كتاب الرائ

انت طبيب نفسك 

د. علي المبروك أبوقرين

بلادنا دولة متوسطية مناخها معتدل وامراضها قليلة والى سبعينات القرن الماضي كان مجتمعنا طبيب نفسه نظرًا لإنعدام الخدمات الصحية تمامًا في الثلث الاول من القرن الماضي ، وتوفر من بعدها بعض الخدمات في مرافق صحية بسيطة ومعدودة شيدها المستعمر الايطالي لرعاياه ، بعد الاستقلال تحسنت بعض خدمات الطب الوقائي من خلال حملات التوعية المتنقلة والتطعيمات التي قامت بها المنظمات الدولية ، ولهذا كانت الوفيات كثيرة عند أنتشار الاوبئة كالطاعون والجدري والكوليرا والدرن ، أو أمراض سوء التغذية في سنوات الجفاف والفقر ، وبعد السبعينات تحسنت الخدمات وعمت البلاد وتوفرت الرعاية الصحية الأولية والخدمات العلاجية ، وانتشرت المستشفيات المجهزة في كل المدن والقرى ويعمل بها الالاف من كوادر طبية وتمريضية وفنية من معظم دول أوروبا الشرقية ومصر والهند والفلبين وبعض الدول الاخرى مع العناصر الليبية التي يتزايد أعدادها  عام بعد عام ، وجميع الأدوية والمستلزمات الطبية توفرها الدولة من كبرى الشركات العالمية ومن مصادرها الأصلية ، والعلاج مكفول لكل الناس دون تمييز ، ومن لا يتوفر علاجه يتم علاجه في احسن مستشفيات أوروبا الغربية الجامعية على نفقة الدولة ، ونظرًا لتدهور الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية في العقد الاخير ، وغرق الأسواق بالأدوية والمستلزمات الطبية المغشوشة والمزورة ، وتغول سوق تجاري بلا ضوابط للخدمات الصحية لافائدة فيه ولا رجاء منه الا الاستغلال والقضاء على المدخرات وتفريغ الجيوب ، ولإنتشار الأمراض المعدية والوبائية وزيادة معدلات الأمراض المزمنة ، نرجوا أن يكون كل فرد طبيب نفسه بإتباع الإرشادات الصحية التي تجنب الأمراض وتعزز الصحة وتحسنها ، ونحن في فصل  الخريف يليه الشتاء تنتشر فيهم متحورات الكورونا والإنفلونزا الموسمية والمخلوي وغيرهم ، وبلادنا إحدى الدول الأفريقية ويحدها 6 دول وتشهد حركة تنقل كبيرة بلا ضوابط من العديد من الدول الأفريقية والتي فيها تنتشر وتستوطن  أمراض عديدة ومنها نقص المناعة الايدز ، والايبولا وجدري القردة والكوليرا وفيروس ماربورج ، وهناك ظهور لفيروس أنفلونزا الطيور المتحول في بعض البلدان في ألعالم ، مما يستوجب أتباع جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه الامراض الخطيرة ، والملاحظ أن الأمراض المزمنة في تزايد ومنها الضغط والسكري وما يترتب عنهم من أمراض متعددة ، والأمراض التنفسية وأمراض الكلى ، والأورام والأمراض المناعية وهي متعددة ومتزايدة ، والأمراض النفسية والعقلية ، ولهذا نرجوا بقدر الإمكان الحد من التلوث ومنعه تماما ، والتوقف عن التدخين والامتناع كليًا عن الأغذية المصنعة والمهجنة والمعدلة وراثيًا والمحفوظة والمعلبة ، والزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية والعصائر سابقة التجهيز والوجبات السريعة وأكل الصالات وأطعمة وحلويات الشارع ، ونرجوا الالتزام قدر المستطاع بالمنتجات الزراعية العضوية والموسمية والإبتعاد عن غيرها ، والإقلال من اللحوم الحمراء والإبتعاد عن جميع اللحوم خارج رقابة الصحة البيطرية

، والتركيز على الحبوب الكاملة والخضروات والبقوليات الطازجة وكل ماهو طبيعي وبدون إضافات كيميائية أو محسنات ، والاعتماد على الطهي بالبيت في أواني صحية ، ومقاطعة البلاستيك كليًا في حفظ الأكل ومياه الشرب ، وإتباع تعليمات الغسل الجيد والتجميد والتبريد والحفظ للأغذية النية والمطهوة ، وبالضرورة كل مريض عليه أن يتبع التوصيات الطبية في الأغذية وأنماط الحياة وإستعمال الأدوية 

، ونرجوا عدم إستعمال الأدوية بدون إستشارة الطبيب وخصوصاً المضادات الحيوية وأدوية الحموضة والمسكنات ، والامتناع عن أستعمال الأدوية جماعيا لمجرد تشابه الأعراض ، وحفظ الأدوية بمكان آمن بعيد عن متناول الأطفال والتلف  ، ويفضل أن  يتم تدوين ما يمكن عن كل حالة بالتاريخ المرضي والتشخيص والعلاج الموصوف لكل مريض على حدة ، ونرجوا تجفيف البرك حتى وإن كانت صغيرة جدًا ، وتجنب إستعمال خزنات المياه الغير صحية ، والتأكد من صحة وسلامة مياه الشرب ، والتخلص من القمامة والمخلفات المنزلية بطرق صحية وآمنة ، ضرورة صيانة البيت لمنع الرطوبة وتسريب المياه وأن لايكون الصرف الصحي غير صحي، وصيانة الأبواب والشبابيك لمنع التيارات الهوائية في البرد ، ونرجوا إتباع توصيات إستخدام التكييف والدفايات لتجنب الأضرار .

من المهم جدًا  ولكل الفئات العمرية أن تسارع لإجراء الكشوفات المبكرة  بالمرافق الصحية العامة للرجال والنساء في توقيتاتها المحددة ، وعند إنتشار الأوبئة لا قدر الله على الجميع الإلتزام بالإحتياطات الإحترازية المعروفة لكل الناس لحين زوال خطورة الإنتشار ،  ومن الضروري الإبتعاد عن القلق والتوتر والانفعال ، وعلى أولياء الأمور متابعة أبنائهم وحمايتهم من الوقوع في مشاكل التعاطي للمخدرات والمسكرات ومذهبات العقل التي تدمر صحة وحياة الشباب ، وضرورة رعاية كبار السن مبكرا لتجنب وتخفيف أمراض الشيخوخة والخرف والزهايمر وهشاشة العظام وضعف المناعة الذاتية ، ومراعاة حصولهم على الراحة الكافية والنوم الكافي والغذاء الصحي المتوازن مع تعرضهم للشمس وتحفيزهم على الحركة ، ومتابعة أدويتهم وأجراء الكشف الطبي الدوري ، والأهم هو أن يكونوا دائما في أجواء عائلية إيجابية حميمية مليئة بمشاعر المحبة والألفة والحنان وتجنيبهم العزلة والوحدة ، 

إن الحرص على المعيشة في بيئة نظيفة والغذاء الصحي البيتي المتوازن  ، وممارسة أي نوع من الرياضات المناسبة ، والنوم الكافي والإبتعاد عن القلق يجنب الكثير من الأمراض ومشاكلها ..

للأسف نشتري أمراضنا بأموالنا ونبحث عن العلاج منها بكل مدخراتنا . وسمحنا لتنامي أسواق متطفلة تتاجر في صحتنا وفي التعليم الطبي لأبنائنا ..

حفظ الله بلادنا وامتنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى