بصريح العبارة
عامر جمعة
كان يمكن أن تكون سياسة العقوبات التي تتخذ ضد بعض الدول المتهمة بالخروج عن السياق العالمي أن تؤتي بمفعولها وتحقق أهدافها لو تمت عن طريق ما يسمى بالأمم المتحدة أو عن طريق أي منظومة عالمية محايدة، وهذا مالا يتوفر حاليا ولا أظن أنه سيتوفر في المستقبل القريب أو البعيد في ظل اختلاف السياسات واختلال موازين القوة في عالم يدعي الحريات ويتعامل بالصواريخ والطائرات والعقوبات ، أما وإن العقوبات المتبعة حاليا هي من دول قوية تجاه دول منافسة لها أو اخرى صغيرة أو ضعيفة لإرغامها على الانصياع فإنها لن تجدي نفعا ولن تحل مشاكل العالم وبؤره الملتهبة في أكثر من مكان بما حال دون تحقيق الاستقرار ومن تم التركيز على التنمية ومواجهة المشاكل التي تتعلق بالاقتصاد والبيئة والمناخ والأمراض.
العقوبات عندما تتم عن طريق الامم المتحدة يمكن أن تكون مجدية أحيانا رغم أنها ليست عادلة لان الأمم المتحدة ومنظماتها مازالت تخضع لهيمنة دول معينة تعرقل قراراتها وتوجها وفق مصالحها.
العقوبات تطبق على دول معينة ويفرضها الغرب المتحالف ولو بالقوة، ويجبر حلفاءه على تطبيقها وإن تضاربت مع مصالحهم الوطنية أو القومية والدينية، ولأنها من الغرب فقد يفرضها على دول عظمى، وهو ما قد يقود في المستقبل إلى عدم جدواها حيث تنقلب الموازين ويستيقظ ضمير العالم وينقلب السحر على الساحر .