بصريح العبارة
■ عامر جمعة
قانون الغاب
وفقاً لميثاق ما يسمى بالأمم المتحدة التي تشكلت على أنقاض ” عصبة الأمم ” بعد الحرب العالمية الثانية فإن كل دول العالم التى يزيد عددها عن مئتي دولة والتى تنتمى إلى هذه المنظمة الدولية متساوية في الحقوق لو استثنينا الدول صاحبة العضوية الدائمة في مجلس الأمن التي تتمتع بصلاحيات خاصة وينبغي أن تخضع جميعها للقوانين الدولية بغض النظر عن قوتها العسكرية والاقتصادية وموقعها بين القارات ومساحتها الجغرافية لكن في حقيقة الأمر يظل ذلك كله أكذوبة لم تعد تنطلى على الصغير قبل الكبير ولم يعد لهذه المنظمة اعتبارات ولم تعد لقراراتها أهمية وليست نافذة وأصبحت السيطرة لمجلس الأمن الذي تهيمن عليه الدول الكبرى التي تحظى بحق ” الفيتو” بل إن مجلس الأمن لم تعد قراراته مسلطة إلاً على الدول الصغيرة ولذلك ترى مثلاً الإصرار على تنفيذ قراراته على سوريا واليمن والسودان وكل الدول الصغيرة في وقت لم تنفذ فيه إسرائيل قراراً واحداً من عشرات القرارات التي اتخذت بشأن القضية الفلسطينية .
وفي ظل الظروف التي يشهدها العالم لا جدوى من الحديث عن الشرعية الدولية ؛ لأن العالم الآن أصبح يتعامل بقانون الغاب وقد يصبح الاحتكام للقوة هو الفيصل وهو ما تؤكده الأحداث في أكثر من مكان في العالم ..
فالشرعية الدولية التى يتحدثون عنها طبقت على العراق وفي بلاد البلقان وفي ساحل العاج وبورندي والسودان ثم اليمن لكنها لم تطبق في فلسطين ..
ومع أن فرنسا تشهد اضطرابات عنيفة وتظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس فلم تجرؤ أية دولة بمطالبته بالتنحي أو إجراء انتخابات جديدة لكن كثيراً من الدول ومن ضمنها فرنسا تطالب بتنحي رئيس فنزويلا الشرعي أو إعادة انتخاباتها وياللعجب !.