تجار الميزانية !
بإختصار
عصام فطيس
انقطاع للتيار الكهربائي لساعات طويلة ، ودرجات حرارة عالية ، وازدحام في الطرقات ونفخ ، ولكن ان تضيف لهذا المشهد الحزين (جلسة لمجلس النواب ) نشهد بالله الا هلبا علينا !
القصة الحزينة التي لم تنته بعد ولن تنته قريبا الا وهي قصة إقرار ميزانية الدولة الليبية التي تحولت إلى كابوس حزين يؤرق بال عامة الليبيين البسطاء ، الذين كانوا ينتظرون من نوابهم ان يكونوا على قدر من المسؤولية ولكنهم واصلوا اثبات أن جلهم الا من رحم الله لا يهمهم وطن يئن او ناس تعاني !
ماشهدناه في الجلسة وما سمعناه مما دار في كواليسها يجعل كل مواطن قام باداء واجبه الانتخابي يلوم نفسه ألف مرة على سوء اختياراته التي اتت بنواب لا هم لهم الا مصالحهم ومصالح القوي التي تحركهم ، نواب برعوا في وضع العراقيل والعقبات امام عمل حكومة مفترض أنها حكومة للوحدة الوطنية حاول رئيسها ان يرضي الجميع فضمت اكبر عدد من الوزراء والوكلاء والهيئات ومع هذا لم يتوقف بعض من نواب الشعب عن سياسة لي الذراع مع الحكومة لاقتناص مكاسب شخصية .
وإحقاقا للحق لابد أن نعترف أن جزء من ملاحظات النواب على الميزانية جاءت في محلها وغرضها حماية المال العام الذي تعرض للنهب المنظم طيلة عقد من الزمان ، ولكن ما شهدناه في الجلسة اكد بما لا يدع مجال للشك أن جلسة الاستماع تحولت لجلسة استعراضية مارس فيها بعض النواب المزايدات الرخيصة لارضاء الاطراف التي تقف وراءهم ،
غير مبالين بمعاناة مئات الآلآف الذين يتوزعون ينتظرون إقرار الميزانية بين رواتب وزيادات وعلاج ودراسة وكهرباء و و و و ! كيف نتوقع من نائب مقيم في شرم الشيخ او استنبول او تونس يتقاضي 16000 الف دينار ويمتلك شقق واستثمارات في عدد من الدول ويحصل على الاعتمادات أن يشعر بمعاناة سكان الصابري والوحيشي وابوسليم والشرقية والمنشية وحج حجيل ، او بنزيل مستشفي 1200 او المستشفي الجامعي عندما يطلب منه ان يحضرمستلزمات علاجه !
يا نوابنا كل الشعب كونوا على قدر المسئولية واقروا الميزانية من اجل بلادكم وابنائها ولا تكونوا مثل شايلوك وابتعدوا عن المماحكات المقيتة والاصطفافات ولا تتحولوا لتجار للميزانية .
كونوا على آهلين للمسؤولية والا سنري عودة للترتيبات المالية وما ادراك ما الترتيبات المالية .