بتدفق الأسلحة وانتشار الجريمة المنظمة :
لمصلحة من إطالة أمد الصراع في ليبيا ؟!
قالت مصادر مقربة من الإدارة الأميركية وفق بعض التقرير الإعلامية ما بدا أنه “مسارا تشاؤميا” بدأت تميل إليه الولايات المتحدة الأميركية في تحليلها لمستقبل الصراع السياسي والعسكري في ليبيا، إذ يشير المصدر إلى أن “قوى إقليمية” وفي إطار سعيها لتحقيق ما وصفه المصدر بـ”تحقيق مكاسب عسكرية واقتصادية” تحاول إطالة أمد الصراع في ليبيا عبر مدّ طرفي الحرب–وفق وصف التقرير- بالأسلحة والذخائر، وهو ما يطيل عمر الأزمة، ويُعطّل أي حل سياسي.
وبحسب التقرير، فإن العديد من السفن التي تتبع دول إقليمية قد ضُبِطَت في المياه الدولية، وهي تحملا سلاحا كان في طريقه إلى ليبيا محملة بكميات ضخمة من الأسلحة إلى أطراف تدعمها في حرب طرابلس الأخيرة، وهو ما يجعل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأميركية على يقين بأن أزمة ليبيا قد تطول في ظل الدعم الإقليمي لأطراف ليبية.
وانطلقت العملية العسكرية جنوب طرابلس مطلع شهر أبريل الماضي التي شنها خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق وسط مخاوف من الإضرار بنحو مليوني مواطن يقطنون العاصمة.
من جهة ثانية أصدر أمين عام الأمم المتحدة ” أنطونيو غوتيرش ” تقريره السنوي المطول حول المهاجرين والاتجار بالبشر في البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل ليبيا مؤكداً بأنه ومنذ صدور تقريره الأخير ” ما زلنا نواجه الحقيقة الكئيبة المتمثلة في أن البحر الأبيض المتوسط لا يزال طريقًا ضخمًا لتهريب اللاجئين والمهاجرين والاتجار بهم.
يقول الأمين العام في تقريره المقدم لمجلس الأمن أن الآلاف قتلوا مرة أخرى هذا العام أو فقدوا في الطريق أو أُعيدوا إلى أوضاع يحيطها الأذى الشديد .
يؤكد الأمين العام : ” في الفترة من 1 سبتمبر 2018 إلى 31 يوليو 2019 ، سجلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ما مجموعه 82،236 شخصاً من اللاجئين والمهاجرين عن طريق البحر في أوروبا بإنخفاض قدره 26 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي عندما تم تسجيل ما يقرب من 111200 فرد قد وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر.
خلال الفترة من سبتمبر 2018 إلى يوليو 2019 ، تم تسجيل 1،485 لاجئًا ومهاجرًا لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر في جميع طرق البحر المتوسط ، بما في ذلك 736 في ما يسمى “طريق وسط البحر المتوسط” ، من شمال إفريقيا إلى إيطاليا ومالطا. ، ويمثل هذا انخفاضًا في الأرقام المسجلة مقارنةً بالفترة المشمولة بالتقرير السابق ، حيث تم تسجيل وفاة 2080 شخصًا أو فقدهم في ذات المنطقة ، بما في ذلك 1،556 شخصًا على طريق وسط البحر المتوسط.
كما يؤكد الأمين أن الشبكات الإجرامية المنظمة واصلت استغلال الحالة الأمنية المعاكسة في ليبيا للقيام بعمليات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر ، مما زاد من عدم الاستقرار وتقويض هياكل الحكم الليبية. بالإضافة إلى ذلك ، استمرت البعثة في تلقي معلومات موثوقة عن تورط بعض المسؤولين الحكوميين والمحليين في شبكات التهريب والاتجار.
وعلاوة على ذلك أفادت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة سلامة بوجود مزاعم مستمرة عن احتجاز اللاجئين والمهاجرين بالقرب من المنشآت العسكرية .
من جهة ثانية أكدت مايا كوسيانيتش المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن مصير عملية صوفيا البحرية، التي أطلقت عام 2015، سيُحدد من قبل الدول الأعضاء نهاية الشهر الحالي.
وبحسب وكالة “آكي” أكدت كوسيانيتش أن المناقشات بدأت بشأن إمكانية استمرار العملية وأدواتها وتفويضها، بين ممثلي الدول الأعضاء، دون إعطاء أي تفاصيل عن مسيرة هذه النقاشات إلا أنها ألمحت إلى أن العملية لا تزال مستمرة على الرغم من إيقاف إمكانياتها البحرية قبل أشهر بسبب عدم قدرة الدول الأعضاء على تلبية طلب إيطاليا بتعديل نظامها التشغيلي.
وكانت العملية صوفيا أُطلقت عام 2015، بدعم من موغيريني، وكُلفت بمهمة تفكيك شبكات تهريب المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط وتعقب المهربين بالإضافة إلى انقاذ المهاجرين وقد أُوكل للبعثة فيما بعد مهمة تدريب عناصر خفر السواحل الليبية لتمكينهم من ضبط الحدود البحرية لبلادهم، وكذلك مراقبة تنفيذ قرار الأمم المتحدة القاضي بحظر توريد السلاح لليبيا.