بإختصار
بعد ان كمنت طويلا خرجت ستيفاني وليامز ورحبت !
مالذي يحدث ؟ إنه امر جلل !
بصيص امل لاح اليوم بكسر الجمود الذي سيطر على المشهد الليبي وذلك بعد ترحيب ستيفاني وليامز ممثل الامين العام للامم المتحدة المقيم في ليبيا بمبادرتي رئيس المجلس الرئاسي السيد فايز السراج ، و رئيس مجلس النواب السيد عقيلة صالح ، وهما المبادرتان اللتان جاءتا بعد تحركات من وراء الكواليس طوال المدة الماضية بدعم مباشر من الولايات المتحدة الامريكية عبر سفيرها
في ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي قام بجولات مكوكية شرقا وغربا لتمرير الصفقة التي لاقت ترحيبا امميا ودوليا بإعلان وقف إطلاق النار وإستئناف انتاج النفط ، وهو ما اعتبر بداية الطريق وحجر اساس لانطلاق العملية السلمية
ودون الخوض لما جري في الكواليس والظروف التي افضت لاعلان المبادرتين اللتان تتفقان في المجمل على
تثبيت وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع والعمل على إستئناف انتاج النفط الذي هو عصب حياة الليبيين ووضع عائداته في حساب خاص بالمؤسسة الوطنية للنفط لدي المصرف الليبي الخارجي تمهيدا للتصرف فيه بعد التوصل إلى «ترتيبات سياسية جامعة» حسبما قال السراج، أو «تسوية سياسية» كما جاء في بيان عقيلة صالح تؤشر لامكانية التوصل لتفاهمات خاصة وان عوائد النفط و المصرف المركزي كانا احد اسباب الخلاف بين طرفي النزاع ، بالاضافة الى الاتهامات التي وجهت للمصرف المركزي ومحافظه بتجاوز صلاحياته ودعمه لبعض النشاطات المالية المشبوهة وهو ما ادي في نهاية الامر لتكليف شركة دولية للتدقيق في حساباته ، إضافة لعدم قدرته على التعامل مع الازمات التي واجهت النظام المصرفي والمالي للدولة ، مما جعل السلطتين شرقا وغربا تتفقان على ضرورة وضع حد لتغوله وتغول محافظه الذي اصبح حجر عثرة امام اجهزة الدولة ومارس دورا خارج الدور المناط به وظيفا
.
واذا كان تثبيت وقف اطلاق النار وعودة انتاج وتصدير النفط قد تكونان البداية المثالية لانطلاق اللقاءات السياسية تمهيدا للتوصل تسوية شاملة للازمة ، الا ان الطريق ستكون طويلة وصعبة عندما
تنطلق اجتماعات لجنة الترتيبات العسكرية طبقًا للمسار التفاوضي (5+5) فالشيطان يكمن في التفاصيل ، ويكمن التحدي في الكيفية التي ستعمل بها البعثة الاممية والدول الداعمة لمؤتمر برلين في الخطوات العملية التي ستقوم بها من اجل اعادة بناء الثقة وندي استجابة طرفي النزاع لما ستطرحه والتي قد تبدا بطلب لوقف الاعمال العدائية والحملات الاعلامية المتبادلة وتسليم الجثامين المتحفظ عليها لدي الطرفين ، وإطلاق سراح الاسري ، وصولا الى اكبر العقبات المتمثلة في خروج القوات الاجنبية بمختلف تسمياتها وجنسياتها ، وتفكيك المجموعات المسلحة غير النظامية بمختلف مسمياتها ايضا ، ومتي ما تم الاتفاق على ذلك من الممكن ان يبدا الحديث عن تسوية سياسية
وللوصول لسلام شامل كل ماهو مطلوب من الطرفين تقديم التنازلات المتبادلة من اجل احلال السلام في ليبيا ، وعدم منح فرصة لدعاة الموت الذين يسعون لاشعال حرب جديدة لن تزيد ليبيا الا خرابا .
هذه المرة حضرت ويليامز وفِي انتظار بركاتها .