الوعي الحافز المطلوب
خليفة الرقيقي
ما من مفر أن يكون ولاؤنا للأفكار والمعرفة التي تمثل الجانب الأخلاقي في الفكر الاجتماعي السياسي حتى نستطيع كشعب أن ندرس ونتأمل وننظر ولنتحلى بالقيم والتصورات الإيديولوجية التي تتجاوز المشاغل والمقاصد التى آلت بنا إلى الأوضاع القائمة السلبية ، وفي ضو هذا التحديد يمكن القول بأن النظام السياسي الناجح لا يتوقف على التنظير فقط ولكن أن يكون أخلاقياً منشغلاً بالأفكار التقيمية منضبط ومنظم وإن يكون موجوداً ليكون قوة نضالية لما ليس موجود وفي خدمة ما يجب أن يكون .
وضعنا الحالي السياسي يدل دلالة أكيدة على غياب القيم والافتراضات والمتطلبات والنظم والتنظيم وبالتالي لن يستطيع القيام بتحليل الواقع الليبي والتعامل معه بطريقة موضوعية وعلمية أو ممارسة ما يجب أن يكون .
وهذا يعني أن النخبة الحاكمة ليست بالنخبة المثقفة الواعية المتميزة كما يجب أن تتميز كما يتميز الواعي المثقف عن العامة … فمن أين لهذا النخبة إذا بالوعي الذي يكون القوة لتقدمنا الفكري الإنساني الاجتماعي السياسي ؟
القدرة على الخروج من الواقع الليبي الحاضر هي ذاتها عنصر الوعي الاساسي السياسي المطلوب … لأن تآلف الواقع والظواهر الاجتماعية ونضوج الاتجاهات والعلاقات السياسية تتوالد عنها اتجاهات وعلاقات انتظامية إيجابية تنمو في قلب المواطن الليبي وتتجه به نحو الوعي الصحيح الذي يعني القدرة على الرؤية الموضوعية والأقتران يتقدمه الفكري الإنساني وتجاوزه لذاته الأنانية
الحروب الناتجة عن الانفلات الأمني والتخرب السياسي والقبلي والمتاجرة بالدين لا تصنع في ذاتها أي تصور فكري اجتماعي أو سياسي ولكن ما يصنع ذلك التصور الفكري هو الابتداء بالقدرة على إيقاف هذه المتعارضات التى تمثل الهزة والأزمة والتحفز للمبادرات الفكرية الخلاقة لأجل مقاصيد اجتماعية جديدة مرتبطة بتعميم السلام والأمن والرخاء وهذا هو الوعي الحافز المطلوب .