بلقائكم تكتمل أعيادنا.. حفل معايدة عيد الفطر المبارك

احتفالية معايدة خريجي كلية الفنون والإعلام
في أجواء عيدية مفعمة بالود والألفة، تصافحت فيها الأيادي وتلاقت القلوب، شهد مساء السبت الموافق 5 أبريل 2025م احتفالية مميّزة جمعت خريجي كلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس، في لقاء أعاد الذكريات وأحيا أواصر المحبة والانتماء بين أجيال من الخريجين.

أقيمت الفعالية في مبنى كلية السياحة والضيافة بمنطقة قرجي، وهو المقر السابق الذي تأسست فيه كلية الفنون والإعلام أواخر الثمانينات، ما أضفى على المناسبة طابعًا رمزيًا وعاطفيًا خاصًا، حيث عاد الخريجون إلى المكان الذي شهد بداياتهم الأكاديمية، واسترجعوا فيه لحظات لا تُنسى من سنوات الدراسة والعطاء.
وقد نظّم هذه الاحتفالية فريق “اللَّمَّة الطيبة”، وهو فريق تطوعي يجمع بين خريجي الكلية من مختلف الدفعات، ويهدف إلى تعزيز روح التواصل والترابط بينهم، وتنظيم فعاليات تُسهم في توثيق الذاكرة الجماعية للكلية.
استُهل الحفل بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، بصوت الشاب محمدداوود ، الذي أضفى بصوته الخاشع روحانية على انطلاقة الفعالية، ليمهد الطريق لأمسية عامرة بالحب والوفاء والاعتزاز بالانتماء لهذه المؤسسة الأكاديمية العريقة

تلتها كلمة لمنسق اللمة الطيبة الأستاذ/ سالم عبدالحميد سلطان رحب فيها بالسادة الحضور وقدم لهم التهانئي والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وأضاف نَجْتَمِعُ الْيَوْمَ لَا لِنَحْتَفِيَ فَقَطْ .. بَلْ لِنُؤَكِّدَ أَنَّ اللَّمَّةَ الطَّيِّبَةَ الَّتِي جَمَعَتْنَا وَتَجْمَعُنَا .. لَيْسَتْ لِقَاءً عَابِرًا .. وَلَمْ تَكُنْ سَحَابَةَ صَيْفٍ تَنْقَشِعُ مَعَ أَوَّلِ رِيحٍ .. بَلْ هِيَ بَذْرَةٌ طَيِّبَةٌ زُرِعَتْ فِي تُرْبَةِ الْإِخْلَاصِ .. وَرُعِيَتْ بِالْعَمَلِ الْجَادِّ وَالْإِيمَانِ الْعَمِيقِ .. حَتَّىٰ أَزْهَرَتْ وَأَيْنَعَتْ .. وَأَصْبَحَتْ مَشْرُوعًا وَطَنِيًّا ..عِلْمِيًّا ثَقَافِيًّا إِعْلَامِيًّا بِامْتِيَازٍ شهد الحفل أجواء احتفالية سادتها روح الألفة والتعاون، حيث تبادل الحضور التهاني بهذه المناسبة السعيدة
إِنَّ هٰذِهِ التَّظَاهُرَةَ الَّتِي نَفْتَتِحُهَا الْيَوْمَ .. هي اِمْتِدَادًا لِطُمُوحٍ لَا يَعْرِفُ التَّوَقُّفَ .. فَهِيَ لَيْسَتْ اِحْتِفَالًا بَلْ مَحَطَّةٌ جَدِيدَةٌ .. تُؤَكِّدُ أَنَّ اللَّمَّةَ الطَّيِّبَةَ مَاضِيَةٌ فِي التَّطَوُّرِ .. وَأَنَّهَا تَتَلَمَّسُ طَرِيقَهَا نَحْوَ الْمَزِيدِ مِنَ الْعَطَاءِ .

وفي كَلِمَةُ خَرِيجِي كُلِّيَةِ الْفُنُونِ وَالإِعْلَامِ تلتها الأستاذة/ عواطف قويعة أكدت فيها إن كُلُّ وَاحِدٍ من الخرجين هُوَ قِصَّةُ نَجَاحٍ وَإِبْدَاعٍ .. وَكُلُّ بَصْمَةٍ تَرَكْتُمُوهَا عَلَى مَرِّ السِّنِينَ .. هِيَ شَهَادَةٌ عَلَى أَنَّ الْفُنُونَ الْجَمِيلَةَ رِسَالَةٌ خَالِدَةٌ .. تَحْمِلُ مَعَانِي الْجَمَالِ وَالتَّعْبِيرِ وَالتَّأْثِيرِ .. فَبِفَضْلِ إِبْدَاعِكُمْ وَجُهُودِكُمْ .. ظَلَّ الْفَنُّ رَافِدًا أَسَاسِيًّا لِلثَّقَافَةِ الْوَطَنِيَّةِ .. وَسَاهَمْتُمْ فِي إِثْرَاءِ الْمَشْهَدِ الْفَنِّيِّ مَحَلِّيًّا وَعَالَمِيًّا .. بِإِبْدَاعَاتِكُمْ الَّتِي تَعَكِّسُ رُوحَ لِيبِيَا وَتُرَاثَهَا الْعَرِيقَ.
وَفِي هَذِهِ التَّظَاهُرَةِ الْمُتَمَيِّزَةِ .. لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَتَقَدَّمَ بِخَالِصِ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ وَالإِمْتِنَانِ .. لِلْأُسْتَاذِ سَالِمٍ سُلْطَانَ .. صَاحِبِ فِكْرَةِ هَذِهِ اللَّمَّةِ الطَّيِّبَةِ وَمُؤَسِّسِهَا .. وَهِيَ الَّتِي جَمَعَتْ شَمْلَ الْأَحِبَّةِ .. وَأَعَادَتِ الدُّفْءَ إِلَى قُلُوبِنَا جَمِيعًا .. إِنَّ مِثْلَ هَذِهِ الْمُبَادِرَاتِ تَعْكِسُ رُوحَ الْوَفَاءِ وَالِانْتِمَاءِ .. وَتُؤَكِّدُ أَنَّ رَابِطَةَ الْفَنِّ لَا تَنْقَطِعُ مَهْمَا تَبَاعَدَتِ الْمَسَافَاتُ .. فَشُكْرًا لَهُ وَلِكُلِّ مَنْ سَاهَمَ فِي إِحْيَاءِ هَذَا اللِّقَاءِ الْمُبَارَكِ.

واختتمت الكلمات بكلمة اللجنة المشرفة تلتها عنهم الأستاذة/. تركية الخويلدي توجهت فيها بِشُكْرٍ خَاصٍّ لكل لجان هذه التظاهرة .. عَلَى جُهُودِهَا الدُّؤُوبَةِ وَعَمَلِهَا الْمُتَوَاصِلِ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِ الْمَجْمُوعَةِ وَرُؤْيَةِ مَشَارِيعِهَا الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ .. كَمَا أُخَصِّت بِالذِّكْرِ الْمُنَسِّقَ الْعَامَّ لِهَذَا التَّجَمُّعِ.. أ. سالم سلطان الَّذِي يَبْذُلُ جُهْدًا كَبِيرًا وَيُعْطِي مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ.. لِيَكُونَ صَوْتًا وَصُورَةً لِهَذَا الْمَشْرُوعِ الثَّقَافِيِّ الرَّائِعِ
وشهد الحفل إقامة جلسة حوارية بعنوان” لغة الإعلام في عصر المعلومات وأخلاقيات المهنة والتحديات المعاصرة” ادار الندوة كل من الدكتورة/ سوسن البكوش والأستاذ/عبدالباسط عطا والأستاذة/ تركية الخويلدي وهدفت الجلسة لإستكشاف التحديات والفرص في مجال الصحافة والإعلام.. وتعزيز الوعي بأهمية اللغة وأخلاقيات المهنة.. من خلال تبادل الخبرات بين الأكاديميين والممارسين
“اللَّمَّة”
فيلم وثائقي ثري استعرض تاريخ كلية الفنون والإعلام منذ تأسيسها، مرورًا بمحطاتها المفصلية وتطوّر برامجها الأكاديمية، وانتهاءً بمساهماتها الفاعلة في الحقل الثقافي والإعلامي. الفيلم سلّط الضوء على دور الأساتذة المؤسسين والطلبة المجتهدين في بناء هذا الكيان الأكاديمي المتميز، مسيرة الكلية عبر العقود.
“القلب ما ينساكم”
أما الفيلم الثاني، فقد حمل طابعًا إنسانيًا مؤثرًا، بعنوان يعكس الوفاء والحنين لمن غابوا بالجسد وبقوا في الذاكرة. “القلب ما ينساكم” هو تحية محبة وتقدير لأساتذة وخريجي الكلية الذين وافتهم المنية خلال السنوات الماضية، حيث قدّم لمحات من حياتهم، معززة بلقطات أرشيفية ومداخلات صادقة، تجسّد ارتباط الأسرة الأكاديمية ببعضها. كان الفيلم بمثابة وقفة احترام ووفاء لمن تركوا إرثًا لا يُنسى في قلوب كل من عرفهم.
وقد اجتمع على إنتاج هذا العمل المميز نخبة من مبدعي الكلية، الذين وضعوا خبراتهم وقلوبهم معًا لصناعة تجربة بصرية تستحق الخلود، وهم:
سالم سلطان، عبدالمجيد جحا، صالح خراقة، فاتح بولحية، أنور مختار، علي حسن عثمان، ميلاد بوالاجراص، عبدالحكيم مادي، ومنصف الوافي.
عروض سينمائية طلابية متميزة


ضمن برنامج الفعالية، تم عرض فيلمين قصيرين من إنتاج طلبة كلية الفنون والإعلام، كجزء من مشاريع تخرجهم، حيث عكست هذه الأعمال الإبداعية مهاراتهم الفنية ووعيهم بالقضايا الوطنية والقومية.
- “ليبيا ربي حافظها“: فيلم وثائقي قصير من إخراج الطالب علي بن موسى، يُجسد من خلاله ملامح من حب الوطن والانتماء إليه، مستعرضًا جوانب من جمال ليبيا الطبيعي والإنساني، ومُكرّسًا رسالة فنية تُعبّر عن الأمل في مستقبل مشرق لليبيا.
- “كوفية”: فيلم مشترك أخرجه الطالبان محمد أبوراوي ومحمد العربي، تناول فيه نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه المستمر ضد الاحتلال. استخدم الفيلم رمزية “الكوفية” كعنصر بصري قوي للتعبير عن الثبات والهوية والمقاومة، ما جعل العمل مؤثرًا وعميقًا في رسالته.
وقد حظيت هذه العروض بتفاعل لافت من الحضور، خاصة لما حملته من رسائل وطنية وإنسانية تم التعبير عنها بلغة بصرية راقية ومستوى تقني ناضج يعكس تطور تجربة الطلبة في الكلية.
ورشـة فنية للأطفال:
وكان للأطفال من أبناء الخريجين نصيبٌ مميز ضمن فعاليات المعرض، حيث أُقيمت ورشة عمل للرسم تهدف إلى تنمية مهاراتهم الإبداعية وتعريفهم بأساسيات الفنون التشكيلية. جاءت هذه المبادرة لتعكس أهمية غرس القيم الجمالية والفنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وسط أجواء مليئة بالمرح والخيال والإبداع.
عروض فنية شعبية:

وفي أجواءٍ مفعمة بالأصالة والحيوية، قدّمت فرقة الفنون الشعبية عرضًا مميزًا لـ”التدريجة الطرابلسية”، أحد أبرز الأشكال الفلكلورية التي تعبّر عن التراث الليبي العريق. وتفاعل الحضور مع الأهازيج والرقصات الشعبية التي جسّدت روح المحبة، في مشهدٍ أعاد للأذهان عبق الماضي الجميل.
أمسية فنية مميزة:

واختُتمت الفعالية بـأمسية فنية أحياها كل من الأستاذ مراد إسكندر وعلي حسن عثمان، قدّما خلالها باقة من الفقرات الفنية المتنوعة التي أضفت على الأجواء روحًا من الفرح والبهجة. كما شهدت الأمسية مشاركة مميزة من بعض الأطفال من أبناء الخريجين، والذين أبدعوا في تقديم فقرات ترفيهية أظهرت مواهبهم وبثّت أجواء من الحماس والتفاعل بين الحضور.
وتنظيم معرض للمقتنيات والموروث الشعبي قدم مساحة ثقافية فريدة تسلط الضوء على تراثنا العريق، حيث يجتمع عبق الماضي مع جمال الحاضر من خلال عرض قطع نادرة من الأدوات القديمة، الأزياء التقليدية، المصنوعات اليدوية، والتراثية، وغيرها من الكنوز التي تحكي قصة أجيال مضت وخلّدت بصمتها في ثقافتنا.

ختام مفعم بالحيوية والانتماء
اختتمت الفعالية وسط أجواء احتفالية رائعة جمعت بين التراث والفن والتعليم، في صورة تعكس هوية الكلية ودورها الريادي في صون الثقافة والفنون الليبية. وقد عبّر الحاضرون من أساتذة وخريجين وضيوف عن سعادتهم بالمستوى الراقي للتنظيم، وبالرسائل العميقة التي حملتها الفعاليات، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تشكل جسورًا حقيقية بين الأجيال، وتحفّز على استمرار العطاء والإبداع.