النميمة سلاح الجبناء

 النميمة سلاح الجبناء

محمد ابوالقاسم الككلي

النميمة صفة مذمومة لقبحها وهي من الأمور التي تستدعي غضب الله وسخطه كونها تفسد العلاقات بين الناس وتنشر بينهم الحقد وبغض بعضهم البعض والذي قد يصل إلى حد الاقتتال ‘
وقد وصف الله سبحانه وتعالى زوجة أبا لهب بأنها ( حمالة الحطب ) وقال معظم المفسرين أن الحطب أراد به النميمة، وإنما سميت النميمة حطبا، لأنها سبب للعداوة والقتال فصار بمنزلة إيقاد النار ‘
يورد الألباني في السلسلة الصحيحة حديث للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول فيه ( أتدرون ما العضة، قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : إنها نقل الأخبار للإفساد بين الناس ) ‘
يقول الله تعالى في سورة القلم [ هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ] هذه السورة نزلت في الوليد بن المغيرة فقد كان طعانا يمشى بالنميمة بين الناس ( مناع للخير ) يعنى يمنع الخير من الناس ( معتد أثيم ) يستحل كل ما حرم الله، ومن فيه هذا كله فهو دعي، والدعي : ولد الزنا، هكذا قال جمهور من الفقهاء ‘

وروى انه عندما نزلت هذه السورة قال الوليد بن المغيرة لأمه : لقد وصفني القرآن بعشرة في منها تسعة والعاشرة عندك وسألها : هل أنا ابن زنا ؟ حاولت أمه إقناعه انه ليس كذلك، وعندما أغلظ لها القول إجابته : نعم لقد كان والدك غنيا وخفت أن تضيع ثروته فقمت بمراودة راعي الغنم حتى جامعني وأنت ابنه، وخرج من عندها ومكث في بيته شهر ثم مات ‘
وروى عن عبدالله بن المبارك انه قال : ولد الزنا لا يكتم الحديث ويمشى بين الناس بالنميمة للإفساد بينهم، ولو لم يكن ولد زنا لكتم الحديث فلا يؤذي الناس بما يردده بينهم ‘
واعلم يقينا انه إذا أتاك إنسانا فأخبرك أن فلانا فعل بك كذا وكذا، وقال فيك كذا وكذا، فإنه عليك مراعاة ستة أشياء :

أولها : أن لا تصدقه، لأن النمام مردود الشهادة عند أهل الإسلام وقد قال الله تعالى في سورة الحجرات ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

الثاني : أن تنهاه عن ذلك لأن النميمة من المنكر، والنهى عن المنكر واجب لقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )

الثالث : أن تبغضه في الله لأن النميمة من الكبائر وبغضه هنا واجب لأن الله يبغضه ‘
الرابع : أن لا تظن بأخيك الغائب الظن بالسوء، لأن إساءة الظن بالمسلم حرام لقوله تعالى ( أن بعض الظن إثم )

الخامس : أن لا تجسس عن أمره وحاله فإن الله تعالى حرم ذلك في قوله تعالى ( ولا تجسسوا ) ‘
السادس : ما لا ترضى من هذا النمام، فلا تفعله أنت، وهو أن لا تخبر أحدا بما أتاك به هذا النمام لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( كفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
قال عليه الصلاة والسلام [ لا يدخل الجنة قتات ] يعنى نمام ‘ الحديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم ‘
وقال عليه الصلاة والسلام [ هل تدرون من شراركم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : شراركم ذو الوجهين : الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ] الحديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم ‘
لذلك عليكم الحذر من هذه الفئة الفاسدة التي تسعى للإفساد بين الناس ونشر الحقد والكراهية والبغضاء بين الناس وهم في الغالب أبناء زنا وتذكروا انه من قال لك قال عليك ‘