بإختصار
عصام فطيس
نوايا ولكن !
بعث اللقاء الذي تم الاسبوع قبل الماضي في ابوظبي بين رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي الأمل في وضع حد للانقسام السياسي والمؤسساتي الذي تعاني منه البلاد منذ عملية فجر ليبيا في مايو من العام 2014 م ، وجاء لقاء السراج بعمداء بلديات المنطقة الغربية ليؤكد الرغبة الصادقة لإنهاء الانقسام السياسي وإعادة بناء الدولة ولَم الشمل رغم مساع بعض القوي التشويش على اللقاء وإخراجه من إطاره الوطني .
تكمن أهمية اللقاء انه بداية مشجعة لكسر الجمود السياسي الذي صاحب المشهد الليبي وسيسهم في اعادة الأمل لليبيين الذين أنهكهم الانقسام والاقتتال بين الاطراف الليبية على جميع الصعد سواء أمنية او اقتصادية او اجتماعية .
واذا كانت الغالبية من الليبيين قد استقبلت اللقاء بإرتياح مشوب بالحذر ، الا ان بعض الاطراف خرجت للعلن مدفوعة من قبل بعض القوي والأطراف السياسية السلبية لتعلن معارضتها لهذا التحرك السياسي مستعملة لغة التخوين ومتاجرة بدماء الشهداء ، لا لشيء الا لان هذا اللقاء وما يتمخض عنه قد يقطع الطريق على مشروعهم لاستمرار الفوضي في البلاد التي اقتاتوا منها منذ العام 2014 م .
واذا تفحصنا بعض من نقاط اللقاء والتي كشف عنها السيد السراج والتي تم التوافق عليها الا وهي عدم إطالة الفترة الانتقالية والعمل على توحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتوفير الاجواء الملائمة لها قبل نهاية العام الجاري ، فإنها تؤكد ضمنيا استبعاد اي عمل عسكري لحسم الصراع بين الاطراف الليبية وتجنيب المدنيين ويلاته ، واختيار التوجه السلمي في التداول على السلطة ومدنية الدولة وهي المسائل التي لا خلاف عليها بتاتا .
ومن هذه المنطلقات تتفق جل القوي الوطنية انها مع أي لقاء ليبي ليبي قد يسهم في التقارب وينهي حالة الانقسام السياسي والمجتمعي وخاصة بعد تأكيد رئيس الحكومة ان السلام هو الخيار ، لان البديل الاخر (القوة المسلحة ) ستؤدي الى المزيد من الدمار ، وان كل الليبيين شركاء في بناء الوطن ، وهذه رسائل لا يرفضها عاقل وهو ما يعد غاية مشروعة من اجل لم الشمل ورأب الصدع ،في ظل التأكيد على رفض استخدام العنف والقوة من اجل فرض مشروع او رؤي سياسية معينة .
وبالإجمال بإمكاننا القول أن بعض مما كشف عنه السراج حول لقاء ابوظبي يبعث الأمل في تجاوز جمود المشهد ولكنه يحتاج بالدرجة الاولي وبشكل عاجل إليّ استثمار المناخ الإيجابي الذي ترتب عنه والشروع في الخطوات العملية لدخوله حيز النفاذ حتي لا نقول كانت نوايا ولكن !