بكل الألوان
جرت العادة بين الناس أن تكون هناك علاقات خاصة وأخرى مفتوحة بينهم في التعامل وفي محيط الحياة اليومية من خلال التعامل وعمق أوضاع العلاقة أصبحت تبدو سمات غير مرغوبة ولكن بحكم العرف الاجتماعي والطبيعة المألوفة بنمط التعامل بين الناس أضحت سمة التعود والمجاراة ولو بما يخالف ما نرغب هي السائدة ، فكثير من الناس يعاني النفاق الاجتماعي أو تعدد الأقنعة والوجوه بين من يتعامل معهم مع درايته التامة بحقيقة ما يقال عنه أو ما يعامل به في غيابه .
هذا النمط او السلوك الذي أعتاده الكثير أصاب نسيج العلاقات الاجتماعية في مقتل وتفسخت حقيقة الروابط بسبب كم النفاق وعدم الوضوح في التعامل وهذا ما يرجعه البعض لمسمى ضريبة التواصل التي تدفع لأن يلف مسارها هذا النوع من النفاق والمسايرة كي تستمر والذي في حقيقته أفرغ العلاقات الاجتماعية من مضمونها الحقيقي المبني على الصدق والإخلاص والتعاون وأضحت المصلحة أو الظروف هي التي تحكم نمط العلاقات ، ولكي تستمر العديد منها على ماهي عليه يرغب أكثر الناس مجاراة هذا النوع واستساغته في الواقع للحصول على جماعات وروابط مع أناس وصداقات مختلفة في حين رفض النمط الأخر مثل هذا النوع من العلاقات واكتفي بالغزلة أو تحديد عدد معين للتواصل معه والانقطاع عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية واللقاءات وأثار الوحدة وتجنب المخالطة حتى لا يمارس على نفسه والآخرين النفاق الاجتماعي وحتى لا يضطر للتعامل على أساسه ، ووفق ما تفرضه هذه الأنماط وهذه السلوكيات باتت تشكل ملامح المجتمعات في أغلبها وتعمقت أكثر لاتخاذ مبدأ الانعزال والاكتفاء بأقل عدد من الأهل والأصدقاء على الكثرة المشوبة بالا صدق .
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف ستكون عليه طبيعة العلاقات بين الناس في سنوات قادمة وبين الأجيال الجديدة اليافعة التي عاشت في زمن الإنترنت والتباعد الاجتماعي واستساغت فكرة الفضاءات الرقمية الافتراضية هل ستكون بحاجة كبيرة للتواصل ولو على حساب صدق المشاعر والترابط أم سترسخ فكرة الاكتفاء والعزلة بدلا من النفاق الاجتماعي وتعدد الأقنعة .