بإختصار
عصام فطيس
بين المسماري وقنونو
لم تعد الدعوات كافية في ليبيا لوقف مسلسل العنف والقتل اليومي المتبادل بين الاطراف الليبية ، فكل طرف يري انه على حق وانه من يمتلك الحقيقة ، وان قتلاه في الجنة وقتلي الطرف الآخري في النار ، وكل يدفع بدفوعه مع التكبير ، والكل يعتقد جازما ان من يسقط منه في هذه الحرب شهيدا وان من يسقط من الطرف الاخر من الفئة الباغية ، ومع كل قطرة دم وروح تزهق تزداد الهوة إتساعا وتتنامي الكراهية والقتل والموت ، وسط تأجيج مجنون من آلة إعلامية يقودها جهلة متعصبون تصب الزيت على النار ، وأصبح الليبي يصف الفريق المواجه له بالعدو ! ويحتفل بتدميره وقتله وأسره ، ويقول حررت تلك المنطقة وسأحرر تلك ! وتبلغ المأساة. ذروتها عندما تجد ان الأخ يقاتل اخاه ، وابن العم يقتل أبن خاله ، والجار يقصف بيت جاره .
وبعد ان كانت ارضنا قد عمدت بدماء وارواح سقطت في مواجهة الاستعمار اصاب القرف ترابها بعد ان ارتوت بدماء تسفك بأياد ليبية تكبر وتقتل ، فهل سيقبل المولي عز وجل بأرواح ودماء تسفك بإسمه وهو من برآء .
الحرب الليبية أخذت بعدا إقليميا ودوليا وتحولت بلادنا خلالها الى ساحة لحروب بالوكالة وتصفية حسابات بين دول عبر اطراف محلية كانت الأدوات لتدمير ما تبقي مما لم يدمره الناتو ، وكأن البلاد للا ينقصها مزيد من الخراب والدمار ، والاتهامات تطلق ذات اليمين وذات اليسار انت عميل لقطر وتركيا والاخوان وانت عميل للسعودية والإمارات ومصر ومابين تلك الاتهامات ضاعت ليبيا .
لم يعد حلم وامل الليبيين بناء دولة الوهم التي صورها لها آفاقوا 2011 م من عينة السيمو وتشارلي ومحمود المالطي بأن ليبيا ستكون دبي الثانية وأن (التاغية) هو العقبة الوحيدة امام الليبيون لبناء دولتهم الحديثة ، ولَم يعد طموح الأبلة فوزية وزميلتها حنان في الحصول على 200 دينار من طابور المصرف حتي لو تعرضت لبعض المضايقات ممن لا يخافون الله ، او طموح محمد القمودي طالب الطب المتفوق في عدم انقطاع التيار الكهربائي لساعات وساعات اثناء دراسته استعداد لآداء امتحاناته ، ولم يعد العم جمعة يهتم بترتيب ليبيا في معدلات الشفافية والفساد ، او في مستوي الخدمات الصحية المتدهورة يوما عن يوم فتونس موجودة وحتي الهم فيه ماتوازي ، ولن يهتم الحاج عبدالله والحاجة صالحة وجارهم مسعود وجارتهم خديجة التي فقدت ابنها الأكبر في عدوان الناتو على ليبيا في العام 2011 وابنها الثاني في معارك فجر ليبيا العام 2014 م بالنظام السياسي للدولة الليبية المرتقبة التي صدعونا بها منذ العام 2011 هل هي ذات طبيعة رئاسية او برلمانية او عسكرية او او او .
حتي المساجلات بين المسماري وقنونو ومؤتمراتهما الصحفية لم تعد تحظي بإهتمامهم
اختزلت الأحلام في البحث عن السلام ، وكيف تبقي حيا في بلد تفنن ساسته في قتل الأمل كل يوم الف مرة .