بينك .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button