الهجرة واللجوء والصحة
د.علي المبروك ابوقرين
تهاجر الناس من مكان لآخر لعدة أسباب جوهرية ، ومن أهمها تحسين الظروف المعيشية والهروب من الفقر أو لإنعدام الأمن والاستقرار ، وهناك المهاجر طوعًا بطرق مشروعة وقانونية أو بطرق غير ذلك ، وهناك اللاجئين وهم المجبرين على ترك أماكنهم ومواطنهم الأصلية ، والمهاجرين واللاجئين مجتمعات كأي مجتمعات يمتهنوا مهن متعددة ولهم لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأمراضهم ، وبما أن العالم اتفق على ان الحق في الصحة أساسي لكل إنسان ، وأن الدول ملزمة بحماية هذا الحق الأصيل وتعزيزه والدفاع عنه ، ووضعت الالتزامات الدولية والإقليمية لدعم هذا الحق ، ومنها الإتفاق العالمي للأمم المتحدة بشأن الهجرة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية ، ووضعت منظمة الصحة العالمية خطط العمل الدولية بشأن تعزيز صحة المهاجرين واللاجئين متزامنة مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وبالأخص التغطية الصحية الشاملة ، وأكد اجتماع مراكش بشأن صحة اللاجئين والمهاجرين على حق كل إنسان في الصحة دون تمييز ، وتم تحديد الالتزامات المتعلقة بصحة اللاجئين والمهاجرين في إعلان الرباط ،
وينص الميثاق الاجتماعي الاوروبي 1961 وميثاق الإتحاد الاوربي عام 2000 على حق كل فرد في الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية إلى جانب الحق في ظروف عمل صحية وآمنة ،
وللأسف يواجه معظم المهاجرين واللاجئين مخاطر صحية نتيجة العنف والعنصرية وظروف العمل السيئة التي تهدد حياتهم ، ويعاني معظمهم من الاستغلال والسكن الغير صحي وعدم الاستقرار ، ومن بين المهاجرين الحوامل والأطفال بدون الأهل ، ومنهم من هم ضحايا تجارة البشر ، ومنهم ضحايا العنف البدني والنفسي ، ويعلم الجميع أن من الأبعاد الرئيسية المتعلقة بالهجرة هي الصحة ، والصحة مرتبطة بالمحددات الاجتماعية ، وصحة المهاجرين واللاجئين تنعكس على الصحة العامة للمجتمعات المضيفة ، وحماية صحة المهاجرين واللاجئين تحقيق للأبعاد الأخلاقية والقانونية مما يلزم العمل على ترسيخ برامج التثقيف الصحي والتوعية بالطب الوقائي والصحة المهنية ، وتخطي الحواجز اللغوية والثقافية ، لحماية وتعزيز الصحة العامة ومنع انتشار الأمراض المعدية والمزمنة التي تزداد خطورتها في السكان الاكثر حرمانًا ، ومجتمعات الأقليات العرقية والمهمشين والمهاجرين غير الشرعيين أو غير القانونيين …
ولهذا نناشد جميع دول ألعالم إلى تأكيد التزامها بحماية وتعزيز والدفاع عن حق الانسان في الصحة لجميع المهاجرين واللاجئين والفئات الضعيفة دون تمييز ، وضرورة وتوفير بيئات معيشية صحية ، وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والاقتصادي ، والحرص على تنفيذ ما أتفق عليه العالم أن الصحة حق أساسي لكل الناس لضمان الحصول على التغطية الصحية الشاملة لكل المهاجرين واللاجئين نظاميين وعير نظاميين أسوة بالمجتمعات المضيفة ..
الصحة حق لكل إنسان على وجه الأرض ..